داخل أحد أبنية العاصمة البريطانية لندن، حطّم سباق "جينبيتا" GENBETA للسيارات الكهربائية لـ"الفورمولا إي" الرقم القياسي للسرعة في المساحات الداخلية بأكثر من 50 كيلومتراً في الساعة، بتسجيل سرعة قصوى بلغت 218 كيلومتراً.
ووفقاً لبيان صادر اليوم الجمعة، سجل الرقم الرسمي في كتاب "غينيس" للأرقام القياسية السائق جيك هيوز من فريق "نيوم ماكلارين" لـ"الفورمولا إي"، والذي تنافس مع خصمه في بطولة العالم "إيه بي بي" لـ"الفورمولا إي" لوكاس دي غراسي من فريق "ماهيندرا رايسينغ"، لتسجيل الرقم القياسي العالمي لأعلى سرعة تسجلها مركبة في المساحات الداخلية.
وخاض السائقان منافسة حامية اتخذت شكل النزال الثنائي للتأهل لسباقات الفورمولا إي، ليسجل أحدهما أعلى سرعة للمساحات الداخلية على حلبة لا يتجاوز طولها 346 متراً فقط باستخدام سيارة "جينبيتا" نفسها.
ولم يكن أي من السائقين قد قاد سيارة من هذا النوع من قبل، ولكن كليهما تمكن من تحطيم الرقم العالمي السابق، والذي سجل في فبراير/ شباط 2021، بواقع 165.2 كيلومتراً في الساعة خلال جولات التمرين الثلاث جميعها، قبل محاولتهما الرسمية لتسجيل الرقم القياسي العالمي.
وبدأ البريطاني جيك هيوز بثلاث جولات للتمرين ليصبح على الفور حامل الرقم القياسي غير الرسمي، بعد أن اجتاز التجربة الأولى بسرعة 214.8 كيلومتراً في الساعة، قبل أن يرفع الرقم إلى 215.05 كيلومتراً في التجربة الثانية و217.65 كيلومتراً في التجربة الثالثة.
وانطلق هيوز في الجولة الرابعة الرسمية ليحقق سرعة قصوى بلغت 218.71 كيلومتراً في الساعة ويسجل الرقم القياسي العالمي، قبل أن يشارك منافسه لوكاس دي غراسي في المنافسة.
وبدأ البرازيلي التجارب بقوة ليسجل في تجربته الأولى سرعة بلغت 216.87 كيلومتراً في الساعة، أي أسرع من أولى تجارب هيوز، وكان على وشك انتزاع الرقم القياسي العالمي من خصمه عندما سجل في الجولة التالية سرعة 217.92 كيلومتراً في الساعة قبل أن يصل إلى 218.18 كيلومتراً في الجولة الثالثة، بفارق ضئيل من الرقم القياسي الرسمي الذي سجله هيوز.
لكن البطل السابق لبطولات الفورمولا إي، والذي فاز بأول سباقات الفورمولا إي على الإطلاق في بكين عام 2014، ويعتبر أنجح السائقين في تاريخ البطولة، لم يتمكن من تجاوز تلك السرعة في الجولة الرابعة والرسمية، إذ بلغت سرعته 217.65 كيلومتراً في الساعة ليفوز هيوز بهذه المنافسة الفريدة ويصبح حامل الرقم القياسي الرسمي كسائق لأسرع سيارة في المساحات الداخلية.
تجدر الإشارة إلى أن سيارة "جينبيتا" التي قادها كلا السائقين لتسجيل الرقم القياسي العالمي الجديد تضمنت عدداً من التعديلات التي أسهمت في تعزيز أدائها بشكل كبير. فسيارات الجيل الثالث التي شاركت لأول مرة في هذا الموسم من بطولات الفورمولا إي، هي أسرع السيارات الكهربائية وأخفها وزناً وأكثرها سرعة وكفاءة على الإطلاق، إذ تتجاوز سرعتها القصوى 322 كيلومتراً في الساعة واستخدمها 11 فريقاً و22 سائقاً في بطولة العالم "إيه بي بي" لـ"الفورمولا إي".
وبالإضافة إلى الابتكارات التقنية في سيارة "جينبيتا، قدمت "غوغل كلاود" Google Cloud تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة لتحليل جولات السائقين، واستخدمت منصة "فيرتكس إيه أي" Vertex AI الرائدة لتمكين هيوز ودي غراسي من تفسير بيانات القياس الفورية وتوليد توصيات حول السرعة والقوة والثبات. وبهذا تمكن السائقان من التفاعل من واجهة المنصة لصقل أدائهما خلال المحاولات الثلاثة.
وتولى مراقب من "غينيس" للأرقام القياسية بمراقبة المحاولات بهدف ضمان تلبية المعايير الصارمة من قبل السائقين لتسجيل الرقم القياسي للسرعة الأرضية في المساحات الداخلية، إذ انطلقت السيارة من وضع الثابت وتوقفت بالكامل داخل مبنى واحد.
وبدأ السائقان من وضع الثبات داخل حلبة إكسل للفعاليات في لندن وقاما بلفة بزاوية 130 درجة بسرعة تقارب 40 كيلومتراً في الساعة قبل التسارع بسرعة على المسار المستقيم البالغ طوله 346 متراً.
وتم تسجيل الرقم القياسي في ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء 25 يوليو/ تموز بعد اكتمال الأعمال الإنشائية لتركيب الحلبة والمنصة في المكان.