صادرات "غازبروم" من الغاز تتراجع 50%.. وموسكو تراهن على السوق الآسيوية

01 يناير 2023
هوت صادرات غازبروم من الغاز إلى نحو 100 مليار متر مكعب (كيريل كودريافتسيف/فرانس برس)
+ الخط -

قالت وكالة "بلومبيرغ"، نقلاً عن بيان صادر عن الرئيس التنفيذي لشركة غازبروم الروسية العملاقة للغاز الطبيعي، ألكسندر ميللر، إن صادرات غازبروم من الغاز الطبيعي تراجعت خلال العام 2022 بما يقرب من 50 في المائة، لتصل إلى 100.9 مليار متر مكعب.

وأشارت "بلومبيرغ" إلى أن هذا  الحجم من الصادرات هو الأدنى الذي حققته غازبروم منذ العام 2000.

وحدث الانخفاض نتيجة لمجموعة من العوامل  السالبة التي أثرت على أداء الشركة خلال العام الماضي، وعلى رأسها خفض روسيا تدفقات الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا رداً على العقوبات التي وجهها الاتحاد الأوروبي ضد موسكو بعد أن غزت الأخيرة أوكرانيا.

أما السبب الآخر للانخفاض فهو التحول الكبير للاتحاد الأوروبي إلى الغاز الطبيعي المسال، في محاولة لتقليل اعتماده على غاز الأنابيب الذي تحتكره روسيا بسبب حدودها الجغرافية مع الدول الأوروبية. 

و أشار ميللر، في خطابه في نهاية العام الماضي، إلى أن الطلب العالمي على الغاز انخفض بمقدار 65 مليار متر مكعب في العام الماضي بسبب أزمة كورونا والإغلاقات في الصين. وأضاف أنه في المستقبل، من المتوقع أن ينمو الطلب العالمي على الغاز، وأن شركة غازبروم تستعد لهذا النمو.

وقال إن الصين من المقرر أن تمثل  نسبة 40 في المائة من نمو الطلب العالمي على الغاز، الذي سيصل إلى 20 في المائة من المستويات الحالية. وكشف ميللر أن غازبروم، التي تستعد للاستفادة من هذه التوقعات، تخطط لزيادة صادراتها من الغاز إلى الصين إلى 48 مليار متر مكعب "قريبًا جدًا".

وكجزء من محور الطاقة الروسي في آسيا، افتتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت سابق من الشهر الماضي، حقل غاز كوفيكتا في شرق سيبيريا، وهو مشروع قيد التنفيذ منذ مدة طويلة، والذي سيزود الصين بالغاز الطبيعي. وهو حقل فيه احتياطيات تقدر بنحو 1.8 تريليون متر مكعب، وهو الأكبر بين الحقول المكتشفة في شرق سيبيريا حتى الآن.

آسيا.. الوجهة البديلة للطاقة الروسية

ومنذ غزو أوكرانيا والعقوبات الغربية، أصبحت آسيا وجهة تصدير ذات أولوية للطاقة الروسية، وباتت الصين أكبر عميل لروسيا في القارة، وجاءت الهند في المرتبة الثانية.
وفي وقت سابق من الأسبوع  الماضي، قال وزير الموارد الطبيعية والبيئة الروسي ألكسندر كوزلوف، في مقابلة تلفزيونية، إن الحكومة الروسية تخطط لتكثيف التنقيب عن النفط والغاز، وخاصة في شرق سيبيريا، بهدف زيادة الصادرات إلى الشركاء الآسيويين.
وحسب نشرة "أويل برايس" الأميركية، فإن تكثيف الشركات الروسية الكشوفات والتنقيب في شرق سيبريا يعود إلى أن معظم  حقول النفط والغاز الروسي في غرب سيبيريا تعاني من نضوب الاحتياطيات القابلة للاستخراج.

وكجزء من خطط التحول والانتقال من الغرب إلى الشرق، أعلنت شركة "روسنفت" قبل عدة سنوات عن أكبر مشروع في تاريخها، وهو مشروع "فوستوك" الذي تم بموجبه تطوير مجموعة من حقول النفط التي تحتوي على ما يقدر بنحو 44 مليار برميل. وبدأ العمل في المشروع في يناير/كانون الثاني العام قبل الماضي 2021. وقدرت التكلفة الإجمالية لتطوير حقول "فوستوك" بنحو 170 مليار دولار.

وحسب "أويل برايس"، أضرت العقوبات الغربية بخطط روسنفت لتطوير حقول مشروع فوستوك ، حيث أعلنت شركة "ريستاد إنرجي" النرويجية، في وقت سابق من العام، أنها ستخفض استثماراتها في المشروع  بنحو 15 مليار دولار، كما باعت شركت "ترافيغورا" السويسرية لتجارة الطاقة حصتها في المشروع لتاجر من هونغ كونغ. 

المساهمون