شركات عالمية تغير استراتيجياتها في الصين وسط غياب المؤشرات إلى تعافي الاقتصاد

28 أكتوبر 2024
الصينيون يقللون الإنفاق لاستمرار أزمة العقارات والبطالة، شنغهاي في 22 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواجه الشركات العالمية تحديات في السوق الصينية بسبب تباطؤ الاقتصاد وارتفاع البطالة، مما دفعها لتعديل استراتيجياتها مثل خفض الأسعار وتقليص النشاط، بينما تستثمر بعض الشركات مثل إيرميس رغم التحديات.
- تعهدت الحكومة الصينية بدعم الاقتصاد، لكن فعالية هذه الإجراءات غير واضحة، مع توقعات باستمرار الوضع الصعب حتى 2025 وانخفاض الأرباح الصناعية.
- تراجع الطلب على الذهب في الصين بنسبة 22% في الربع الثالث من العام الحالي بسبب ارتفاع الأسعار وضعف الاقتصاد، مما أثر على مبيعات المجوهرات والسبائك.

شرعت شركات عالمية في خفض الأسعار والتكاليف وتقليص نشاطها في الصين وسط استمرار تعثر ثاني أكبر اقتصاد في العالم رغم جهود بكين لاستعادة الزخم. وقالت شركات كبرى، من بينها إيرميس ولوريال وكوكاكولا ويونايد إيرلاينز ويونيليفر ومرسيدس، إن العملاء الصينيين يقللون الإنفاق في ظل استمرار أزمة العقارات وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب. وبدأت بالفعل بعض الشركات في تعديل استراتيجياتها في السوق الصينية.

وقالت شركة مرسين الفرنسية لصناعة الغرافيت الكربوني، الأسبوع الماضي، إنها ستغلق مصنعا لتصنيع منتجات نقل الكهرباء في الصين نظرا لصعوبة المنافسة مع الشركات المحلية. وفي الوقت ذاته، تعمل شركات الأغذية العالمية، مثل دانون ونستله، على تعزيز التخفيضات في الأسعار أو زيادة المبيعات عبر الإنترنت. وقال جيمس كوينسي، الرئيس التنفيذي لشركة كوكاكولا، بالتزامن مع إعلان الأرباح يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول، إن البيئة التشغيلية في الصين لا تزال صعبة. وأضاف متحدثاً للمستثمرين "لا يبدو أن الاقتصاد سيتحسن".

وتتعهد الحكومة الصينية بتقديم مزيد من الدعم لكن لم يتضح بعد نطاق إجراءات التحفيز الإضافية وتوقيت تنفيذها. ولم تقنع الحكومة المستثمرين حتى الآن بأن جهودها ستعزز الاقتصاد الذي يبلغ حجمه 18.6 تريليون دولار. ورغم التباطؤ، لا تزال بعض الشركات تضخ استثمارات. وتواجه إيرميس، المصنعة لحقائب اليد بيركين، تراجعا في عدد المشترين لكنها تعوض ذلك بسعيها لزيادة المبلغ الذي ينفقه كل عميل في المتوسط خلال كل عملية شراء. وتبيع إيرميس مجوهرات ومنتجات جلدية وملابس جاهزة للرجال والنساء. وبعد افتتاح إيرميس متجرا في شنتشن، الأسبوع الماضي، تعتزم افتتاح متجر آخر في شنيانغ في ديسمبر/كانون الأول ومتجر رئيسي في بكين العام المقبل.

لكن آخرين يرون أن بيئة الأعمال التجارية في الصين تغيرت بشكل سيدوم لفترة طويلة. وقال سكوت كيربي، الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد إيرلاينز: "كنا نُشغل ما يقرب من عشر رحلات يوميا إلى الصين، لكن أعتقد أن تلك الأيام ولت". وتسيّر الشركة الآن ما يصل إلى ثلاث رحلات يوميا من لوس أنجليس إلى شنغهاي ولا تتوقع أن يتغير هذا الوضع قريبا. وقال كيربي "الوضع تغير تماما". 

وخلال موسم إعلان نتائج الربع الثالث، المستمر حاليا، يركز المسؤولون التنفيذون للشركات على الحديث عن بيئة الأعمال في الصين ويصفونها بالصعبة. وقال إرمنيجيلدو زينيا، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة السلع الفاخرة الإيطالية التي تحمل اسمه، إنه يتوقع استمرار الوضع "الصعب" في الصين حتى أوائل 2025 على الأقل. وقالت شركة إل.في.إم.إتش، التي ساعدت مبيعاتها بالصين في جعلها أكبر شركة أوروبية من حيث القيمة السوقية حتى العام الماضي، إن ثقة المستهلكين في البلاد وصلت إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.

وانخفضت الأرباح المجمعة للشركات الصناعية الرئيسية في الصين إلى 5.23 تريليونات يوان (735.41 مليار دولار)، خلال الفترة من يناير/كانون الثاني حتى سبتمبر/أيلول 2024، بانخفاض 3.5% على أساس سنوي، وفقا لأرقام رسمية صدرت أمس الأحد. وأعلنت الصين، الأسبوع الماضي، أرقام نمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث 2024، والذي نما بنسبة 4.6% على أساس سنوي، في أبطأ وتيرة نمو بآخر ستة فصول، واعترفت بأن "مشكلات جديدة" تعرقل النشاط الاقتصادي. وتوقع تقرير صندوق النقد الدولي أن يتباطأ النمو الصيني أكثر في العام 2025، ليصل إلى 4.5%.

تراجع الطلب على الذهب في الصين

في السياق، أظهرت بيانات اقتصادية تراجع الطلب على الذهب في الصين، أكبر مستهلك للمعدن الأصفر في العالم، بأكثر من الخمس خلال الربع الثالث من العام الحالي، بسبب تراجع الطلب وبخاصة على المجوهرات نتيجة ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية وضعف أداء الاقتصاد الصيني.

وبحسب تقديرات وكالة بلومبيرغ للأنباء استنادا إلى بيانات مجلس الذهب الصيني الصادرة اليوم الاثنين، فقد تراجع إجمالي الطلب على الذهب في الصين خلال الربع الثالث بنسبة 22% سنويا إلى 218 طنا، في حين تراجع استهلاك قطاع المجوهرات بنسبة 29% إلى 130 طنا، في حين تراجع الطلب على السبائك والعملات المعدنية بنسبة 9% إلى 69 طنا.

يذكر أن أسعار الذهب العالمية ارتفعت بنحو الثلث منذ بداية العام الحالي لتصل إلى مستوى قياسي جديد في الأسبوع الماضي، مع زيادة مشتريات البنوك المركزية إلى جانب استمرار طلب المستثمرين على المعدن الأصفر باعتباره ملاذاً آمناً. وأدى ارتفاع أسعار الذهب إلى جعل المجوهرات والمشغولات الذهبية أكثر كلفة بالنسبة للمستهلكين في الصين، في حين أن أغلب هؤلاء المستهلكين يشعرون بالقلق نتيجة استمرار تباطؤ ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

في الوقت نفسه، أظهرت بيانات مجلس الذهب الصيني تراجع استهلاك الذهب في الصين خلال أول تسعة شهور من العام الحالي بنسبة 11% سنويا إلى 742 طنا. وفي الشهر الماضي تراجعت واردات الصين من الذهب بدون حساب مشتريات البنك المركزي والخزانة العامة بنسبة 22% سنويا إلى 97 طنا فقط.

(رويترز، أسوشييتدبرس، العربي الجديد)

المساهمون