استمع إلى الملخص
- الاقتصادات الإقليمية تعاني بشدة، خاصة في غزة والضفة الغربية، حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي بشكل كبير، بينما شهدت إسرائيل انكماشًا اقتصاديًا بنسبة 20% في الربع الأخير من 2023.
- التوترات الجيوسياسية تؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة، مما يزيد من الضغوط التضخمية ويؤثر سلبًا على التجارة والاستثمارات والسياحة في الدول العربية.
قال صندوق النقد الدولي اليوم الخميس إن تصعيد الصراع في الشرق الأوسط قد تكون له تداعيات اقتصادية كبيرة على المنطقة والاقتصاد العالمي، لكن أسعار السلع الأولية لا تزال أقل من أعلى مستويات سُجِّلَت في العام الماضي.
وصرحت جولي كوزاك، المتحدثة باسم صندوق النقد في إفادة صحافية روتينية بأن الصندوق يتابع من كثب الوضع في جنوب لبنان "بقلق بالغ" وقدمت تعازيها في القتلى هناك. وأضافت: "احتمال تصعيد الصراع يزيد من المخاطر وحالة عدم اليقين، وقد تكون له تداعيات اقتصادية كبيرة على المنطقة وخارجها".
وأوضحت أنّ من السابق لأوانه التنبؤ بتأثيرات محددة على الاقتصاد العالمي، لكنها أشارت إلى أن الاقتصادات في المنطقة تعاني بالفعل بشدة، ولا سيما في قطاع غزة، حيث يواجه السكان "ظروفاً اجتماعية واقتصادية قاسية وأزمة إنسانية ونقص في المساعدات".
وتؤثر الصراعات المسلحة في الشرق الأوسط كثيراً في الاقتصادات العربية، من خلال تعطل التجارة الإقليمية والدولية، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، وانخفاض الاستثمارات الأجنبية. ويتسبب الاعتماد الكبير على واردات الطاقة في جعل التوترات الجيوسياسية تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز، ما يزيد من الضغوط التضخمية. وبالإضافة إلى ذلك، تتراجع حركة السياحة، وتتأثر القطاعات الإنتاجية والخدماتية في العديد من الدول العربية.
وقالت كوزاك إن صندوق النقد يقدر أن الناتج المحلي الإجمالي في غزة انخفض 86% في النصف الأول من العام الجاري، في حين أنّ من المرجح أن الناتج المحلي الإجمالي للضفة الغربية في الفترة ذاتها تراجع 25%، مع وجود احتمالات لحدوث مزيد من التدهور. وأضافت أن الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل انكمش بنحو 20% في الربع الأخير من 2023 بعد اندلاع الصراع، ولم تشهد البلاد سوى انتعاش جزئي في النصف الأول من العام الجاري.
ومن المقرر أن يصدر صندوق النقد الدولي توقعاته الاقتصادية المحدثة لجميع البلدان والاقتصاد العالمي في وقت لاحق من أكتوبر/ تشرين الأول بالتزامن مع انعقاد اجتماعات الخريف لصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن.
وفي إشارة إلى الغارات الجوية الإسرائيلية على جماعة حزب الله المسلحة المدعومة من إيران في لبنان، قالت كوزاك: "التصعيد الأخير للصراع يؤدي إلى تفاقم الوضع الاقتصادي الكلي والاجتماعي الهش بالفعل في البلاد". وأضافت: "ألحق الصراع خسائر بشرية فادحة بالبلاد، وأضرّ ببنيتها التحتية".
(رويترز، العربي الجديد)