قال مصدر لوكالة "رويترز"، اليوم الثلاثاء، إن سفينة شحن محملة بالحبوب أبحرت من ميناء تشورنومورسك الأوكراني على البحر الأسود للمرة الأولى منذ انهيار اتفاق الحبوب، في اختبار لقدرة أوكرانيا على فتح موانئها البحرية للتصدير.
ووصلت سفينتا شحن إلى الميناء الأوكراني، السبت الماضي، مستخدمتين ممرا مؤقتا على البحر الأسود أنشأته كييف بعد انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب التي تم التوصل إليها بهدف تأمين صادرات الحبوب من موانئ الدولة التي تتعرض لغزو روسي.
وفقا لبيان هيئة الموانئ البحرية الأوكرانية، رست سفينتا نقل الحبوب "أرويات" و"ريسيلينت أفريكا"، اللتين ترفعان علم بالاو يوم السبت في الميناء البحري الواقع في منطقة أوديسا الجنوبية، لتكونا أول سفينتي شحن مدنيتين تصلان إلى أحد موانئ أوديسا منذ انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب.
وقال أولكسندر كوبراكوف، نائب رئيس الوزراء الأوكراني، في بيان على الإنترنت، يوم السبت، إن السفينتين ستقومان بنقل حوالي 20 ألف طن من القمح إلى دول في أفريقيا وآسيا.
تمكنت كييف، التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على الزراعة، من تصدير حبوبها بأمان من موانئ البحر الأسود لعدة أشهر بموجب اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا لضمان أمن الشحنات.
لكن روسيا أعلنت انسحابها من الاتفاق في 17 يوليو/تموز، حيث قال مسؤولون في الكرملين إن مطالبهم بتسهيل شحنات الغذاء والأسمدة الروسية لم تتم تلبيتها.
وأعلنت أوكرانيا الشهر الماضي عن "ممر إنساني" في البحر الأسود لإبحار السفن المحاصرة في موانئها منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022 والالتفاف على الحصار المفروض بعدما انسحبت روسيا من الاتفاق .
وقال كوبراكوف، السبت، إن خمس سفن استخدمت الممر منذ ذلك الحين لمغادرة الموانئ الأوكرانية.
كما سعت كييف إلى الانتقال إلى مسارات بديلة عبر نهر الدانوب، وخطوط الطرق والسكك الحديدية إلى أوروبا. لكن تكاليف النقل بهذه الطريقة كانت أعلى بكثير.
شكوى في منظمة التجارة العالمية
في السياق، أكدت منظمة التجارة العالمية، اليوم الثلاثاء، أن أوكرانيا تقدمت بشكوى إلى المنظمة تتعلق بحظر مفروض على وارداتها الغذائية.
وقال متحدث باسم المنظمة في رد عبر البريد الإلكتروني على طلب من "رويترز" للتعليق: "يمكننا أن نؤكد تلقي طلب لإجراء مشاورات مساء الاثنين. سيتم تقديم المزيد من المعلومات بمجرد توزيع الطلب على أعضائنا".
ولم يوضح المتحدث أسماء الدول الواردة في الشكوى إلا أن كييف سبق أن ذكرت أن الشكوى تستهدف بولندا وسلوفاكيا والمجر، المنضوية جميعها في الاتحاد الأوروبي، بسبب حظرها استيراد الحبوب الأوكرانية.
وعارضت هذه الدول الواقعة في وسط أوروبا قرارا للمفوضية الأوروبية الأسبوع الماضي نص على رفع الحظر.
وقالت وزيرة الاقتصاد الأوكرانية يوليا سفيريدنكو في بيان، أمس الاثنين: "من المهم للغاية لنا أن نثبت أنه لا يمكن لدول أعضاء حظر استيراد سلع أوكرانية بشكل منفرد"، مضيفة "لذا تقدمنا بشكاوى ضدها".
وأضافت وفقا لوكالة "فرانس برس": "نأمل في الوقت ذاته بأن ترفع هذه البلدان قيودها ولا نضطر لتسوية المسألة في المحاكم لفترة طويلة".
وأشارت إلى أن المصدّرين الأوكرانيين "يعانون من خسائر كبيرة" جراء الحظر.
لكن بولندا سارعت للتأكيد على أنها ستبقي على الحظر بعد الشكوى، وقال الناطق باسم الحكومة بيوتر مولر عبر "بولسات نيوز": "نتمسك بموقفنا. نعتبر أنه صائب وهو نتاج تحليل اقتصادي وسلطات مستمدة من الاتحاد الأوروبي والقانون الدولي.. لا تقلقنا الشكوى أمام منظمة التجارة العالمية".
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)