ارتفعت أسعار اللحوم والمنتجات الغذائية بنحو 20% خلال عشرة أيام، تزامناً مع انقطاع التيار الكهربائي بالعاصمة السورية دمشق والمدن التي يسيطر عليها نظام بشار الأسد، لأكثر من عشرين ساعة يومياً، ما أدى إلى فساد لحوم وسلع غذائية أخرى مثل الألبان والأجبان.
ويقول تاجر الأغنام بمنطقة الحجّيرة بريف دمشق، رضوان محمد، إنّ "معظم الجزارين توقفوا عن الذبح وبيع اللحوم خلال الأسبوع الأخير لانقطاع التيار الكهربائي وارتفاع درجة الحرارة لنحو 40 درجة، ما أفسد اللحوم وتسبب بخسائر للجزارين، ورفع سعر كيلو لحم الخروف (الضأن أو الغنم) إلى 32 ألف ليرة (الدولار = 3500 ليرة في السوق السوداء) تحت مبرر أن تشغيل مولدات الكهرباء يزيد من مصاريف الجزارين".
ويؤكد محمد لـ"العربي الجديد" على "استمرار انقطاع التيار الكهربائي لنحو 22 ساعة بمناطق ريف دمشق وما سمعناه من حلّ المشكلة غير صحيح" مشيراً إلى أنّه لا إلزام لأصحاب محال اللحوم على البيع بواقع عجز الحكومة عن تأمين الكهرباء.
وفي المقابل، ارتفع سعر كيلوغرام الدجاج إلى 10 آلاف ليرة، مع تراجع كبير بمبيعات اللحوم بالعاصمة دمشق، وفق مصادر خاصة لـ"العربي الجديد" لأنّ السوريين أحجموا عن شراء اللحوم بسبب غلاء الأسعار واستحالة التخزين بالبرادات المنزلية بواقع غياب الكهرباء.
وتضيف المصادر، التي رفضت ذكر أسمائها، أنّ "انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، يصل لثماني ساعات متواصلة، كفيل بفساد جميع الأغذية بالبرادات المنزلية".
بدوره، يقول مدير منشأة الدواجن في اللاذقية، باسم حسن، إنّ انقطاع الكهرباء أثر بشكل كبير في عمل المنشأة، مبيناً في تصريحات صحافية، أمس الأربعاء، أنّ انقطاع التيار يتسبب بزيادة تكاليف الإنتاج وصرف أكثر من نصف مليون ليرة يومياً لشراء المازوت لتوليد الطاقة الكهربائية عبر تشغيل المولدات لـ 20 ساعة كحد أدنى كلّ يوم.
ويضيف حسن أنّه على الرغم من أنّ منتجات الدواجن عموماً يحكمها مبدأ العرض والطلب في السوق، فإنّ ارتفاع أسعار المواد العلفية بشكل كبير، إضافة لزيادة تكاليف الإنتاج، جميعها عوامل أدت لزيادة سعر الفروج والبيض في الوقت نفسه.
وطاول ارتفاع الأسعار بسبب استحالة التخزين والتبريد، الألبان والأجبان ليصل سعر كيلوغرام الجبنة إلى 11 ألف ليرة، وكيلوغرام الحليب إلى 1200 ليرة. وكان وزير الكهرباء، غسان الزامل، قد وعد أول من أمس، بـ"استقرار وضع الكهرباء خلال ساعات".