سورية: إلزامية جهاز تتبّع الموقع على وسائل النقل العامة في ريف دمشق

سورية: إلزامية جهاز تتبّع الموقع على وسائل النقل العامة في ريف دمشق

30 أكتوبر 2022
زحام على وسائل النقل في دمشق (Getty)
+ الخط -

أعلنت حكومة النظام السوري، اليوم الأحد، بدء إلزامية تركيب أجهزة تتبّع الموقع (جي بي إس) في جميع وسائل النقل العامة بمحافظة ريف دمشق، التي يتجاوز عددها 8500 وسيلة، بهدف حل أزمة المواصلات، وضبط عمليات تهريب المحروقات التي تتهم فيها الحكومة بعض السائقين.

ونقلت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري، اليوم الأحد، عن عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة ريف دمشق، إياد النادر قوله إنّ عملية التركيب ستبدأ من منطقة التل، وبعد الانتهاء منها سيجري الانتقال إلى منطقة أخرى. وأكد أنّ عملية تفعيل أجهزة "جي بي إس" "ستكون فورية للمركبة، ولن ننتظر مديرية النقل الانتهاء من سرافيس (سيارة فان) كل منطقة، من أجل تفعيل الميزة لكل السرافيس".

ورأى مسؤول النظام أنّ تركيب الـ"جي بي إس" "سيدفع بالسرافيس للعمل على خطوطها، وحلّ مشكلة تنقل الركاب بين الريف والمدينة أو بين مدن الريف وبلداته، وسيلغي تلقائياً أي وسيلة نقل غير مخصصة لنقل الركاب".

وسبق أن أصدرت حكومة النظام تعميماً، مطلع الشهر الجاري، يجبر وسائل النقل العامة في العاصمة دمشق على تركيب نظام "جي بي إس" لتتبع مسارها، مقابل دفع نحو 350 ألف ليرة سورية، بالإضافة إلى اشتراك شهري قدره 2500 ليرة سورية. وتشترط حكومة النظام على السائقين تركيب الجهاز ودفع الرسوم لتزويده بمخصصاته من المحروقات عبر "البطاقة الذكية". (الدولار = حوالى 5180 ليرة)

ورغم بدء حكومة النظام تفعيل هذه الآلية قبل أسابيع في العاصمة دمشق على سبيل التجربة قبل تعميمها في باقي المحافظات، فإنّ أزمة المواصلات لا تزال حاضرة باعتراف وسائل إعلام النظام ذاتها، حيث نشرت صحيفة "تشرين" الرسمية، اليوم الأحد، مجموعة من الصور، ترصد حشداً من المواطنين في منطقة الزاهرة بالعاصمة دمشق، يبحثون عن وسيلة تقلهم دون جدوى.

وعلّقت الصحيفة بالقول "تبخرت السرافيس ووسائل النقل الجماعي، في الزاهرة صباح اليوم، على الرغم من تدخل ضابط المرور الموجود في المكان". ولفتت إلى أنّ "المواطنين والطلاب يأملون الفرج القريب، بعد مخاض عسير لأزمة المواصلات".

وحول سبب تواصل أزمة المواصلات في دمشق رغم الآلية الجديدة، قال أبو نزار وهو سائق سرفيس (آلية نقل عامة) في العاصمة، لـ"العربي الجديد"، إنّ السبب يعود إلى تناقص أعداد آليات النقل بسبب حرمان عشرات السائقين من مخصصاتهم في الفترة الأخيرة، وتخفيضها لآخرين رغم التزام السائقين بالخطوط الرسمية، موضحاً في الوقت ذاته أنّ الكميات التي يجري تسليمها لا تكفي سوى لبضعة رحلات قليلة على الخط في اليوم الواحد، بينما يتم شراء المحروقات بالسعر الحر، وفق التسعيرة التي وضعتها الحكومة والتي ستكون خاسرة للسائق.

وحول آلية تتبّع الموقع التي بدأت من دمشق، قال السائق إنّ الجهاز معرّض للكثير من الأعطال، كما يخضع لمزاج المراقبين، موضحاً أنّ أي عطل في الإنترنت أو تأخر قد يحرم السائق من المحروقات المخصصة له، وهو ما أثار غضب السائقين، ودفعهم للاحتجاج أخيراً أمام دائرة المواصلات.

وكان مدير هندسة المرور في دمشق سامر حداد، قد أكد، قبل أيام، أنه "لا تراجع عن آلية تتبّع الموقع على حافلات النقل (السرافيس)"، وذلك رداً على احتجاج عشرات من سائقي الحافلات لعدم حصولهم على مخصصات المازوت رغم التزامهم بالخطوط.

وقال حداد، في تصريحات لإذاعة "شام إف إم" الموالية للنظام، إنّ العمل بالآلية مستمر، ونسبة الالتزام هي 85% حتى الآن، على حد قوله، وأضاف أنّ هذه الآلية تسهم في ضبط مادة المحروقات وتحلّ مشكلة المواصلات للمواطنين.

وتعاني مناطق النظام السوري من أزمة مواصلات بسبب شح المحروقات وارتفاع أسعارها، وتأخر حكومة النظام في تزويد السائقين بالكميات المخصصة لهم.

المساهمون