سهم بنك "فيرست ريببليك" فقد 50% من قيمته في يوم واحد

26 ابريل 2023
هل تنجح جهود إنقاذ بنك فيرست ريببليك (Getty)
+ الخط -

فيما يبدو أنه استئناف للأزمة التي تعرضت لها بعض البنوك الإقليمية الأميركية الشهر الماضي، فقد سهم بنك "فيرست ريببليك" أكثر من 50% من قيمته خلال تعاملات يوم الثلاثاء، مسجلاً مستوى أدنى قياسياً جديداً، وتاركاً العديد من علامات الاستفهام حول الكيفية التي يمكنه بها تجنب الانهيار، بعد خسارة حوالي 40% من ودائعه خلال الربع الأول من العام.

وتم تداول سهم البنك، الذي تأسس عام 1985، في تعاملات يوم الثلاثاء بسعر يقل عن 8 دولارات، ليصل بخسارته خلال العام الأخير فقط إلى أكثر من 90%، حيث كان سعره في أبريل/نيسان من العام الماضي 167 دولاراً، قبل أن يعاني الشهر الماضي، أكثر من أي بنك آخر، تبعات انهيار بنكي سيليكون فالي وسيغنتشر، على نحو لم يكن متوقعاً.

وكان البنك قد كشف أمس الإثنين بعض التفاصيل المروعة للاضطرابات التي لحقت بأعماله، إلا أن مسؤوليه التنفيذيين لم يوضحوا الكثير خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدوه لمناقشة نتائج أعمال الربع الأول مع محللي وول ستريت.

تحدث المسؤولون لمدة 12 دقيقة فحسب، طرحوا خلالها ملاحظات معدة مسبقًا، ورفضوا الرد على الأسئلة، تاركين المستثمرين والصحافيين دون إجابات مطمئنة.

وكان البنك قد اقترض 92 مليار دولار خلال الشهرين الأخيرين، أغلبها من بنك الاحتياط الفيدرالي، ومجموعة من البنوك المدعومة من الحكومة، مستبدلًا الودائع المسحوبة بالقروض، وهو ما اعتبره محللون مسارًا محفوفًا بالمخاطر لأي بنك. 

وجنى البنك، خلال الربع المنتهي، بعض الأرباح المحدودة، قدرت بنحو 269 مليون دولار، وهي تقريباً ثلث ما ربحه العام السابق، كما قدم قروضًا أقل بكثير مما قدم في الفصول السابقة، وهو اتجاه عام سارت عليه البنوك الأميركية في تلك الفترة، حيث استشعر أغلب المقرضين من المؤسسات المالية والمستثمرين مخاوف دخول الاقتصاد الأكبر في العالم في ركود وتراجع أسعار المساكن والمبيعات في الفترة المقبلة.

وقال تيموثي كوفي، المحلل المصرفي في شركة غاني مونتغمري سكوت، للخدمات المصرفية إن "البنك عندما يشعر بمحدودية خياراته فإنه يبدأ العمل وفقًا لقواعده الخاصة".

وأردف كوفي إن بنك فيرست ريببليك، الذي يقدم خدماته للأثرياء من الأميركيين، معلق الآن بخيط رفيع، بعد أن خسر 102 مليار دولار من ودائع العملاء خلال الربع الأول من العام، وهي أكثر من نصف الـ 176 مليار دولار التي كانت لديه بنهاية العام الماضي.

على الجانب الآخر دافع مسؤولو البنك عنه مؤكدين أن النزوح الجماعي للودائع خارج البنك قد توقف بشكل كبير مقارنة بالفترة السابقة، وموضحين أنه "خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من أبريل/نيسان، خسر البنك 1.7% فحسب من ودائعه، وكان أغلبها يتعلق بدفعات ضريبية للعملاء".

وفي تصريحات أخرى لبث الطمأنينة قال نيل هولاند، المدير المالي لبنك فيرست ريببليك، إنه "مع إغلاق العديد من البنوك في مارس/آذار المنصرم، شهد البنك تدفقات غير مسبوقة للودائع، مؤكداً أنهم يعملون على إعادة هيكلة الميزانية العمومية وتقليل النفقات والاقتراض قصير الأجل".

قدم عملاق البنوك في أميركا جي بي مورغان روشتة لحلحلة أزمة بنك فيرست ريببليك، من خلال بدائل استراتيجية كزيادة رأس المال أو محاولة بيع بعض الأصول، حسبما أفادت بعض المصادر الصحفية.

وأظهرت النتائج المالية للبنك أن إيراداته في الربع الأول من العام الجاري بلغت 1.2 مليار دولار أميركي، بانخفاض 15.9% عن الربع السابق، وأقل بنسبة 13.4%عن نفس الفترة المماثلة من عام 2022.

فيما بلغ صافي دخل الفوائد في الربع الأول 923 مليون دولار، بانخفاض 21.4%على أساس ربع سنوي و19.4%على أساس سنوي على التوالي. كما بلغ صافي الربح في الربع الأول 269 مليون دولار، بانخفاض 32.9% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وبدأت الاضطرابات في البنك قبل ستة أسابيع تقريبًا، عندما أغلق المنظمون الفيدراليون بنكي سيلكون فالي وسيغنتشر، ما دعا العملاء لسحب ودائعهم التي تقدر بمليارات الدولارات، من البنوك الصغيرة، لتوجيهها إلى البنوك الأكبر، وصناديق سوق المال.

ويُنظر حالياً إلى فيرست ريببليك على أنه التالي في مصفوفة الدومينو، حيث كان لديه هيكل ودائع مشابه للبنكين المنهارين، يقوم أساساً على أرصدة العديد من رواد الأعمال من شركات التكنولوجيا الحديثة، مع وجود نسبة كبيرة من الودائع خارج حد تأمين المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع، والمقرر بربع مليون دولار.

المساهمون