سورية: التهريب يقفز بأسعار الزيت

25 مايو 2023
زيادة كبيرة في صادرات زيت الزيتون السوري (فرانس برس)
+ الخط -

بلغ سعر كيلوغرام زيت الزيتون، نوع أول في دمشق، نحو 40 ألف ليرة سورية، ما يفاقم الأعباء المعيشية على المواطنين. وحسب مصادر لـ"العربي الجديد"، فإنّ انتعاش عمليات التهريب وزيادة التصدير من أبرز أسباب ارتفاع أسعار الزيوت.
وقال تاجر المواد الغذائية، سهيل حمروني، لـ"العربي الجديد" إنّ زيت الزيتون انضم إلى قائمة أماني المستهلكين بواقع تراجع القدرة الشرائية للسوريين وارتفاع أسعار السلع والمنتجات، بأكثر من 30% خلال العام الجاري، بعد تهاوي سعر صرف الليرة إلى نحو 8500 ليرة للدولار الواحد وفق موقع "الليرة اليوم".
ويعزو حمروني ارتفاع سعر الزيت إلى تراجع العرض بالأسواق، جراء زيادة التصدير هذا العام، مشيراً خلال اتصال مع "العربي الجديد" إلى أن سعر صفيحة زيت الزيتون "الممتاز" يراوح بين 600 و700 ألف ليرة سورية، والنوع الثاني الأقل جودة، يبلغ نحو 500 ألف ليرة.

وهو أوصل جلّ الأسر السورية إلى استخدام زيت عباد الشمس في الطبخ بدلاً من زيت الزيتون، حسب مصدر من دمشق. ويشير المصدر لـ"العربي الجديد" إلى أن "سعر كيلوغرام زيت الزيتون بأسواق دمشق، يراوح بين 35 و40 ألف ليرة، لكنّ الجديد، عدا السعر، هو الشراء بالغرامات (100 غرام و200 غرام)، كذلك غابت عادة تموين زيت الزيتون خلال الموسم، كما السنوات السابقة، لأن سعر الصفيحة يوازي راتب الموظف لستة أشهر".

ويتفق مستهلكون سوريون على أنّ قرار رئيس مجلس الوزراء بحكومة النظام السوري، حسين عرنوس، بزيادة كمية التصدير ضعفي ما كانت عليه العام الماضي، هو السبب الأهم بتراجع عرض الزيت في السوق وبالتالي ارتفاع سعره.

وكان عرنوس قد وافق على مقترح اللجنة الاقتصادية بتصدير زيت الزيتون، مبرراً خلال تصريحات سابقة، السماح بالتصدير وزيادة الكمية: "لدينا موسم زيت غير طبيعي وأكبر من الاحتياج المحلي" ليتبعه وزير الزراعة محمد حسان قطنا بالقول إنّ "تصدير الفائض من زيت الزيتون المتوقع بـ 45 ألف طن لن يؤثر بسعره في السوق المحلية" معتبراً أنّ التصدير يصبّ في مصلحة الفلاحين.
ويرى المهندس الزراعي، يحيى تناري، أن تجار الزيت لم يلتزموا كمية الـ45 ألف طن، ففي مناطق النظام هناك تهريب وتصدير غير نظامي، سواء إلى لبنان أو العراق. يضيف: "الكمية المسموح بتصديرها تمر عبر الأردن إلى منطقة الخليج العربي، ليضاف إليها التهريب ومقايضة زيت الزيتون بسلع ومنتجات مع روسيا".

لكن الأهم برأي تناري، تصدير زيت الزيتون من مناطق إدلب وحلب غير الخاضعة لنظام الأسد، وهي الأكثر إنتاجاً في سورية. يضيف تناري أنّ تراجع الإنتاج العالمي لزيت الزيتون خلال الموسم السابق في إسبانيا نحو 25% وفي إيطاليا 37%، زاد الطلب على الزيت التونسي والسوري والتركي، وزاد من كميات التصدير ورفع الأسعار.
وتقول المهندسة الزراعية بتول أحمد لـ"العربي الجديد" إنّ إنتاج بلدها الموسم السابق "بلغ ذروته"، مقدرة الإنتاج بأكثر من 850 ألف طن ثماراً، ينتج منها نحو 150 ألف طن زيت زيتون، وعملياً فإنّ تصدير 45 طناً لا يؤثر بعرض السلعة في السوق المحلية، ولكن التصدير كان أكبر من المسموح، فضلاً عن عمليات التهريب.

وتلفت المهندسة السورية إلى أن توازن العرض والطلب "آخر هموم حكومة بشار الأسد"، سواء لجهة الخضر والفواكه أو للزيت ولحم الخروف السوري، مذكرة بقرارات تصدير الخروف السوري إلى دول الخليج، رغم وصول سعر كيلوغرام اللحم بدمشق إلى نحو 110 آلاف ليرة سورية.
ولا تختلف أسعار زيت الزيتون كثيراً بأهم مناطق إنتاجه، شمال غربيّ سورية (مناطق المعارضة) إذ سجلت الصفيحة بحسب العامل بالشأن الإغاثي، محمود عبد الرحمن نحو 460 ألف ليرة "تباع بالدولار إذ لا يتداول بالليرة السورية في مناطق محافظة إدلب".

ويلفت عبد الرحمن "العربي الجديد" إلى أن الموسم الماضي كان، في المناطق المحررة، الأعلى منذ عشر سنوات، ما زاد من وفرة السلعة بالسوق، ونشاط التصدير إلى تركيا وعبرها إلى دول الخليج وأوروبا، بل حتى إلى مناطق نظام بشار الأسد، عبر مكاتب ومعابر تديرها وتتحكم بها فصائل من المعارضة السورية المسلحة.
ويبلغ عدد أشجار الزيتون في سورية، وفق إحصائية وزارة الزراعة في حكومة النظام، نحو 106 ملايين شجرة، منها 82 مليون شجرة مثمرة.

وتتوزع زراعة الزيتون على كلّ من: المنطقة الشمالية إدلب وحلب، بنسبة 46%، والمنطقة الوسطى حمص وحماة، بنسبة 24%، والمنطقة الساحلية، طرطوس واللاذقية، بنسبة 18%، بالإضافة إلى مناطق أخرى.

المساهمون