زادت ساعات تقنين (قطع) الكهرباء في مناطق سيطرة النظام السوري إلى 21 ساعة في اليوم تزامنا مع انخفاض درجات الحرارة، خاصة في المناطق الأكثر برودة في أطراف البادية والقلمون بمحيط دمشق وحمص.
وقال محمد قدور من بلدة ببيلا بريف دمشق لـ"العربي الجديد" إنهم يعانون من مسألة الكهرباء منذ سنوات، وفي كل شتاء تتكرر المعاناة مع غياب الحلول الجذرية من حكومة النظام السوري، مضيفا أن النظام لجأ خلال اليومين الماضيين إلى رفع ساعات التقنين لتصل إلى 21 ساعة في اليوم، ويترتب على ذلك ضغط هائل على الشبكة يسبب انقطاعا كاملا لأيام عن مناطق كثيرة.
ويعاني السكان في مناطق سيطرة النظام من الفقر وقلة الدخل في ظل ارتفاع أسعار المحروقات، وكان السكان في سورية عموما يعتمدون على المازوت بشكل رئيسي للتدفئة، ولكن الغلاء وفقدانه يدفعان البعض لأن يلجأ إلى الكهرباء، لكن اليوم لا يوجد كهرباء أو مازوت، وهم مجبرون على حلول أخرى أبرزها استعمال الملابس السميكة.
وفي ريف حماة الشرقي على أطراف البادية يعيش "سليم. ن" في بلدة سلمية (ريف حماة) وهي من البلدات المشهورة بالبرودة ليلا بسبب قربها من الأجواء الصحراوية، يقول سليم لـ"العربي الجديد" إنهم يلجؤون إلى عادة الأجداد ويستعملون ثوب "الفروة" عند اشتداد البرودة وغياب المحروقات والكهرباء، كما يلجؤون إلى ما توفر لديهم من حطب للطبخ وبعض التدفئة.
وقال عامل في مؤسسة الكهرباء التابعة للنظام السوري لـ"العربي الجديد" إن هناك زيادة في ساعات التقنين بسبب خفض كمية الوقود الموردة لأماكن التوليد، مشيرا إلى أن زيادة ساعات التقنين في حماة وحمص ودمشق على وجه الخصوص سببها الكثافة السكانية، موضحا أن سبب انقطاع الكهرباء بشكل كامل عن بعض المناطق هو وجود "الحمايات الترددية"، وهي تعمل على قطع الكهرباء عند زيادة حمل الاستهلاك بسبب استعمال الناس المدافئ الكهربائية، مضيفا أن هناك مشكلة في المحولات أيضا وهي تفصل عن الخدمة عند زيادة الضغط.
وكانت وزارة التجارة الداخلية في حكومة النظام السوري قد أصدرت أمس نشرة جديدة لأسعار المحروقات خفضت فيها سعر ليتر المازوت 355 ليرة ليصبح سعر الليتر 12.770 ليرة. ولا يعد هذا التخفيض مجديا للسكان خاصة محدودي الدخل والفقراء الذين لا يحصلون سوى على كمية لا تتجاوز 50 ليترا طوال العام في مقابل 100 ألف ليرة، وهي غير كافية لأسبوع واحد.
ويقول ليث محمد القاطن في مدينة حماة إن فترة البرد واستعمال التدفئة في سورية تمتد فعليا على 5 أشهر على الأقل من بداية نوفمبر/ تشرين الثاني وحتى نهاية مارس/ آذار، وعادة في هذه الفترة تحتاج الأسرة ما بين 5 و10 ليترات على الأقل في اليوم، بينما الحصة التي يوزعها النظام 50 ليترا لكل العام وهناك من لا يحصل عليها.
وأوضح أنه من الطبيعي أن تكون ساعة ورود الكهرباء ساعة ضغط، لأنه لا يوجد لدى جل السكان فرصة لاستعمال الكهرباء سوى في هذه الساعة سواء للتدفئة أم للأعمال المنزلية، وهناك سكان من ذوي الدخل الجيد يعتمدون على شراء الكهرباء من مشغلي الأمبيرات في المدن الكبيرة.