سورية: "داعش" يفرض إتاوات على مستثمري آبار نفطية في دير الزور

01 يناير 2022
"داعش" يهدد من يمتنع عن الدفع بالقتل أو إحراق الحقل (يوسف كرواشان/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

علم "العربي الجديد" من مصادر في دير الزور، اليوم السبت، أنّ تنظيم "داعش" صعّد مؤخراً من عملياته ضد مستثمري آبار نفطية في مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) شرقي سورية، وبدأ بالضغط عليهم لتحصيل عائدات مالية، مهدّداً إياهم بالقتل في حال عدم الاستجابة.

وقال الناشط الإعلامي في دير الزور، صياح أبو الوليد، لـ"العربي الجديد"، إنّ عناصر "داعش" يفرضون إتاوات مالية على مستثمري آبار نفطية في دير الزور، مشيراً إلى أنّ منْ يمتنع عن الدفع يهدّد بالقتل أو يتم إحراق الحقل ومعداته.

وبثت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم، ليلة أمس الجمعة، تسجيلاً مصوراً يظهر عناصر مسلحين من التنظيم أمام كتلة من النيران، قالت إنها لبئر نفطية قاموا بإحراقها. وتوعّد أحد عناصر التنظيم في التسجيل بالمزيد من الهجمات على آبار النفط، وعلى كل من يعادي التنظيم.

وتسمى هذه البئر بـ "بئر الدعاس" وهي توجد في منطقة الحريجي بريف دير الزور الشرقي، وتسيطر عليها "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، حيث سبق أن تبنى التنظيم عبر "أعماق" أيضاً قبل نحو شهرين إحراق بئر نفطية تسيطر عليها "قسد" في ريف دير الزور الشرقي.

وأوضح الناشط في دير الزور أنّ الإتاوات التي يفرضها "داعش" على مستثمري النفط "ليست أمراً جديداً"، حيث تنتشر هذه الآبار في مناطق متباعدة بمناطق سيطرة "قسد" وليست شديدة الحراسة، مثل منطقة العزبة وبادية دير الزور الشرقية وعلى مقربة من منطقة هجين، ولفت إلى أنّ التنظيم يأخذ ما مقداره ثلث إلى ربع إنتاج هذه الحقول، بحسب المفاوضات التي تجري مع مستثمري هذه الحقول، بحسب قوله.

من جانبه قال الناشط الإعلامي في دير الزور، أبو عمر البوكمالي، لـ"العربي الجديد"، إنّ عناصر "داعش" نشطون بمناطق سيطرة "قسد" في دير الزور بشكل فعّال، حتى أنّ بعض الأشخاص معروفون وينشطون في بيئة تعتبر نوعاً ما "آمنة لنشاط عناصر التنظيم" مثل السويدان ودرنج والجردي وذيبان.

وأكد أنّ حرق بئر في منطقة الحريجي جاء بعد أن رفض مستثمر البئر فرض إتاوات مالية للتنظيم، مشيراً إلى أنّ الخوف والتهديد بالقتل، هو ما يدفع هؤلاء المستثمرين للامتثال لتهديدات التنظيم، لا سيما أنه بين كل فترة وأخرى يتمكن التنظيم من قتل مناوئين له.

وأشار إلى أن التنظيم ليس لديه أي مشكلة في المناطق التي يذهب إليها النفط سواء مناطق النظام السوري أو "قسد"، ومن يدفع من هؤلاء المستثمرين فإنّ "داعش" يتعهد له بعدم مهاجمة الصهاريج النفطية.

وتحتوي محافظة دير الزور على أكبر الحقول النفطية في سورية، وهو "حقل العمر" الذي يقع على بعد 15 كيلومتراً شرقي بلدة البصيرة بريف دير الزور، وهو الحقل الذي أعلنت قوات "قسد" المدعومة من قبل الولايات المتحدة، في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2017، سيطرتها عليه.

كما تسيطر "قسد"على "حقل التنك"، وهو من أكبر الحقول في سورية بعد "حقل العمر"، ويقع في بادية الشعيطات بريف دير الزور الشرقي.

تحوي محافظة دير الزور أيضاً حقول الورد، والتيم، والجفرة، وكونيكو، ومحطة الـ"تي تو" (T2)، وهي محطة تقع على خط النفط العراقي السوري. 

المساهمون