النظام السوري يبدأ بيع البنزين للمغتربين بالدولار.. والسوق السوداء تنتعش

12 يوليو 2023
بورصة البنزين الحر سجلت نشاطاً محموماً منذ منتصف الشهر الماضي (الأناضول)
+ الخط -

بدأ النظام السوري، أمس الثلاثاء، العمل بنظام بطاقة البنزين مسبقة الدفع بالدولار الأميركي للقادمين إلى البلاد من مغتربين وعرب وأجانب، بعد اتهام إعلام موال للمغتربين بالتسبب بارتفاع الأسعار في السوق السوداء (الحرة) للبنزين.

وربطت مصادر محلية في مناطق سيطرة النظام السوري بين المغتربين الزائرين للبلاد في الوقت الحالي وأزمة ارتفاع الأسعار في بعض المناطق، مشيرة، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أنّ الأزمة من فعل التجار والنظام معاً لأنّ الكمية المحددة للمغترب ليست كافية لمن يريد التجول.

وأكدت المصادر أنّ السعر الذي حدده النظام بالنسبة للمغترب هو ذاته السعر في السوق السوداء، وبالتالي لن يركض المغترب وراء السوق السوداء إلا في حال فقدان المادة من المحطات الرسمية للبيع والتوزيع أو عدم كفاية الكمية المخصصة له في البطاقة.

وكانت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري قد زعمت قبل يومين، في تقرير لها، أنّ بورصة البنزين الحر في سوق محافظة حماة سجلت نشاطاً محموماً منذ منتصف الشهر الماضي، بسبب إقبال المغتربين على شراء البنزين ليصبح سعر الليتر بين 9500 – 12000 ليرة بعد أن كان بين 8000 – 8500 ليرة. (الدولار = 10300 ليرة)

وأكدت المصادر أنّ أسعار السوق السوداء مرتبطة بالاحتكار وتجار الأزمات، مشيرة إلى أنّ سعر ليتر البنزين وصل في نهاية العام الماضي في السوق السوداء إلى 17 ألف ليرة وذلك بسبب فقدانه من محطات التوزيع وتوفره لدى التجار في السوق السوداء.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

وبدأ النظام السوري، أمس، بتفعيل العمل ببطاقة الزائر مسبقة الدفع للمغتربين، التي من خلالها يمكن للمغترب الدفع بالدولار الأميركي بدل الليرة السورية، وبسعر أغلى من السعر المعلن عنه لعموم المواطنين في مناطق سيطرة النظام.

وقال مواطن مغترب عاد حديثاً إلى سورية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ سعر ليتر البنزين 90 أوكتان على بطاقة الزائر هو دولار و10 سنتات، أي ما يقارب 10100 ليرة سورية، و95 أوكتان دولار و200 سنت، أي ما يقارب 10200 ليرة سورية، في حين أنّ السعر المحدد من النظام للعموم هو 8600 ليرة لبنزين 95 أوكتان.

وأوضح المواطن الذي يفضّل عدم ذكر اسمه لدواع أمنية، أنّ الكمية المحددة في هذه البطاقة هي 200 ليتر خلال 3 أشهر، أي أنه على المغترب أو الأجنبي دفع 220 دولاراً، لكن الكمية هذه في حال وجود حركة قد تكفي الشخص لمدة شهر واحد فقط وبالتالي سيلجأ لاحقاً إلى السوق السوداء.

وأضاف أنّ الشراء من السوق السوداء يتيح للشخص أيضاً التحكم بأمواله أكثر، فهو غير مجبر على دفع 220 دولاراً بشكل فوري، خاصة في ظل تغير سعر الصرف بالسوق بشكل يومي، معتبراً أنّ خطوة النظام الأخيرة تهدف إلى جمع الدولار فقط.

وكانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام السوري قد رفعت سعر البنزين إلى 8600 ليرة سورية لليتر الواحد، بعدما رفعته في مايو/ أيار الماضي إلى 7600 ليرة بعد أن كان 5.750 ليرة.

وبحسب بيانات حكومة النظام السوري، فإنّ بطاقة الزائر لا تخص السوريين فقط بل الزوار العرب والأجانب القادمين إلى سورية، والبطاقة المذكورة تباع في مراكز تابعة للمصرف التجاري السوري وفي المنافذ الحدودية.

المساهمون