شواطئ الراية الزرقاء.. ورقة تركية لجذب السياح وتعويض خسائر كورونا

08 اغسطس 2021
تنشيط السياحة المائية (Getty)
+ الخط -

افتتحت تركيا العديد من الشواطئ العامة المجانية ذات العلامة الزرقاء هذا العام، مستغلة فصل الصيف والسياحة وإعادة الحياة الطبيعية بعد حظر كورونا، لتضاف إلى 519 شاطئاً بتركيا حصلت على هذه الميزة، جلها بولاية أنطاليا التي تتبوأ المركز الأول عالمياً بعدد الشواطئ ذات الراية الزرقاء.

ويقول نائب وزير الثقافة والسياحة التركي، نادر آلب أصلان إن الشواطئ العامة التي جرى افتتاحها تحظى بإقبال كبير من قبل السياح والمواطنين على حد سواء، لأن الوزارة تقدّم جميع الخدمات للمواطنين والسياح في الشواطئ العامة بالمجان، باستثناء المأكولات والمشروبات، التي تباع بأسعارها المعتادة.

ويضيف المسؤول التركي خلال تصريحات إعلامية، "نقدم لمواطنينا خدمات بجودة 5 نجوم، ونشعر بالسعادة عندما نقدم خدمات ترضي المواطنين والزوار. لذلك، نعمل على زيادة عدد الشواطئ العامة والمرافق الخدمية"، مشيراً خلال تصريح نقلته وكالة "الأناضول" إلى أهمية الحفاظ على البيئة أثناء إقامة مرافق سياحية "لطالما شعرنا باهتمام خاص تجاه البيئة لهذا السبب نقوم بتأسيس شواطئ صديقة للبيئة".

ولم يفت تركيا، خلال افتتاح الشواطئ العامة، أخذ خصوصية الفئات المختلفة. ففي أنطاليا، ثمة شواطئ مخصصة للنساء، كما تم تأمين جميع أنواع الخدمات لأصحاب الاحتياجات الخاصة، بحسب آلب أصلان الذي أكد سعي بلاده لزيادة عدد الشواطئ التي ترفع العلم الأزرق "لتحتل تركيا المرتبة الأولى في عدد الشواطئ ذات الراية الزرقاء بالعالم".

وشرح العامل بقطاع السياحة، محمت أصلان عمّا تعنيه شواطئ العلامة الزرقاء والميزات التي توفرها للسياح والزائرين فقال: "العلامة أو الراية الزرقاء هي علامة بيئية تمنحها مؤسسة التعليم البيئي العالمية غير الحكومية (FEE) للشواطئ والموانئ التي تحقق الشروط، وتستوفي معايير جودة المياه والتّثقيف البيئي والإدارة والسلامة البيئية. والأهم أن جميع تلك الخدمات تقدم بالمجان".

وأشار في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن هذه الشواطئ تجذب الأتراك قبل السياح، كما أنها مقصد السياح من جميع أنحاء العالم، فبالإضافة إلى عدم صرف أي تكاليف، هناك رقابة وأمان وحرية للجميع من دون التعدي على حقوق وحرية الآخرين، ويوجد فصل ببعض الشواطئ بين العائلات والشباب وهو ما ترغبه شريحة من السياح، كما يوجد منقذون وأسرة للتشميس على مساحات واسعة".

وتستمر تركيا بافتتاح الشواطئ المجانية المخدّمة "العلامة الزرقاء"، فبعد افتتاح شاطئ في بودروم بولاية موغلا وآخر في خليج برلنطة بقضاء "جشمة" بولاية إزمير خلال عام 2019، تابعت وزارة الثقافة والسياحة بعد انحسار وباء كورونا وافتتحت شاطئين عامين في منطقتي "بلك" و"قدرية" بمنطقة سريك بولاية أنطاليا.

كما افتتحت تركيا، خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، شاطئا في منطقة ماناوغات بأنطاليا بطول 700 متر، ومساحة 43 ألف و607 أمتار مربعة، كما يحتوي على 5 آلاف سرير للتشمس، وأتبعته بنفس اليوم بشاطئ "كمر جاميوفا العام"، بمساحة 33 ألف و261 مترًا مربعًا، وبخط ساحلي يبلغ طوله 350 مترًا، وبسعة ألف و500 سرير تشمس في منطقة "جاميوفا" بقضاء كمر في أنطاليا.

 وارتفع عدد الشواطئ العامة المفتتحة هذا العام إلى 7 شواطئ، مع افتتاح ساحل "ايجمالر" في منطقة مرمريس بولاية موغلا، بطول 400 متر وسعة ألف سرير للتشمس على مساحة 7 آلاف متر مربع.

ويتوقع مختصون أن ينعش النصف الثاني من هذا العام، قطاع السياحة بعد تدفق الروس والألمان، إثر إلغاء برلين تحذير السفر لتركيا والمنطقة العربية التي بدأ سائحوها يتوافدون إلى الولايات التركية ومدن البحر الأسود وبورصا وإسطنبول على وجه التحديد.

 ويعول هؤلاء على سياح هذا العام والعائدات، بعد أن تأثرت تركيا بالموسم السابق "2020" بنتائج إغلاق وباء كورونا، فتراجعت إيرادات السياحة المتوقعة من 23 مليار دولار إلى 12.5 ملياراً، إثر تراجع السياح من المخطط، 57 مليوناً إلى نحو 11 مليون سائح.
ويجري العمل لتعويض الربع الأول من العام الجاري، إذ لم تزد عائدات السياحة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2021 عن 2.4 مليار دولار، بعد تراجع عدد السياح إلى 2.6 مليون سائح، نحو 740 ألفاً منهم أتراك مقيمون في الخارج.

المساهمون