تستفيد تونس من نقص محاصيل الزيتون لدى كبار المنتجين في السوق الأوروبية، والذي دفع بالأسعار إلى الصعود في السوق العالمية، ما يرجح ارتفاع إيرادات الدولة الواقعة في شمال أفريقيا من صادرات زيت الزيتون هذا العام.
وتسبب الجفاف في تراجع كبير في محاصيل كبار الدول المنتجة على غرار إسبانيا وإيطاليا واليونان، ما يفسح المجال أمام مصدّري تونس لبيع الزيت بأسعار عالية لم يسبق أن عرفتها السوق العالمية، وفق عاملين في القطاع.
فسعر اللتر الواحد في اليونان تضاعف مرتين مقارنة بالسنة الماضية، ليصبح بنحو 14.5 يورو (15.8 دولارا) وفي إسبانيا ارتفع السعر بنسبة 56% مقارنة بالسنة الماضية ليباع بنحو 13 يورو.
ويراهن المصدرون في تونس على ارتفاع الطلب العالمي على الزيت التونسي لتحقيق إيرادات مهمة من العملة الصعبة، بعد أن بلغت عائدات تصدير الزيت خلال العام الماضي رقماً قياسياً.
ووفق أحدث البيانات الرسمية التي كشف عنها المرصد التونسي للفلاحة الحكومي أخيراً، قفزت صادرات زيت الزيتون التونسي في مختلف الأسواق العالمية بنسبة 52.4%، لتبلغ في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2023 حوالي 3.8 مليارات دينار (1.22 مليار دولار) مقابل 2.5 مليار دينار (نحو 830 مليون دولار) في نفس الفترة من عام 2022، لتستحوذ صادرات زيت الزيتون على حوالي 52.1% من إجمالي عائدات التصدير، مقابل 41.5% في السنة التي سبقتها.
ويقول عضو المجلس المركزي لاتحاد المزارعين حمادي البوبكري، إن هناك مراهنة واسعة على موسم الزيتون هذا العام، بعد أن أحبط الجفاف موسم الحبوب، مؤكدا أن نقص الإنتاج العالمي وارتفاع أسعار الزيت يزيدان من الحظوظ التصديرية للزيت التونسي.
وأكد البوبكري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن كل الدول المنافسة لتونس في قطاع الزيتون عانت من تداعيات الجفاف، ما تسبب في هبوط المحاصيل العالمية وارتفاع الأسعار نتيجة نقص المعروض على مستوى السوق الدولية.
وأضاف "هذه فرصة جيدة للزيت التونسي لزيادة الكميات المصدرة والاستفادة من ارتفاع الأسعار وتنويع الأسواق، وتكثيف واردات الزيت المعلّب ذي القيمة المضافة العالية" .
ويرى عضو المجلس المركزي لاتحاد المزارعين في تونس، أن الأسعار في السوق العالمية مجزية جداً وتنعكس إيراداتها على كامل حلقات الإنتاج، بما في ذلك العمالة الموسمية في القطاع في الدولة.
ويشير إلى أن الإيرادات المتوقعة من صادرات الزيت ستساعد على تحسين رصيد العملة الصعبة، لا سيما أن نقص الإنتاج العالمي يزيد في فرضيات ارتفاع السعر التصديري إلى مستويات قياسية.
ويلفت إلى أن هناك تنسيقاً بين البنك المركزي والمصارف التونسية من أجل توفير التمويلات اللازمة لإنجاح الموسم، كما أن هناك مجهوداً بين مختلف الأطراف والهياكل المعنية لإنجاح موسم التصدير في ظل نقص الإنتاج العالمي، والذي سيكون في حدود 2.5 مليون طن، أي بنقص حوالي 26% مقارنة بالموسم الماضي.
وحصد زيت الزيتون التونسي 6 جوائز في المسابقة العالمية "ماريو سوليناس" لأحسن زيت زيتون في العالم لسنة 2023 التي تنتظم بمبادرة من المجلس الدولي للزيتون. ووفق بيانات نشرها ديوان الزيت الحكومي، يقدر إنتاج الزيتون الهادف إنتاج الزيت لهذا الموسم بحوالي 1.05 مليون طن، أي ما يعادل 210 آلاف طن من الزيت.