أكد الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" أنّ شركات الطيران في العالم تخسر يومياً حوالي 418 مليون دولار، داعياً الحكومات إلى تقديم المزيد من الدعم لصناعة الطيران العالمية.
وتوقّع الاتحاد وصول خسائر صناعة الطيران في العالم إلى 77 مليار دولار خلال النصف الثاني من العام الحالي 2020 على أساس استمرار ضعف حركة السفر العالمية، بسبب القيود المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا الجديد.
ومنذ تفشي جائحةكورونا، قدمت الحكومات لشركات الطيران مساعدات بلغت حوالي 160 مليار دولار، سواء في صورة سيولة نقدية أو ضمانات قروض أو دعم لأجور العاملين فيها أو إعفاءات ضريبية.
The slower than expected recovery of #aviation means industry is only cash positive in 2022.
— IATA (@IATA) October 6, 2020
Continued gov't support will be needed for this vital sector.
👉 https://t.co/lZwgkUX80t pic.twitter.com/QO1RurvuOd
وقال ألكسندر جونياك، الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي، في مؤتمر صحافي بمدينة جنيف السويسرية، وفق بيان للاتحاد، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، إنّ شركات الطيران تتراكم سيولة نقدية لديها في المعتاد في موسم الذروة في منتصف العام، ولكن في العام الحالي استمرت خسائر الشركات خلال تلك الفترة.
وحذر جونياك من أنه في ظل غياب أي جدول زمني لإعادة فتح الأجواء وحركة السفر في العالم، لا يمكن الاعتماد على موسم عطلة نهاية العام لتحقيق الشركات إيرادات نقدية إضافية تستطيع الاعتماد عليها حتى موسم الربيع المقبل.
كما حذر الاتحاد الدولي من أنه بدون دعم حكومي إضافي لشركات الطيران، فإن حوالي 4.8 ملايين وظيفة في القطاع ستواجه الخطر.
وجدد الاتحاد دعوته للركاب من أجل إجراء اختبار سريع للكشف عن فيروس كورونا، قبل ركوبهم الطائرات لضمان سفر آمن وإلغاء الحاجة إلى وضعهم في الحجر الصحي الذي يمنع الكثير من الناس من السفر.
وكانت شركة الخطوط الجوية في دولة جنوب أفريقيا، قد اضطرت نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، إلى تعليق كافة رحلاتها، بحسب ما ذكرت العديد من وسائل الإعلام المحلية، نقلاً عن مسؤولي الشركة الذين قالوا إنّ الطائرات ستظل في طور الصيانة لحين الحصول على تمويل لخطة إعادة الهيكلة.
ودشنت جائحة كورونا قائمة مفتوحة من الشركات المفلسة والمعرّضة أيضاً للإفلاس، حيث انضمت أول شركة إلى القائمة، في مايو/أيار الماضي، بعد أن قدمت "أفيانكا" القابضة؛ ثاني أكبر شركة طيران في أميركا اللاتينية، طلباً لإشهار إفلاسها، مع اقتراب الموعد النهائي لسداد سندات مستحقة، وبعد سعيها دون جدوى للحصول على مساعدة عاجلة من حكومة كولومبيا من أجل النجاة من آثار أزمة فيروس كورونا.
وقدرت "أفيانكا" قيمة التزاماتها المالية بين مليار وعشرة مليارات دولار، في طلبها الذي أودعته آنذاك، لدى محكمة الإفلاس الأميركية للمنطقة الجنوبية في نيويورك.
و"أفيانكا" واحدة من أقدم شركات الطيران في العالم، وهي مصدر فخر للكولومبيين. ومرت الشركة بالإفلاس من قبل في أوائل العقد الأول من القرن الحالي، وأنقذها جيرمان إفروموفيتش، وهو رجل أعمال بوليفي المولد، وأحد رواد الأعمال في مجال النفط.
وفي منتصف إبريل/نيسان الماضي، توقّع الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" أن تتراجع عائدات شركات طيران الركاب في 2020 بنسبة 55%، أي ما يعادل 314 مليار دولار، بسبب جائحة كورونا.
وفي الولايات المتحدة الأميركية، أكبر اقتصاد في العالم، تواجه شركات الطيران صعوبات بالغة، وقد أعلنت وزارة الخزانة في منتصف إبريل/نيسان الماضي، أنها توصلت إلى اتّفاق مبدئي مع شركات الطيران، حول خطة إنقاذ تجنّبها الإفلاس أو تسريح موظفين في قطاع يعمل فيه مباشرة أكثر من 750 ألف شخص.