علقت شركات شحن الجمعة رحلاتها عبر البحر الأحمر بعد استهداف سفنها من قبل الحوثيين، وسط توقعات بأن يؤدي ذلك إلى ارتفاع الأسعار في أسواق الاحتلال بسبب مدة الرحلات.
وقال متحدث باسم شركة الشحن الدنماركية إيه بي مولر ميرسك لـ"رويترز"، اليوم الجمعة، إنّ الشركة ستوقف جميع عمليات الشحن بالحاويات عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر لتسلك مساراً حول أفريقيا.
وأضافت الشركة، في بيان: "في أعقاب الحادث الوشيك الذي شهدته سفينة ميرسك في جبل طارق أمس والهجوم الآخر على سفينة حاويات اليوم، أصدرنا تعليمات لجميع سفن ميرسك في المنطقة المتجهة للمرور عبر مضيق باب المندب بإيقاف رحلتها حتى إشعار آخر".
كذلك، أعلنت شركة هاباغ لويد الألمانية للحاويات وقف جميع الرحلات البحرية عبر البحر الأحمر حتى 18 ديسمبر/ كانون الأول، وقالت في بيان إنها ستقرر بعد هذا التاريخ ما إذا كانت ستمدد وقف الرحلات البحرية أم لا.
هذا واشتعلت النيران في سفينة ليبيرية في البحر الأحمر، اليوم الجمعة، بعد إصابتها بمقذوف أطلق من قبل الحوثيين في اليمن، بحسب مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية وشركة "أمبري" للاستخبارات الخاصة.
وتحمل السفينة اسم "الجسرة"، وتبحر تحت العلم الليبيري، لكنها تحت إدارة شركة الشحن الألمانية "هاباغ لويد"، التي تمتلك مكاتب في موانئ أشدود، وحيفا، وتل أبيب، وفقاً لـ"أمبري".
وبحسب الحصيلة حتى اليوم في عمليات استهداف شركات شحن مرتبطة بإسرائيل، إضافة إلى استهداف السفينة الليبيرية، أطلق الحوثيون صاروخاً باليستياً، يوم الخميس، أخطأ سفينة حاويات كانت تسير عبر مضيق باب المندب.
والأربعاء، أخطأ صاروخان، أُطلقا من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون، ناقلة تجارية محملة بوقود طائرات بالقرب من مضيق باب المندب الرئيسي.
كما اصطدم صاروخ أطلقه الحوثيون، مساء الاثنين الماضي، بناقلة ترفع علم النرويج في البحر الأحمر، بالقرب من المضيق أيضاً كانت تتجه إلى إسرائيل.
كما استولى الحوثيون، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، على سفينة نقل مركبات مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن. ولا يزال الحوثيون يحتجزون سفينة بالقرب من مدينة الحديدة الساحلية.
بشكل منفصل، تعرضت سفينة حاويات مملوكة لملياردير إسرائيلي لهجوم بطائرة مسيّرة يشتبه بأنها إيرانية في المحيط الهندي.
وقالت "أمبري" والبحرية البريطانية، يوم الخميس، إنّ مهاجمين مجهولين صعدوا على متن ناقلة البضائع السائبة "روين"، والتي ترفع علم مالطا، وتديرها شركة الملاحة البحرية بولغار، في بحر العرب قبالة جزيرة سقطرى اليمنية.
شركات شحن قد تنضم
وقال موقع "كالكاليست" الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إنّ مهاجمة شركات شحن مرتبطة بإسرائيل أثناء مرورها عبر البحر الأحمر تسببت في زيادة تكاليف التأمين.
وقرار "ميرسك"، إذا اتخذته شركات أخرى، قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بسبب امتداد رحلة الناقلات التي ستضطر إلى الإبحار حول أفريقيا، ومعه زيادة في استهلاك الوقود.
ويبلغ عرض مضيق باب المندب 29 كيلومتراً فقط عند أضيق نقطة، ما يحد من حركة المرور إلى قناتين للشحنات الواردة والصادرة، بحسب "إدارة معلومات الطاقة الأميركية". ويمر عبر المضيق ما يقرب من 10% من إجمالي النفط المتداول في البحر. وتمر بضائع بنحو تريليون دولار عبر المضيق سنوياً.
وتقوم شركة ميرسك بتشغيل وإدارة 131 سفينة تابعة لشركات أخرى، وهي كيان منفصل عن شركة الحاويات العملاقة "إيه بي مولر ميرسك إي إس"، عملاق شحن الحاويات.
وشرح موقع "بلومبيرغ" من جهته أنّ إعلان شركة ميرسك يفتح الباب أمام توسيع الرحلات لآلاف الأميال للإبحار حول أفريقيا، ما يمكن أن يعطل تدفقات الطاقة إذا جرى اعتماد تلك التغييرات على نطاق واسع في السوق.