تكرر ظهور البقع النفطية عند الشواطئ السورية، لا سيما بالقرب من الموانئ، الأمر الذي بات يهدد الحياة والبيئة البحرية، بالإضافة إلى أرزاق الصيادين.
وحسب وسائل إعلام رسمية وغير رسمية ومشاهدات لمصادر "العربي الجديد" في المنطقة، فقد انتشرت بقعة نفطية على مياه البحر عند الشاطئ الصخري لمدينة جبلة، طولها 100 متر وعمقها بمياه البحر المتوسط 15 متراً، وهي بقعة تصنف كمتوسطة، ومهددة للحياة البحرية عند الشاطئ.
وفي تصريح لصحيفة تشرين الحكومية، قال مدير مديرية البيئة التابعة لحكومة النظام السورية في اللاذقية، تمام جابر، إن بقاء البقعة النفطية مستقرة يؤدي إلى موت جميع الأحياء المائية الموجودة تحتها.
وأوضح جابر أنه بالتنسيق بين مديرية البيئة والمديرية العامة للموانئ تتم مراقبة البقعة النفطية، شارحاً أنه إذا تمت مشاهدة بقع نفطية صغيرة موجودة على الشاطئ الصخري تتم معالجتها باستخدام الوسائل المناسبة، كالمواد الماصة الموجودة لدى الموانئ، وذلك بإشراف من مديرية البيئة.
وعاد الجابر، ليقول لوكالة الأنباء الرسمية (سانا) إنه "لا ضرر بيئيا جسيما جراء البقعة النفطية"، معللا أن "ارتفاع موج البحر وشدته أسهما بتشتيت نحو 80 بالمئة منها على الشاطئ الصخري وبالتالي التخفيف من أثرها السلبي على الحياة البحرية".
ولم يتحدث المسؤول البيئي في حكومة النظام ولا وسائل الإعلام الرسمية ولا حتى مديرية الموانئ عن الأسباب أو مصدر التسريب النفطي، لكن مصادر في مدينة جبلة بريف اللاذقية رجحت لـ"العربي الجديد" أن تكون البقعة وما سبقها من بقع وتسربات نفطية مصدرها السفن النفطية الإيرانية التي ترسو في ميناء بانياس، القريب من جبلة.
وقال ناشط من مدينة جبلة، ملهم جبلاوي، إن البقعة النفطية التي ظهرت في ساحل جبلة، لها آثار سلبية جدا على أهالي المنطقة لاسيما الصيادين، لأنها عامل مؤثر في موت الأسماك وستؤدي لتوقف الصيادين عن الصيد لفترة غير قصيرة".
ورفض جبلاوي التقليل من خطورة البقعة، قائلا إن أضرارها لا تقتصر على مدة زمنية قصيرة، فالكائنات البحرية في ساحلنا تأثرت منذ سنوات أصلا بطرق الصيد الجائرة، مثل استخدام الديناميت وقوارب الجرف القاعي، ونحن نعاني منذ سنوات من فقر البحر بالأسماك نتيحة للإهمال".
وأضاف جبلاوي لـ"العربي الجديد": "الحقيقة لا يمكن التقليل من أثر هذا الأمر لأنه بات متكرراً، وأحيانا لا يتم الإعلان عنه، ونحن في الساحل نلحظ بين فترة وأخرى مثل هذه البقع".
لم يتحدث المسؤول البيئي في حكومة النظام ولا وسائل الإعلام الرسمية ولا حتى مديرية الموانئ عن الأسباب أو مصدر التسريب النفطي
وتوقع جبلاوي بأن يكون مصدر هذه البقع السفن النفطية التي ترسو في ميناء بانياس القريب من مدينة جبلة، وهي سفن إيرانية، مضيفا: "يمكن أيضا أن يكون ناجما عن عطل في أحد المراكب أو السفن، وهذا الأمر يتكرر بين فترة وأخرى".
ويذكر أن صيف العام 2021 شهد تسربا نفطيا كبيرا لـ 15 ألف طن من الفيول من خزان في محطة توليد بانياس الحرارية القريبة من موقع انتشار البقع في مياه المتوسط حينها.
وفي فبراير/ شباط من العام الماضي، ظهرت بقعة في مياه المتوسط بين مدينتي جبلة وبانياس قدر حجمها بحوالي 1 كلم طولاً، وعرضها 70 متراً، دون أن تحدد حكومة النظام أسباب دقيقة لوجود البقعة أو التسريب النفطي.
وتملك إيران نفوذا كبيرا في ميناءي اللاذقية وبانياس على البحر المتوسط، وتشير المعلومات إلى أن حوالي 80 بالمئة من السفن التي ترسو في الميناءين هي من السفن أو حاملات النفط الإيرانية، وتلك سفن وحاملات تفتقر للكفاءة والجودة.