قال المستشار الألماني أولاف شولتز الثلاثاء، إن الإجراءات الحكومية لضمان إمدادات الغاز خلال الشتاء جعلت ألمانيا مستعدة للتعامل مع خفض جديد للشحنات الروسية، قبل يوم واحد من قطع موسكو إمدادات الغاز مدة ثلاثة أيام.
وأضاف شولتز في بيان وفقا لوكالة "فرانس برس"، أن الاستعدادات تعني أن ألمانيا "في وضع أفضل بكثير من حيث أمن الإمدادات مما كان متوقعا قبل شهرين، وأنه يمكننا التعامل بشكل جيد مع التهديدات التي نواجهها من روسيا التي تستخدم الغاز كجزء من استراتيجيتها في الحرب ضد أوكرانيا".
وتتوقع ألمانيا الوصول إلى سعة تخزين تبلغ 85 بالمائة في مفتتح سبتمبر/أيلول المقبل، بدلا من توقعات سابقة بأن يتم ذلك أول أكتوبر/تشرين الأول.
وبلغت الطاقة التخزينية حتى نهاية الأسبوع الماضي 82 بالمائة، بحسب الوزارة، صعودا من 67 بالمائة مطلع يوليو/تموز الماضي.
كان شولتز قد أكد أمس أن الأولوية العليا للحكومة حاليا، هي التغلب على تكاليف الطاقة المرتفعة للأسر من خلال تقديم مساعدة محددة الهدف، مؤكدا تفاؤله باتخاذ الاتحاد الأوروبي إجراءات منسقة قريبا حيال أسعار الكهرباء المرتفعة.
وأعلنت الحكومة الألمانية، حزمة إجراءات لخفض استهلاك الطاقة الكهربائية، وبالتالي الغاز الطبيعي، إلى جانب إعادة تشغيل محطات توليد الطاقة التي تعمل على الفحم.
تأتي تصريحات شولتز بعد يوم واحد، من تأكيدات وزير الاقتصاد روبرت هابيك أن ألمانيا تواجه "الواقع المر" بأن روسيا لن تستأنف إمدادات الغاز إلى البلاد قبيل وقف مزمع لصادرات عملاق الغاز الروسي غازبروم إلى أوروبا عبر خط الأنابيب نورد ستريم 1.
Speaking at a press conference in Prague, German Chancellor Olaf Scholz sounded optimistic despite rising energy prices, saying that Germany "will certainly manage better this winter than some predicted for us some time ago." pic.twitter.com/ipGU4GhfI1
— DW News (@dwnews) August 30, 2022
وفي حلقة نقاشية مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين أمس، قال هابيك "إنها لن تعود... إنه الواقع المر".
وقالت شركة غازبروم يوم الجمعة الماضية، إن روسيا ستوقف إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا لثلاثة أيام في نهاية الشهر الجاري، لصيانة غير مقررة لخط الأنابيب نورد ستريم، وهو ما يزيد الضغوط على القارة بينما تسعى لإعادة ملء مخزونات الوقود قبيل الشتاء.
وتخفض موسكو بالفعل الإمدادات إلى 20 بالمائة فقط من السعة الاستيعابية المعتادة لخط الأنابيب نورد ستريم 1 من روسيا إلى ألمانيا.
وبينما كانت ألمانيا تعتمد على الغاز الروسي بنسبة 50 بالمائة من مجمل الاستهلاك قبل الحرب، تراجع حاليا إلى متوسط 30 بالمائة.
تأشيرات الروس
وفي سياق مختلف، قالت ألمانيا وفرنسا إن على الاتحاد الأوروبي ألا يمنع السياح الروس من زيارة دول التكتل، وذلك قبيل اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد في براغ والذي سيناقش مطالب دول البلطيق وبعض الدول الأعضاء الأخرى بحظر منح التأشيرات لمواطني روسيا.
وذكرت وثيقة فرنسية ألمانية وفقا لوكالة "رويترز" اليوم الثلاثاء، أنه "مع تفهم مخاوف بعض الدول الأعضاء في هذا السياق، يجب ألا نقلل من أهمية قوة التغيير الناشئة من تجربة العيش تحت ظل الأنظمة الديمقراطية بشكل مباشر، وخاصة للأجيال القادمة".
وأضافت الوثيقة: "يجب أن تعكس سياسات التأشيرات الخاصة بنا ذلك وأن تستمر في السماح بالتواصل بين مواطني دول الاتحاد الأوروبي والمواطنين الروس غير المرتبطين بالحكومة الروسية".
وفي وقت لاحق اليوم الثلاثاء، سيجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماع يستمر يومين في براغ.