صندوق النقد يسمح بتسديد ديون الدول باليوان

17 يوليو 2023
اليوان يواصل توسيع سوقه في أميركا الجنوبية (Getty)
+ الخط -

ألمح صندوق النقد الدولي إلى أنه قد يقبل اليوان الصيني كعملة للدول لتسوية التزاماتها مع صندوق النقد الدولي بعد الموافقة على سداد ديون الأرجنتين باليوان.

وحسب قناة "إن تي دي" التلفزيونية الأميركية متعددة اللغات، أكدت المتحدثة باسم صندوق النقد، جولي كوزاك، أن الأرجنتين سددت جزءاً من ديونها، ما يعادل 1.1 مليار دولار من 2.7 مليار دولار مستحقة الشهر الماضي للصندوق بالعملة الصينية. وقالت كوزاك: "كما قلنا في الماضي، تواصل السلطات الأرجنتينية مواكبة التزاماتها المالية تجاه صندوق النقد الدولي".

وأضافت أن "الرنمينبي هو إحدى العملات الخمس التي يمكن استخدامها بحرية والتي يمكن للأعضاء استخدامها لتسوية التزاماتهم مع صندوق النقد الدولي".

وأشارت إلى أن المفاوضات بشأن برنامج إنقاذ الاقتصاد الأرجنتيني البالغ تكلفته 44 مليار دولار لا تزال جارية. ونفت المتحدثة، حسب ما نقلت القناة يوم الخميس الماضي، أن يكون صندوق النقد الدولي قد تلقى خطاباً من الصين يفيد بأنه سيسمح للأرجنتين باستخدام خط المبادلة مع البنك المركزي الصيني لسداد مستحقاتها من الصندوق.

وقالت: "عمل فريقنا بشكل مكثف مع السلطات الأرجنتينية لإحراز تقدم نحو استكمال المراجعة الخامسة، ولمساعدة السلطات في معالجة وضع معقد وصعب للغاية".

وفيما يتعلق بتفاصيل تلك المناقشات حول قرض الأرجنتين، قالت: "نظراً لأن المسألة لا تزال قيد المناقشة، فلن أستبق تلك المناقشات، ولن أخوض في التفاصيل بخلاف القول بأن المناقشات متكررة، وإنها تهدف إلى تطوير البرنامج".

ووقع البنك المركزي الأرجنتيني صفقة مع الصين الشهر الماضي لتجديد خط المبادلة بقيمة 130 مليار يوان (18.4 مليار دولار) لمدة ثلاث سنوات أخرى، مما يضاعف حجم الأموال المتاحة بحرية من 35 مليار يوان (5 مليارات دولار) إلى 70 مليار يوان (10 مليارات دولار).

وقالت وزارة الاقتصاد الأرجنتينية إن المقايضة ستكون في شريحة واحدة ومتاحة مجانًا لأي نوع من العمليات المالية، مضيفة أن البلاد ستتطلع إلى تعزيز المزيد من العمليات الفورية والمستقبلية باليوان.

وفي 29 يونيو/ حزيران الماضي، قال البنك المركزي الأرجنتيني إنه أدرج اليوان كعملة مقبولة للودائع في بنوك الادخار والحسابات الجارية، مما يشير إلى خروجه عن الدولار الذي كان عملة الاحتياطي الرسمية الوحيدة. وذكر البنك أنه "سيتم السماح للشركات المالية بفتح حسابات مصرفية مقومة باليوان".

وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تراجعت فيه احتياطيات الأرجنتين من العملات الأجنبية بسبب الجفاف الشديد الذي أدى إلى انخفاض صادرات الحبوب التي تعد المصدر الرئيسي لعائداتها بالدولار. وكانت البيزو، العملة الرئيسية للأرجنتين، قد تدهورت تحت وطأة التضخم السنوي البالغ 100% بالبلاد.

وقبل الانتخابات العامة في أكتوبر/ تشرين الأول تحاول حكومة الأرجنتين إعادة بناء الاحتياطيات لتسديد مدفوعات الديون، وتغطية تكاليف التجارة، وتحقيق الأهداف الاقتصادية بموجب برنامج قرض بقيمة 44 مليار دولار مع صندوق النقد الدولي.

وفي ذات الصدد، وقعت البرازيل أيضاً اتفاقية مع الصين في وقت سابق من هذا العام من شأنها أن تسمح لها بتسوية النفقات التجارية والاستثمارات باليوان في خطوة تقلل هيمنة الدولار.

وقال كبير الاقتصاديين في شركة فيستد، وهي شركة اتصالات مقرها نيويورك، ميلتون إزراتي، إن الصفقة هي محاولة لرفع اليوان كعملة دولية، لكنه أضاف: "لكن اليوان لا يزال بعيداً جداً عن أن يصبح عملة احتياطي دولية مثل الدولار".

ووفقًا للاقتصادي إزراتي لا يوجد لدى الصين أسواق مالية لدعم الترتيبات المالية باليوان، وهو أحد متطلبات عملة احتياطي عالمية.

وأضاف: "إذا كنت تريد لعملتك أن تصبح مثل الدولار، فيجب عليك أن تتمكن من إقناع المتداولين بأهميتها الاستثمارية وأنها مقبولة في كل أسواق العالم".

وأكد إرزاتي أن المتداولين باليوان يواجهون صعوبات في تأمين الأسواق للاستثمار فيها لأن الصين تتحكم في تدفق الأموال من وإلى البلاد. وتعد عملية مركزية القرار السياسي في الصين واحدة من عقبات تدويل اليوان على الرغم من القوة الاقتصادية للصين البالغة أكثر من 17 تريليون دولار.

المساهمون