تعرض فرع مهم وكبير للبنك الوطني الإيراني، وسط العاصمة طهران لسطو غير مسبوق، طاول صناديق الأمانات للمواطنين الإيرانيين، تحتوي على مجوهرات وذهب ونقد أجنبي.
وأعلن البنك الوطني الإيراني في بيان عملية السطو على فرع البنك في شارع "دانشغاه" بالقرب من ساحة "انقلاب" (الثورة) طاولت صناديق مؤجرة للأمانات، مشيرا إلى أن "العدد الدقيق للصناديق المؤجرة المتضررة يبلغ 168 صندوقا".
ونفى البنك تعرض ألف صندوق للسطو، كما ورد ذلك أمس الإثنين على شبكات التواصل الاجتماعي الإيرانية، معلنا أن إدارة المباحث والسلطة القضائية بدأتا التحقيقات للوصول إلى السارقين.
وفي إفادة صحافية أخرى، أكد البنك الوطني الإيراني أنه سيعوض الخسائر المالية التي لحقت بأصحاب الصناديق.
إلى ذلك، أفادت وكالة "فارس" الإيرانية بأن السرقة حصلت ليلة الخميس/الجمعة الماضية، لافتة إلى أن السارقين دمروا أقفال 250 صندوقا لكنهم سرقوا محتويات 169 صندوقا فقط.
وأضافت "فارس" أن السارقين دخلوا المبنى من الباب الخلفي بعد تخريبه وتكسير القفل، قائلة إنهم بعد تدمير صندوق حديدي كبير تمكنوا من دخول قسم صناديق الأمانات بالبنك.
في الأثناء، ذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانية أن الشرطة اعتقلت أشخاصاً مشبوهين بارتكاب السرقة.
وذكر موقع "خبرأونلاين" الإيراني أن نظام الإنذار بالبنك لم يكن متصلا بالشرطة، لكنه أرسل رسالة إنذارية إلى رئيس فرع البنك، غير أنه تصور أن الرسالة وصلته بالخطأ على غرار تجربة مماثلة سابقة.
كما قال رئيس شرطة المباحث العقدي علي ولي بور إن المباحث بدأت تحقيقاتها فور الإطلاع على وقوع السطو، قائلا إن تحقيقاتها الأولية بينت قصور وتهاون عدد من موظفي البنك حيث تجري التحقيقات معهم.
وأثار هذا السطو تساؤلات كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعي ولدى الإعلاميين الإيرانيين، حيث أكد الصحافي الإيراني البارز عباس عبدي في تغريدة أن "السطو على البنك الوطني فرع شارع دانشغاه لم يكن سرقة عادية. يجب أخذ احتمالات مفاجئة في الحسبان. هذا السطو يستهدف الأمن أكثر من الحصول على النقد والذهب، انظروا إليه كحادث اغتيال وليس سرقة. فإذا كانت سرقة عادية سيقبض عليهم فورا".
وعن تفاصيل السرقة، ورد في وسائل إعلام وعلى شبكات التواصل أن السارقين بعد اقتحام مبنى البنك دخلوا غرفة "السيرفيرات وشاشات الكاميرات، وقاموا بإعطاب جميع أجهزة الرقابة وتجميع بطاقات الذاكرة فيها".
وتقدر هذه التقارير قيمة الأموال المسروقة بأنها بمئات مليارات التوامين، معظمها من النقد الأجنبي والذهب والمجوهرات، مشيرة إلى أن صفارة الإنذار الموصولة بمنظمة إنذارات الشرطة كانت قد دوت، لكن من دون أن تراجع الشرطة المكان.
وتشير هذه التقارير غير الرسمية إلى أنه بالنظر إلى عدد الصناديق المدمرة، فعلى الأغلب استغرقت عملية السرقة نحو 12 ساعة.