سورية الثالثة عالمياً على قائمة الدول الأكثر هشاشة

27 أكتوبر 2021
تزايد المعاناة والفقر في سورية (Getty)
+ الخط -

تستمر سورية بحصد أرقام ومواقع الأكثر فقراً وتضخماً وبطالة وتهجيراً بالعالم، لتضيف أخيراً صفة جديدة، مع احتلالها المرتبة الثالثة عالمياً ضمن تصنيف "الدول الأكثر هشاشة لعام 2021"، الذي يصدره صندوق السلام ومجلة فورين بوليسي في الولايات المتحدة منذ سنة 2005. 
ويستند تصنيف الدول الهشة المعروف سابقاً بالدول الفاشلة إلى الضغوطات التي تشهدها دول العالم على الصعيد الاقتصادي، والاجتماعي، والصحي، والأمني، ويعتمد التصنيف، كمؤشر مهم، بحسب الاستشاري الدولي عبد الناصر الجاسم، لتحديد مسار المساعدات الدولية وكذلك لاستقطاب الاستثمارات والإعلان عن المناخ العام الآمن.
ويقول الجاسم لـ"العربي الجديد" إن التقرير السنوي الصادر عن المنظمة الأميركية يعتمد على 12 مؤشراً لكل منه 10 درجات، فمثلاً عامل الاستقرار وفق مقياس من 0 حتى 10، والمؤشرات تنقسم بين اجتماعية لها علاقة بالفقر والهجرة، وأخرى اقتصادية تتعلق بمؤشرات النمو والبطالة والتضخم، كما للعامل السياسي دور بالتصنيف، إذ يتم لحظ انتهاك حقوق الإنسان وسطوة الأمن وحتى مدى تدخل الدول الأجنبية بالبلد مدار البحث.

ويشير إلى أن سورية تحقق بامتياز كل تلك المعايير السلبية، وربما تفوق اليمن والصومال اللذين تقدّما عليها هذا العام، خاصة لجهة التدخل الخارجي عبر وجود خمسة جيوش على الأراضي السورية.


ويضيف الجاسم أن مستويات الفقر في سورية، فيما لو قيست بحسب الدخل، فهي الأعلى عالمياً، لأن أكثر من 98% من السوريين لا يتلقون 1.9 دولار باليوم، كما أن البطالة تزيد عن 80% والتهجير مستمر بسبب القصف وعودة الحرب إلى شمال غربي سورية والبيئة غير الآمنة الطاردة للأموال، وذلك فضلاً عن القمع والاعتقالات.

وتعاني سورية منذ عام 2011 من تراجع الناتج المحلي الإجمالي من 60 مليار دولار عام 2011 إلى 16 ملياراً العام الماضي، ما يزيد الغلاء وتكلفة معيشة الأسرة السورية عن 1.6 مليون ليرة، في حين لا يتجاوز الدخل الشهري 77 ألف ليرة.

ويستمر تراجع سعر صرف العملة من 50 ليرة سورية عام 2011 إلى 3550 ليرة اليوم مقابل الدولار الأميركي. كذلك يواجه المواطنون الخفض التدريجي في دعم المحروقات والخبز، فيما يحذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من أن سورية تواجه أزمة غذاء غير مسبوقة، حيث يفتقر أكثر من 9.3 ملايين شخص إلى الغذاء الكافي.
ويشير البرنامج الأممي خلال تقرير سابق إلى أن عدد الأشخاص الذين يفتقرون إلى المواد الغذائية الأساسية ارتفع بواقع 1.4 مليون خلال النصف الأول من العام الماضي.

وتؤكد إليزابيث بايرز المتحدثة باسم البرنامج أن أسعار السلعة الغذائية ارتفعت بأكثر من 200 بالمائة في أقل من عام، فيما حذرت أكجمال ماجتيموفا ممثلة منظمة الصحة العالمية في سورية من ارتفاع نسبة الفقر، مشيرة إلى أن 90% من سكان سورية يعيشون تحت خط الفقر البالغ دولارين في اليوم بينما تتزايد الاحتياجات الإنسانية.