زيت الزيتون السوري يدخل خانة "الغش" ووقف التصدير

29 أكتوبر 2024
تعوّل مناطق سورية على إنتاج زيت الزيتون وتصديره، عفرين في 30 أكتوبر 2022 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تحديات جودة زيت الزيتون السوري: تقارير تشير إلى مخالفة زيت الزيتون السوري للمواصفات الدولية بسبب زيادة الحموضة والبروكسايد نتيجة الإفراط في استخدام المبيدات وتأخير العصر، مما يعوق التصدير.

- إنتاج وتصدير زيت الزيتون: سوريا تعتمد على إنتاج وتصدير الزيت رغم التحديات، مع توقع إنتاج 740 ألف طن من الزيتون وتخصيص 80% لاستخلاص الزيت، لكن السوق المحلية تواجه ارتفاع الأسعار.

- الوضع الاقتصادي وتأثيره: رغم أهمية الزيتون في الاقتصاد السوري، تراجع التصنيف العالمي للإنتاج، مع تجاوز سعر الكيلو 75 ألف ليرة، مما يؤثر على قدرة المواطنين على الشراء.

أثارت أخبار مخالفة زيت الزيتون السوري للمواصفات القياسية الدولية ومنع تصديره، ردود أفعال وتأويلات مختلفة، خصوصاً بعد قرار حكومة بشار الأسد السماح بتصدير 10 آلاف طن من زيت الزيتون لهذا الموسم، بذريعة أن هذه الكمية فائضة عن حاجة السوق المحلية، التي تستهلك سنوياً 48 ألف طن، وذلك وفقاً لوزارة الزراعة التابعة للنظام.

وقالت المهندسة الزراعية بتول الأحمد لـ"العربي الجديد" إن "مواصفات زيت الزيتون السوري تبدلت وزادت نسبة الحموضة والبروكسايد، نتيجة الإفراط باستخدام المبيدات الحشرية وعدم الغسل جيداً قبل العصر، إضافة إلى التأخر وعدم العصر مباشرة". وأضافت أنّ "من المفترض أن تذهب ثمار الزيتون من الحقل إلى المعاصر، وتكون معبأة بعبوات مهواة، لكن العادة في سورية وضعها بأكياس خيش، وقد يتأخر العصر لأيام، وأحياناً لأسابيع، سواء لقناعة بعض المزارعين بضرورة نضج الثمار ما بعد لونها الأخضر أو بسبب ازدحام المعاصر، الأمر الذي يغير من لزوجة الزيت وجودته ونسبة الحموضة ودرجات البروكسايد". 

وعما قيل عن منع التصدير لعامين، ريثما يتطابق زيت الزيتون السوري مع المواصفات العالمية، تضيف الأحمد أنه "على الأرجح سيحصل التصدير هذا العام، سواء من مناطق شمال غرب سورية (المحررة) وهي من أكبر وأكثر مناطق سورية زراعة وإنتاجاً، وتصدر زيت الزيتون إلى تركيا أو عبرها إلى بلدان خليجية وأوروبية، أو من مناطق النظام بعد فحص درجة الحموضة وتحقيق المواصفات القياسية".

وأكدت أن "تعميم تراجع مواصفات زيت الزيتون بجميع مناطق سورية غير منطقي، إذ تختلف نوعية الثمار وتقنية العصر من منطقة إلى أخرى". وتوقعت "تصدير 10 آلاف طن وربما أكثر"، رغم إقرارها بالحاجة المحلية للسلعة وارتفاع أسعار زيت الزيتون بالأسواق المحلية إلى ما فوق قدرة السوريين الشرائية. 

أسباب منع زيت الزيتون السوري

كان رئيس قسم تكنولوجيا الأغذية في البحوث العلمية الزراعية التابع للنظام، محمد الشهابي، قد أكد أن هيئة المواصفات العالمية والمجلس الدولي لزيت الزيتون، أعلنت أن زيت الزيتون السوري خرج عن المعايير والمواصفات العالمية، وأن الهيئة منحت سورية مهلة حتى عام 2026 لتصبح المعايير السورية متطابقة مع العالمية، وحتى ذلك الحين يمكن تصديره. 

وأضاف الشهابي، خلال مؤتمر الأمن الغذائي والتنمية المستدامة في جامعة دمشق قبل يومين، أن ارتفاع نسب الحموضة ومستويات البروكسايد في زيت الزيتون السوري ترجع إلى طرق تجميع الثمار وتأخير عصرها، إلى جانب ضعف التقنيات المستخدمة ونوعية العبوات، مشيراً إلى أن بعض المنتجين لا يلتزمون أساليب الإنتاج الصحيحة، ما يضر بجودة الزيت ويؤثر في فرص قبوله عالمياً.

وتعوّل سورية، في مناطق النظام والمعارضة، على إنتاج زيت الزيتون وتصديره، رغم تراجع الإنتاج من أكثر من 900 ألف طن قبل سنوات، إلى نحو 740 ألف طن متوقعة هذا الموسم، بحسب مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة السورية، عبير جوهر، مشيرة إلى أن 20% من الإنتاج يوجه للاستهلاك كزيتون مائدة، بينما يُوجه نحو 80% من الإنتاج لاستخلاص زيت الزيتون. وقدرت جوهر كمية إنتاج زيت الزيتون بحوالى 95 ألف طن، في عموم سورية، منها نحو 55 ألف طن من الزيت، ونحو 430 ألف طن من الزيتون في مناطق سيطرة النظام، بزيادة تُقدر بـ 11% عن الموسم السابق.

ولا تعير حكومة بشار الأسد سعر السلعة وقدرة السوريين على شراء الزيت، اهتماماً، إذ سمحت بتصدير 10 آلاف طن، قبل إعلان هيئة المواصفات العالمية والمجلس الدولي خروج زيت الزيتون السوري عن المعايير والمواصفات العالمية. ويزيد سعر كيلو زيت الزيتون في دمشق على 75 ألف ليرة سورية (نحو5.1 دولارات)، بينما سجل سعر الصفيحة 1.2 مليون ليرة سوريّة، ما دفع كثيراً من الأهالي إلى شراء المادة باللتر، وفي أحيان أخرى بالأوقية، بما يضمن حاجتهم اليومية. 

وتحتل سورية مركزاً متقدماً عالمياً، بإنتاج الزيتون وزيته، فقد بلغت المرتبة الخامسة عالمياً بإنتاج الزيتون عام 2011، بعد إسبانيا وإيطاليا واليونان وتركيا، والأولى عربياً، إثر تجاوز إنتاجها من الزيتون تونس وبلوغه مليون طن، ووصل قبلها إلى 1.2 مليون طن، قبل أن يتراجع تصنيفها إلى الثامن عالمياً، إثر تراجع الإنتاج خلال سنوات الثورة، جراء اقتلاع أشجار وارتفاع تكاليف الإنتاج.

ويبلغ عدد أشجار الزيتون في سورية، وفق إحصائية وزارة الزراعة، نحو 106 ملايين شجرة، منها 82 مليون شجرة مثمرة، وتتوزع زراعة الزيتون في المنطقة الشمالية: إدلب وحلب، بنسبة 46%، وفي المنطقة الوسطى: حمص وحماة، بنسبة 24%، وفي المنطقة الساحلية: طرطوس واللاذقية، بنسبة 18%، وفي الشرقية: دير الزور والحسكة والرقة، بنسبة 2%، لتدخل مناطق الجنوب: درعا والسويداء حديثاً، بوتيرة زراعة عالية، بنسبة 10%، ما أوصل متوسط الإنتاج السنوي إلى نحو 800 ألف طن من الثمار، ونحو 125 ألف طن زيت زيتون.

(الدولار= 14650 ليرة)

المساهمون