وقّع المجلس المحلّي في مدينة تل أبيض شمال محافظة الرقة شمال شرقي سورية، عقداً نهائياً مع شركة "آك إنيرجي" (AK Energy) التركية بهدف تزويد المنطقة بالكهرباء، بالإضافة لمنطقة رأس العين في شمال غربي الحسكة التي تبعد عنها نحو 100 كيلومتر.
المشروع يعد الأول من نوعه، في المنطقة التي سيطر عليها "الجيش الوطني" المعارض بدعم من الجيش التركي، خلال عملية عسكرية ضد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، التي كانت تسيطر عليها، في 9 أكتوبر/تشرين الأول عام 2019.
وقال علي النجار وهو من أبناء المنطقة، لـ"العربي الجديد"، إنّ الهدف من المشروع هو تزويد كل من منطقتي تل أبيض ورأس العين بالكهرباء بشكل كامل، مؤكداً عدم اقتصار المشروع على المدن فقط. وبيّن أنّ بعض الأهالي متخوفون من المشروع كونه سيترتب عليهم دفع فواتير مرتفعة، لا سيما أنّ فرص العمل قليلة وبالتالي يتخوفون من عدم القدرة على سداد الفواتير. بينما رحّب قسم آخر بالمشروع على اعتباره مهماً للمنطقة ويعيد الحياة لها، بحسب قول النجار.
وشرح النجار أنّ "المشروع سيكون جيداً ويقدم الأفضل للمنطقة. فالكهرباء ستتوفر على مدار الساعة، وتشغل المحلات التجارية والمعامل وغيرها، ويمكن أيضاً استخدامها في الأراضي الزراعية".
ووفقاً للمشروع، ستنفذ الشركة عمليات صيانة واسعة لشبكة الكهرباء في المنطقتين، واللتين تعرضتا لأضرار كبيرة خلال السنوات الماضية.
من جهته، أوضح رئيس المجلس المحلي في منطقة رأس العين مرعي يوسف، أنّ "تزويد المنطقة بالكهرباء يساعد على تحسين واقع الفلاحين، كونهم يعتمدون على الآبار الزراعية التي تعمل مضخاتها بالكهرباء".
عيسى المحمود أحد سكان منطقة تل أبيض، رأى، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "وصول الكهرباء جيد للمنطقة، وبالنسبة لي أجد أنّ المشروع مناسب وليس علينا استباق الأمر قبل وصول الكهرباء".
وأضاف أنّ "كافة الطرق لتوفير الكهرباء بالنسبة لي تتقارب في صعوبتها والأفضل هو الحصول على الكهرباء بشكل منتظم، دون الاعتماد على الأمبيرات أو البطاريات وغيرها، وهذا يمنح شعوراً بالاستقرار أكثر".
وفي ديسمبر/كانون الأول 2019، توصلت تركيا إلى اتفاق مع روسيا، بعد مفاوضات جرت في عين عيسى، على تزويد ريف منطقة تل أبيض بالكهرباء، حسب ما أوردته وكالة "الأناضول" التركية، في تقرير لها.
ويعتبر سد تشرين مصدراً للكهرباء في المنطقة، إضافة لمحطة توليد الكهرباء في منطقة الدرباسية الخاضعة لسيطرة "قسد". ويأتي مشروع استجرار الكهرباء الجديد إلى رأس العين بعد أزمة المحروقات، ومشاكل الانقطاع المتكرر للكهرباء التي مصدرها النظام و"قسد".