شهدت البورصات الأميركية والأوروبية تعاملات عاصفة يوم الأربعاء، في أعقاب إعلان البنك الأهلي السعودي الامتناع عن زيادة حصته في بنك كريدي سويس، ليفقد البنك السويسري ما يقرب من ثلث قيمته، ويسجل أدنى مستوياته على الإطلاق، مكبداً الأسهم الأميركية والأوروبية خسائر فادحة، بسبب تزايد مخاوف المستثمرين من تعثر المزيد من البنوك، خلال الفترة القادمة.
ورغم استعادة سهم كريدي سويس بعضاً من عافيته، في أعقاب إعلان البنك الوطني (المركزي) السويسري استعداده للمساعدة إذا اقتضى الأمر، وارتفاع بعض الأسهم الأخرى، لم تتمكن أسهم المؤسسات المالية من محو خسائرها، ليبقى مؤشرا داو جونز الصناعي وإس آند بي 500 في المنطقة الحمراء، بينما نجح مؤشر ناسداك بالكاد في التسلل إلى المنطقة الخضراء.
وخلال تعاملات يوم الأربعاء، قلص مؤشر داو جونز الصناعي خسائره، التي تجاوزت 725 نقطة في بعض اللحظات، لينهي اليوم على تراجع بنسبة 0.87%، مثلت 280 نقطة فقط.
وفقد مؤشر إس آند بي 500 أقل من ثلاثة أرباع النقطة المئوية، بينما ارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 0.05%.
وتتطلع الأعين خلال الأيام القادمة إلى قرار البنك الفيدرالي المنتظر يوم الأربعاء القادم، ولأول مرة منذ سنوات تنقسم احتمالات رفع وتثبيت الفائدة بالتساوي تقريباً، كما هو الحال عند إلقاء عملة معدنية في الهواء، مع محاولة توقع هل تقع على الصورة أم الكتابة.
وفي أوروبا، سجلت الأسهم أسوأ أداء لها في يوم واحد منذ أكثر من عام، يوم الأربعاء، مع تجدد عمليات التخلص من أسهم البنوك، بعد تزايد مخاوف المستثمرين بشأن ما يتعرض له القطاع من ضغوط، في أعقاب انهيار سهم بنك كريدي سويس إلى مستوى قياسي جديد.
وأنهى مؤشر ستوكس 600 تعاملات اليوم على انخفاض 3%، بعد تراجع مؤشر قطاع البنوك 7.1%، والذي سجل بدوره أكبر انخفاض له في يوم واحد في أكثر من عام.
وتراجع مؤشرا البنوك في إسبانيا وإيطاليا أكثر من 4% لكل منهما، حيث فشلت جهود الهيئات التنظيمية والمديرين التنفيذيين في تهدئة مخاوف المستثمرين من انهيار بنوك أخرى، عقب الانهيار المفاجئ لبنك سيليكون فالي، وفقاً لوكالة رويترز.
وعلى صلة بالأمر، هوت أسعار النفط أكثر من خمسة دولارات للبرميل في ختام تعاملات اليوم الأربعاء، لتصل لأدنى مستوى في أكثر من عام، إذ تسبب القلق بشأن بنك كريدي سويس المالي في إثارة الفزع في الأسواق العالمية، وتبديد الآمال في انتعاش الطلب الصيني على النفط.
وتلاشت الإشارات المبكرة للعودة إلى استقرار السوق بعد الأخبار السيئة التي تم إعلانها عن بنك كريدي سويس.
وتراجع خام برنت 3.76 دولارات أو 4.9% ليبلغ عند التسوية 73.69 دولارا للبرميل، كما انخفض خام غرب تكساس الأميركي 3.72 دولارات، أو 5.2%، وصولا إلى 67.61 دولارا عند التسوية.
ووصل التراجع في الخامين في بعض لحظات يوم الأربعاء لأكثر من 7%.
وانخفض كلا الخامين القياسيين أكثر من 4% أمس الثلاثاء، تحت ضغط المخاوف من تسبب انهيار بنك سيليكون فالي الأسبوع الماضي، كما إخفاقات البنوك الأميركية الأخرى، في حدوث أزمة مالية كبرى، من شأنها أن تلقي بثقلها على الطلب على الوقود.