سائقو الشاحنات الأوروبيون يرفضون تأشيرة بريطانيا المؤقتة

27 سبتمبر 2021
مشاكل تتعلق بالأجور وظروف العمل يعاني منها سائقو الشاحنات في بريطانيا (فرانس برس)
+ الخط -

تلقى عرض المملكة المتحدة بـ5000 تأشيرة مؤقتة لسائقي الشاحنات في الخارج للمساعدة في حل أزمة سلسلة التوريد وإنقاذ عيد الميلاد استقبالًا فاترًا من سائقي الشاحنات الأوروبيين. 

وقال إدوين أتيما، رئيس قسم البحث والإنفاذ في اتحاد النقابات العمالية الهولندية، الذي يمثل السائقين في أوروبا: "لن يذهب عمال الاتحاد الأوروبي الذين تحدثنا إليهم إلى المملكة المتحدة للحصول على تأشيرة قصيرة الأجل لمساعدتها على الخروج من الهراء الذي صنعوه بأنفسهم".

وأوضح أتيما، في تصريحات إعلامية اليوم الاثنين، أن "تقديم رواتب أعلى لن يؤدي إلا إلى حل جزء واحد من المشكلة"، لافتاً إلى أن "القطاع كان يعاني قبل فترة طويلة من تفشي الوباء وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأن السائقين في جميع أنحاء أوروبا وخارجها فقدوا الثقة بالفعل".

وأكد المسؤول النقابي أن هناك مجموعة كاملة من المشكلات وراء القضية الرئيسية المتعلقة بالأجور والتأشيرات في المملكة المتحدة، وعبر أوروبا الغربية.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، قال ماركو ديجيويا، رئيس الرابطة الأوروبية لعربات الطرق، التي تمثل أكثر من 200 ألف شركة نقل بالشاحنات في جميع أنحاء القارة، لصحيفة "الأوبزرفر"، إنه ينبغي تقديم عرض أكبر من مجرّد التخفيف المؤقت لقواعد الهجرة. وتابع أن "هناك نقصا في السائقين في جميع أنحاء أوروبا. لست متأكدًا من عدد الذين يريدون الذهاب إلى المملكة المتحدة ".


معاناة سائقي الشاحنات

وفي بريطانيا، أكدت نقابات عمالية أن منح تأشيرات مؤقتة لسائقين من الخارج، والتوجه للاستعانة بجنود من الجيش لإيصال الوقود إلى محطات البنزين،  لن يؤديا بحد ذاتهما إلى القضاء على شح إمدادات الوقود، ومشاكل الاقتصاد طويلة الأجل. 

وقال غاري سميث، الأمين العام لاتحاد "GMB" (نقابة عمالية)، اليوم الاثنين، إن نقص السائقين كان نتيجة لتآكل الأجور وظروف العمل على المدى الطويل. وأضاف: "أنا لست مقتنعًا بأن مجرد إصدار الكثير من التأشيرات سوف يعالج المشكلة. لدينا أزمة قصيرة الأمد وعلينا أن نتحد ونجد حلولاً لذلك. ولكن يجب أن تكون هناك محادثة صادقة حول بلد غارق في الأجور المنخفضة والعمل غير الآمن".

أمّا فيكتوريا شورت، الرئيسة التنفيذية لشركة "راندستاد" للتوظيف في المملكة المتحدة، فقالت خلال تصريحات إعلامية، إن الظروف في الخدمات على جانب الطريق في المملكة المتحدة "أسوأ بكثير" مما هي عليه في أوروبا. 
 

أزمة وقود ممتدة

وقدرت جمعية بائعي البنزين أن حوالي 2300 من 8400 محطة بنزين في البر الرئيسي قد عانت من "نفاد المخزون" بالكامل، مع اقتراب أخرى من النفاد، بعد ما قال وزير النقل غرانت شابس إنّ الوصول إلى هذا الوضع كان بسبب "اندفاع" على الصعيد الوطني على الإمدادات.

وقال بريان مادرسون، رئيس تجار التجزئة للبنزين، إن ما بين 50 في المائة و90 في المائة من محطات الوقود الخاصة خالية من المحروقات حاليًا في بعض المناطق، مضيفا في تصريحات لصحيفة "آي" أن الغالبية العظمى من الأعضاء تشكو من نفاد الوقود.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه محطات الوقود طوابير طويلة لتموين السيارات، إلى جانب التهافت على الشراء خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما أثار القلق من احتمالية إغلاق المئات من المحطات في جميع أنحاء البلاد بسبب ارتفاع الطلب.

ويتوقع أن تقرر حكومة بوريس جونسون، اليوم الإثنين، إرسال قوات لقيادة ناقلات النفط بعد أيام من التدافع على الشراء في محطات تعبئة الوقود في العديد من المناطق.

كما لم يستبعد وزير النقل غرانت شابس، طلب المساعدة العسكرية لسد النقص في سائقي صهاريج الوقود. وأيضا، أعلن وزير الأعمال كواسي كوارتنج، الليلة الماضية، تعليق قانون المنافسة لصناعة الوقود لتحسين التواصل بين الموردين حتى يتمكنوا من استهداف المناطق المحتاجة.

ويأتي ذلك في وقت شهدت فيه أسعار النفط ارتفاعا مع تزايد الطلب العالمي، حيث اقترب سعر خام برنت من 80 دولارا للبرميل، مع توقع بنك "غولدمان ساكس" أن يصل السعر بنهاية العام إلى 90 دولارا، في الوقت الذي تعاني فيه بريطانيا وأوروبا من ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي لتضيف بعدا آخر لأزمة الإمدادات في بريطانيا.

المساهمون