حققت عملة بيتكوين، أشهر عملة رقمية، أكبر ارتفاع في أسبوع في التعاملات المبكرة، اليوم الثلاثاء، إذ ارتفعت بنسبة 8.8% وكسبت 3 آلاف دولار.
وارتفعت قيمة بيتكوين من 34 ألف دولار أمس الإثنين إلى أعلى من 37.2 ألف دولار اليوم، وفقًا لبيانات "كوين ديسك" بعدما سجلت خسائر خلال شهر مايو تجاوزت 30%. كما ارتفعت عملة إيثر بنسبة 15% لتبلغ 2.670 ألف دولار. بينما قفزت الريبل 6.2% عند 1.0541 دولار، والإيثريوم 2.8% إلى 2671.01 دولارا.
وسجلت بيتكوين خسائر شهرية خلال مايو، بعدما تعرضت لضغوط في ظل مخاوف من أن سوق العملات الرقمية قد يواجه تدقيقًا متزايدًا من المنظمين في الولايات المتحدة وخارجها.
ووفق محللين، فقد حدث الارتفاع لعدة أسباب منها تراجع البنك المركزي الهندي عن حظر سابق في العام 2018 للتعامل في العملات الرقمية.
ووفق خبراء في العملات الرقمية، فإن المؤسسات المالية المستثمرة في العملات الرقمية تواصل الاحتفاظ باستثماراتها على أمل تعويض خسائرها في المستقبل بعد الانهيار الكبير في الأسعار. ويرون أن هذا العامل دعم موقف عملة بيتكوين اليوم الثلاثاء، وهي العملة المؤثرة في أسعار العملات الرقمية الأخرى.
في هذا الصدد، قال خبير العملات الرقمية بشركة "كو فيرست ديجيتال تراست"، غينر جاي، حسب نشرة ياهو المالية اليوم الثلاثاء: "لا نرى تغييراً في مواقف كبار المستثمرين، وما نراه هو أن مستثمري المؤسسات يعززون مراكزهم الاستثمارية في العملات الرقمية".
يُذكر أن الصين لعبت دوراً كبيراً في انهيار بيتكوين الحالي، حيث كررت في بيان بتاريخ 18 مايو/ أيار الماضي فرْض "حظرها" على العملات المشفرة في البلاد.
ويرى محللون أن المتداولين الصينيين يستخدمون طرقاً أخرى للوصول إلى سوق العملات المشفرة، على الرغم من الحظر الحكومي. ويستخدم مستثمرو العملات المشفرة الصينيون طرقاً بديلة لتجاوز العقبات التنظيمية الحكومية، من خلال النشاط على المنصات الوطنية والأجنبية التي تعمل في سوق تداول خارج البورصة وشبكات الند للند.
وفي هذا الصدد، قالت وكالة بلومبيرغ، إن التصعيد الأخير للحملة الصينية غذى مثل هذه المعاملات، مما يجعل من الصعب على السلطات تشديد حظر هائل على العملات المشفرة.
علاوة على ذلك، تُظهر البيانات المتاحة أن النشاط على منصات التداول خارج البورصة شهد ذروة كبيرة منذ 18 مايو/أيار الماضي، عندما أكد الحزب الشيوعي الصيني موقفه الصارم ضد العملات المشفرة، حيث قام بحظر منصات تبادل العملات المشفرة في الدولة منذ عام 2017.
وفي تطور آخر، تتطلع الشركتان الصينيتان "فوتو" Futu و"تايجر بروكرز" Tiger Brokers المنافستان، لتطبيق تداول الأسهم "روبن هود" Robinhood لاستخدام العملات الرقمية للمنافسة في الأسواق الخارجية.
وأعلنت الشركتان تقدمهما بطلب للحصول على تراخيص في سنغافورة والولايات المتحدة، للسماح للعملاء المحليين بتداول العملات الافتراضية.
يُذكر أن "روبن هود"، الذي أطلق تداول بيتكوين والإيثريوم في الولايات المتحدة أوائل 2018، أضاف 3 ملايين عميل شهريًا هذا العام لأعماله للعملات الافتراضية. كما أن موقع تداول العملات الافتراضية الأميركي "كوين بايس" Coinbase طرح في الناسداك خلال إبريل.
من جانبه، شدد محافظ البنك المركزي السويدي، ستيفان إنجفيس، على أن العملات الرقمية لا يمكنها تفادي المراقبة التنظيمية في ظل استجابة السلطات الرقابية للشهرة الهائلة لتلك الظاهرة.
وقال إنجفيس في تصريحات الإثنين: "عندما يصبح شيء ما كبيرًا بما فيه الكفاية، فإن بعض العوامل تصبح ضمن تلك اللعبة مثل غسل الأموال، لذلك هناك أسباب وجيهة للاعتقاد بأن الأمور التنظيمية ستحدث"، بحسب وكالة بلومبيرغ.
وأكدت وزيرة الأسواق المالية في السويد، آسا ليندهاجين، أن الحكومة تعمل بالفعل على تشديد المعايير بالنسبة لمنصات تداول العملات المشفرة، مشيرة إلى أن العمل على معالجة المخاطر المتعلقة بغسل الأموال التي يمثلها هذا النوع من العملات هو شيء بالغ الأهمية سيتطلب معه عملا عابرا للحدود.
وتعد السويد إحدى أكثر الدول تطورًا في إحراز تقدم في ما يتعلق بتطوير عملة رقمية رسمية، على غرار الصين التي تعمل على إنجاز تلك المسألة.