سورية: التصدير وتراجع الإنتاج يرفعان أسعار الحمضيات

21 ابريل 2021
ارتفاع تكلفة إنتاج البرتقال (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

ارتفعت أسعار الحمضيات في الأسواق السورية ليتعدى سعر الكيلوغرام من البرتقال 2100 ليرة ويصل كيلوغرام الليمون (الحامض) إلى نحو 3600 ليرة (الدولار = 2950 ليرة).
وفيما تقول مصادر رسمية تابعة للنظام السوري، إنّ سبب ارتفاع أسعار الحمضيات يعود لتراجع الإنتاج، يعزو مراقبون الغلاء، إلى استمرار التصدير.

ويكشف مدير مكتب الحمضيات، في وزارة الزراعة التابعة للنظام، سهيل حمدان، أنّ إنتاج الموسم الحالي من الليمون، انخفض عن الموسم السابق، بنسبة 32.8%، كما انخفض إنتاج أصناف البرتقال بنسبة 29.3%.
وحول توقعات الموسم المقبل أضاف حمدان، خلال تصريحات أول من أمس: "حتى الآن، بشائر الموسم المقبل جيدة، ولذلك نرجو من المزارعين تقديم خدمات التسميد والريّ والتقليم بشكل جيد، لأنّ هذه العمليات تعود بالفائدة الكبيرة على نوعية وكمية الإنتاج للموسم المقبل" معترفاً، في الوقت نفسه، بأنّ أسعار الأسمدة وأجور عمليات الخدمة مرتفعة.
وتشهد الأسواق السورية، بحسب مصادر من العاصمة دمشق، ارتفاع أسعار الحمضيات لهذا الموسم، رغم أنّ البلاد من أكبر الدول المنتجة بالعالم، قياساً إلى عدد السكان. وبحسب مصادر، تنتج سورية نحو مليون طن سنوياً.
وأكدت المصادر أنّ عرض الحمضيات في تراجع مستمر، بسبب استمرار التصدير، وهو السبب الأهم بارتفاع الأسعار.
ومن اللاذقية، أكبر مدينة تنتج الحمضيات، يقول المزارع محسن محمد لـ"العربي الجديد" إنّ الأسعار مرتفعة من المصدر، لكن ليس إلى الحدّ الذي تباع به في دمشق، إذ لم يزد سعر كيلوغرام الحمضيات عن 1000 ليرة من المزارعين، لافتاً إلى أنّ متوسط إنتاج شجرة الحمضيات نحو 50 كيلوغراماً سنوياً، ما يعني عائداً بقيمة 50 ألف ليرة، لكنّ المشكلة بتراجع سعر صرف الليرة، وغلاء مستلزمات الإنتاج، فهذا المبلغ لا يساوي سعر عبوة مبيدات حشرية وعبوة سماد.

ويلفت محمد إلى أنّ تكاليف الإنتاج زادت خلال العامين الماضيين، على المنتجين "ثلاثة أضعاف" بسبب ارتفاع أسعار الخدمة (القطاف) والأسمدة والنقل واضطرار بعض أصحاب البساتين للريّ أحياناً.
من جهته، ينسب المهندس الزراعي يحيى تناري، تراجع إنتاج الحمضيات بسورية في الموسم الحالي إلى الحرائق التي التهمت بساتين مدن الساحل السوري والتي أتت على نحو مليون شجرة حمضيات، فتراجع معدل الإنتاج من 1.1 مليون طن إلى نحو 832 ألف طن في الموسم الحالي، مبيناً أنّ عدد أشجار الحمضيات في البلاد يصل إلى نحو 13 مليون شجرة مزروعة على 35 ألف هكتار. يضيف المهندس السوري لـ"العربي الجديد" أنّ ما رفع أسعار الحمضيات، التصدير بالدرجة الأولى، فسورية مستمرة بالتصدير للخليج والعراق.
وفي ردها على ارتفاع أسعار الفواكه عموماً والحمضيات خصوصاً، أصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، التابعة للنظام، قراراً حددت خلاله الحدّ الأقصى للربح في إنتاج الخضروات والفواكه بأنواعها كافة، واستيرادها من قبل القطاع الخاص. وبحسب القرار الذي نشرته الوزارة عبر صفحتها على موقع "فيسبوك" جرى تحديد نسب الربح في حال الاستيراد بـ 15% للمستورد وتاجر الجملة من تكاليف الاستيراد، و20% لبائع التجزئة من سعر تاجر الجملة. أما في حال الإنتاج المحلي، فتم تحديد النسبة بـ30% من سعر الشراء من تاجر الجملة (الفلاح) للمواد سريعة التلف و20% من ثمن الشراء من تاجر الجملة لبقية أصناف الخضروات والفواكه.

المساهمون