سورية: أصحاب مطاعم السويداء يهددون بالإضراب

19 أكتوبر 2022
السوريون يعانون من ارتفاع أسعار السلع والخدمات (فرانس برس)
+ الخط -

أوقف الشيف "كمال الطرودي" عمل آلة تحمير الدجاج بشكل مؤقت في مطعمه، بعد شح الغاز وارتفاع سعره بشكل جنوني في أسواق مدينة السويداء جنوبي سورية.

فعدا عن خسائره المتواصلة من ارتفاع سعر الفروج الحي، واستهلاك الغاز اليومي، بات يشعر بعبء العمل دون مقابل، وضغط المصاريف الحياتية التي جعلته يفكر بخيار الإغلاق النهائي للمطعم الذي يملك شهرة طيبة بين الزبائن والمستهلكين. لهذا وجد مع زملائه اتباع خطوات تصعيدية سلمية، قبل أن يفقد عمله بشكل نهائي، ما جعلهم يتخذون القرار بالتهديد بالإضراب.

جاءت فكرة الإضراب عن العمل، والاعتصام أمام مبنى محافظة السويداء جنوب سورية، بعد أن وجد أصحاب أكثر من خمسين مطعماً أنفسهم وعمالهم معرضين لكي يكونوا عاطلين عن العمل في أي لحظة بسبب نقص المحروقات، وغلاء المواد الأولية، وعدم قدرتهم على رفع الأسعار لاعتكاف الزبائن عن دخول مطاعمهم.

وحصل "العربي الجديد" على نسخة من البيان الذي ذيله أصحاب المطاعم بأسمائهم وتواقيعهم، حيث هددوا بالإضراب والاحتجاج أمام مبنى المحافظة في حال لم تتجاوب السلطة مع مطالبهم، معلنين عن مهلة مدتها أسبوع لبدأ الإضراب.

وجاء في البيان: "نحن أصحاب المطاعم في مدينة السويداء، ونتيجة للاستهتار الكبير من قبل أصحاب القرار بمعاناتنا ومعاناة أكثر من ألف ومئتي عامل يعيشون من عملهم بالمطاعم، وبعد الكثير من المناشدات بضرورة تأمين مادة الغاز والمازوت لاستمرار عملنا وعدم انصياع أصحاب الشأن لمطالبنا، واستهتارهم بالقوانين والأنظمة والواجبات المفروضة عليهم بتأمين ما يلزم لاستمرار العمل، رغم التزامنا بدفع كل ما يترتب علينا من ضرائب ورسوم وتراخيص، وببيع المواد المخصصة لنا في السوق السوداء وبأسعار مرتفعة جداً وعلى أعين الجميع. نعلن نحن أصحاب المطاعم، اعتبار هذا البيان خطوة أولى في حراك سيمتد ضمن خطوات مدروسة، و"ضمن القانون حتى يتم تحقيق مطالبنا العادلة والمحقة".

وأكد أصحاب المطاعم أنهم سيعطون أصحاب القرار "المستهترين بمعيشة مئات الأسر" حتى تاريخ 22 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي لإيجاد حلول مناسبة ودائمة لهذه المعاناة، وتفعيل البطاقات الإلكترونية (التي يحصلون من خلالها على مخصصات الوقود) في موعدها دون أي تأخير.

وأكدوا أنه في حال انقضاء المهلة المحددة وعدم الاستجابة سيقومون بإغلاق مطاعمهم، وتنفيذ اعتصام دائم، مع مئات العمال وأسرهم، أمام مبنى المحافظة، التابع لحكومة النظام، حتى تحقيق مطالبهم ومحاسبة من أوصل الوضع إلى ما هو عليه.

كما أكد أصحاب المطاعم أنهم سيتوجهون إلى القضاء ويرفعون دعاوى على الجهات صاحبة القرار، ومطالبتهم بتعويض خسائرهم الكبيرة والأضرار التي لحقت بهم وبعمالهم، مطالبين بالإسراع في وضع الحلول المناسبة والدائمة، وختموا بيانهم بالقول: "نفد صبرنا من وعودكم الكاذبة".

أكد أصحاب المطاعم أنهم سيعطون أصحاب القرار "المستهترين بمعيشة مئات الأسر" حتى تاريخ 22 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي لإيجاد حلول مناسبة ودائمة لهذه المعاناة"

"لم يعد لدينا ما نخسره". هكذا قال "أبو سامر" صاحب مطعم مخصص للمعجنات، في لقائه مع "العربي الجديد"، مضيفاً أن "السلطة أوصلتنا لطريق مسدود، وبتنا نخجل من الزبائن الذين يلاحظون كل يوم غلاء الفطائر والمعجنات، فيحجمون عن الشراء، أو يغادرون بنصف ما كانوا يستهلكون".

وأشار إلى عدم قدرته على صرف رواتب عماله أو حتى التفكير بزيادة الراتب الذي لم يعد يصمد لأيام، ما يجعل حتى العمال يفكرون بترك العمل، بينما عبوات الغاز الكبيرة والصغيرة منتشرة في الطرقات، بأسعار وصلت إلى 125 ألف ليرة للصغيرة، بينما تجاوزت الكبيرة 250 ألف ليرة (الدولار = 4900 ليرة).

وشدد صاحب مطعم للوجبات السريعة بأن مطالبهم "تنحصر فقط بتأمين الغاز، حتى لا يتم تسييس احتجاجهم، كما درجت العادة، وإلصاق تهم جاهزة لهم مثل التعامل مع الخارج، والانتماء لجهات معادية".

وأضاف أن "المؤامرة الكونية وقانون قيصر ما زال ساري المفعول على الجميع في سورية، بينما تنعم السلطة بالخيرات".

ولم تتوقف الاحتجاجات المعيشية والخدمية خلال السنتين الماضيتين، كان آخرها في شهر إبريل/ نيسان الماضي عندما خرج مئات الأشخاص إلى ساحة السير وسط مدينة السويداء، مطالبين بأبسط حقوقهم، حيث استمر الاحتجاج لمدة أسبوع، لكن النظام اخترق المحتجين بالتسويق للانفصال بعد رفع علم طائفة المسلمين الموحدين الدروز (ينتمي إليه غالبية سكان السويداء)، ورفع لافتات تطالب بتطبيق القرار الأممي 2254، وقيام مجموعات غير معروفة بقطع الطرق في قلب المدينة، ما جعل عدداً كبيراً من المحتجين ينفضون بشكل تلقائي.

المساهمون