تراهن زيمباوبوي التي عانت من الفقر المدقع لعقود إبان حكم الرئيس الراحل روبرت موغابي على ثلاثة معادن لانتشالها من هاوية الفقر خلال السنوات المقبلة. وهذه المعادن هي الذهب والليثيوم والألماس.
وحسب بيانات حكومية بالعاصمة الزيمباوبوية هراري، فإن بنك الاحتياط في زيمبابوي، "البنك المركزي"، جمع 300 ألف قيراط من الألماس بموجب لوائح جديدة، تجبر عمال المناجم على دفع نصف إتاواتهم باستخدام المعادن.
ويمثل قطاع التعدين في زيمبابوي ما يقرب من 12% من الناتج المحلي الإجمالي، حسب تصريحات وزير المناجم وتطوير التعدين في البلاد، وينستون شيتاندو، الذي قدر أن قطاع التعدين لديه القدرة على توليد ما يصل إلى 12 مليار دولار سنوياً.
وفي ذات الصدد، ينقل تقرير بنشرة "مايننغ. كوم" العالمية المتخصصة في المعادن، عن محافظ البنك المركزي بزيمبابوى، جون مانجوديا، قوله إن احتياطي الذهب بالبنك المركزي بلغ حوالى 350 كيلوغراماً، أي نحو 20 مليون دولار فقط. ولكنه أضاف أنّ من الصعب تحديد قيمة مخزون الألماس بالبلاد.
وحسب "مايننغ.كوم"، قدمت زيمبابوي لوائح جديدة في العام الماضي تطالب عمال المناجم بدفع نصف عائداتهم للحكومة في شكل معادن والباقي نقداً، حيث تسعى الدولة الواقعة في جنوب أفريقيا لبناء احتياطياتها المعدنية.
من جهتها، تقول نشرة "أنيرجي كابيتال آند باو"، إن زيمباوبوي لديها موارد معدنية متنوعة للغاية، تضم ما يقرب من 40 معدناً من المعادن القابلة للاستغلال التي تشمل البلاتين والكروم والذهب والفحم والألماس والليثيوم والمنغنيز وخام الحديد والنحاس والنيكل والكوبالت والمعادن الأرضية النادرة. وهذه المعادن جميعها تدخل في صناعة الطاقة المتجددة.
ويقول خبراء إن حكومة زيمبابوي سعت لإعطاء الأولوية لمشاريع التعدين وسط ارتفاع الطلب العالمي على المعادن المستخدمة في التقنيات المتجددة، مثل الليثيوم والكوبالت التي تدخل في صناعة البطاريات الجافة، والذهب الذي تحتاجه بشدة دول بريكس لبناء احتياطات من الذهب، تمهيداً لعملة جديدة تستخدم في التجارة لمنافسة الدولار.
ثاني احتياط من الذهب
على صعيد الذهب، تملك زيمباوبوى ثاني أكبر احتياطي عالمي من الذهب، حيث تقول نشرة "أنيرجي كابيتال آند باور" المتخصصة في المعادن الأفريقية، إنه يعمل محركاً أساسياً للنمو على المدى القريب، ويساهم في جذب معظم الاستثمار الأجنبي المباشر إلى البلاد.
وتمتلك زيمبابوي أكثر من 13 مليون طن من الاحتياطيات المؤكدة، استُغِلّ 580 طناً منها فقط. كذلك تملك ما يقرب من 2.8 مليار طن من البلاتينوم.
سادس احتياط من الليثيوم
على صعيد الليثيوم، وحسب النشرة، تتمتع زيمبابوي بسادس أكبر احتياطي من الليثيوم في العالم والأكبر في أفريقيا.
وتستعد حكومة زيمبابوي ووزارة المناجم وتنمية المعادن لتطوير قطاع التعدين حتى تتمكن من لعب دور مهم في التحول العالمي للطاقة نظراً لاستخدامها كعنصر حاسم في بطاريات السيارات الكهربائية.
وتسعى زيمبابوي لتكون أكبر مصدر لليثيوم في العالم وتوفر نحو 20% من الطلب العالمي.
سابع أكبر منتج للألماس
على صعيد الألماس، وحسب نشرة "أنيرجي كابيتال آند باور"، أعربت حكومة زيمبابوي عن طموحها إلى زيادة إنتاج الألماس إلى 11 مليون قيراط في العام الجاري 2023، كجزء من خطة الدولة الواقعة في الجنوب الأفريقي لزيادة عائدات إنتاج التعدين إلى 12 مليار دولار سنوياً، حيث تستعد صناعة الألماس للمساهمة في تحقيق دخل سنوي يصل إلى نحو مليار دولار على الأقل.
ولدى زيمباوبوي ما يقرب من 3% من إنتاج الألماس العالمي، وهي سابع أكبر منتج للمعدن في العالم، حيث سُجِّل 3414 قيراطاً في عام 2022.
ومن المتوقع أن يزيد الإنتاج سنوياً بنسبة 3% حتى عام 2026.