شبح نقص الغاز يطرق أبواب أوروبا... المخزونات تنفد

08 يناير 2025
موجة جليد تضرب غربي ألماني، ديسمبر2024 (كيريل كودرايفستيف/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواجه أوروبا أزمة نقص الغاز الطبيعي مع استنفاد احتياطياتها بوتيرة غير مسبوقة، مما يثير مخاوف من شتاء قاسٍ واضطرابات سياسية، خاصة مع توقف تدفقات الغاز الروسي عبر أوكرانيا.
- ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا بشكل حاد، حيث وصل سعر الغاز في مركز TTF الهولندي إلى أعلى مستوى له منذ عشرة أشهر، مما يعكس توترات سوق الطاقة وتحديات إعادة التخزين.
- رغم المخاوف، تؤكد المفوضية الأوروبية أن البنية التحتية للغاز مرنة، وأن مستويات التخزين لا تزال أعلى من المتوسط، مما يخفف من القلق بشأن أمن الإمدادات.

يطرق شبح نقص الغاز الطبيعي أبواب أوروبا مرة أخرى مع استنفاد احتياطياتها من الغاز الطبيعي بمعدل غير مسبوق، وهنالك مخاوف من مواجهة شتاء لا يرحم. ووفق تقرير نشره موقع "أويل برايس" المتخصص مساء الثلاثاء، فإن أوروبا تستهلك احتياطياتها من الغاز الطبيعي بوتيرة لم تشهدها منذ سبع سنوات. وبالتالي، تدفع موجات البرد السكان إلى رفع درجات الحرارة، مما يؤدي إلى استنزاف سريع للغاز الطبيعي في المخزونات. وتابع التقرير، تراجعت مستويات التخزين، التي كانت أعلى من 90% بشكل مريح في نوفمبر الماضي، وانخفضت الآن إلى ما يزيد قليلاً عن 70%.

وتقول "أويل برايس"، إن تسارع سحب الغاز الطبيعي، إلى جانب التوقف الأخير لتدفقات الغاز الروسي عبر أوكرانيا، جعل بعض المحللين يخشون حدوث أسوأ الاضطرابات في القارة التي تعاني من أزمات معيشية. وهذا النقص قد يؤدي إلى اضطرابات سياسية، إذ إن أزمة نقص الغاز الطبيعي تركت العديد من دول أوروبا الوسطى والشرقية تتدافع للحصول على إمدادات بديلة. وتضطر سلوفاكيا، على سبيل المثال، إلى الاعتماد على واردات الغاز من المجر. وتحصل النمسا على المزيد من الغاز من ألمانيا وإيطاليا لتعويض النقص.

ويتابع التقرير، "من غير المستغرب أن يؤدي توقف إمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في جميع أنحاء أوروبا". ووصل عقد الشهر الأول لمركز الغاز TTF الهولندي إلى أعلى مستوى له منذ عشرة أشهر عند 42.57 يورو لكل ميغاواط/ساعة، مما يعكس توترات سوق الطاقة. ويدفع التجار أيضًا علاوة قياسية على الغاز الأوروبي للصيف المقبل، وهو عكس اتجاه التسعير المعتاد حيث يكون الغاز الصيفي أرخص. ويشير هذا إلى أن هناك مخاوف كبيرة بشأن التحديات التي تواجه إعادة التخزين خلال صيف عام 2025.

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

واصبحت ألمانيا، القوة الصناعية في أوروبا، في وضع محفوف بالمخاطر بشكل خاص، حيث كان الاستنفاد السريع لاحتياطياتها من الغاز سبباً في ظهور تحذيرات مفادها أن الاقتصاد الألماني معرض للخطر "بشكل حاد".

ولأن الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة وتشكل العمود الفقري للاقتصاد الألماني، فإن أي نقص طويل الأمد في الطاقة يمكن أن تكون له عواقب وخيمة على مستقبل النمو الاقتصادي بالبلاد.

وقبل أن يبدأ الجميع في تخزين الجوارب الصوفية والحطب، تجدر الإشارة إلى أن المفوضية الأوروبية، التي كانت دائماً صوت الهدوء البيروقراطي، ذكرت أنه لا توجد مخاوف فورية تتعلق بأمن الإمدادات.

وبررت  المفوضية الأوروبية ذلك بالقول إن البنية التحتية الأوروبية للغاز الطبيعي مرنة وأن طرق الإمداد البديلة متاحة. وتابعت، علاوة على ذلك، فإن مستويات تخزين الغاز في أوروبا، على الرغم من انخفاضها، لا تزال أعلى قليلاً من المتوسط ​​في هذا الوقت من العام، وإن الوتيرة التي استنفدت بها هذه المخزونات خلال فصل الشتاء هي التي تسببت في هذه الضجة.

المساهمون