من المتوقع أن تحتل العلاقات التجارية والاستثمارية بين الصين ودول الخليج، مكانة بارزة في زيارة الرئيس شي جين بينغ للسعودية، اليوم الأربعاء، إذ تتطلع المنطقة نحو الشرق على نحو متزايد لدفع التحول الاقتصادي في الداخل لعصر ما بعد النفط.
وأعلنت الخارجية الصينية، اليوم الأربعاء، أنّ شي سيحضر "القمة العربية-الصينية"، وسيلتقي قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست في العاصمة السعودية، الرياض.
والصين أكبر مستهلك للطاقة في العالم، وهي شريك تجاري رئيسي لمنتجي النفط والغاز في الخليج. وبينما لا تزال العلاقات الاقتصادية متركزة على قطاع الطاقة، توسعت العلاقات الثنائية، في ظل التوجه في المنطقة نحو التركيز على دفع البنية التحتية والتكنولوجيا.
وتأتي زيارة شي في وقت تراجعت فيه العلاقات الأميركية السعودية إلى أدنى مستوياتها، فيما تخيم حالة من الضبابية على أسواق الطاقة العالمية مع فرض الغرب حدا أقصى لسعر النفط الروسي، فضلاً عن متابعة واشنطن بحذر تنامي نفوذ الصين في الشرق الأوسط.
وقال دبلوماسيون لوكالة "رويترز" إنهم يتوقعون أن يوقع الوفد الصيني عشرات الاتفاقيات مع السعودية ودول عربية أخرى، في مجالات تشمل الطاقة والأمن والاستثمارات.
وفيما يلي بعض التفاصيل حول العلاقات النفطية والتجارية والأمنية بين الصين والسعودية.
-
تجارة النفط
الصين هي أكبر شريك تجاري للسعودية، إذ وصل حجم التبادل التجاري بينهما إلى 87.3 مليار دولار في 2021. وبلغت قيمة الصادرات الصينية للسعودية 30.3 مليار دولار، فيما بلغت واردات الصين من المملكة 57 مليار دولار.
وتظهر بيانات الجمارك الصينية أنّ السعودية هي أكبر مورد للنفط للصين، فهي منشأ 18% من إجمالي مشتريات الصين من النفط الخام، وبلغ إجمالي الواردات 73.54 مليون طن (1.77 مليون برميل في اليوم) في الأشهر العشرة الأولى من 2022، بقيمة 55.5 مليار دولار.
وبلغت واردات النفط العام الماضي 87.56 مليون طن، بقيمة 43.9 مليار دولار، تمثل 77 بالمائة من إجمالي واردات الصين السلعية من السعودية.
ولدى عملاق النفط السعودي "أرامكو" صفقات توريد سنوية مع عدد من المصافي الصينية، من بينها سينوبك ومؤسسة البترول الوطنية الصينية والمؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري وسينوكيم وشركة شمال الصين للصناعات (نورينكو) وشركة تشجيانغ الخاصة للبتروكيماويات.
-
المصافي
اتخذت "أرامكو" في أوائل 2022 قراراً استثمارياً نهائياً ببناء مصفاة ومجمع للبتروكيماويات بعشرة مليارات دولار في شمال شرق الصين، في أكبر استثمار منفرد لها في البلاد.
والمشروع الذي أُطلق عليه اسم شركة هواجين أرامكو للبتروكيماويات هو مشروع مشترك يضم أرامكو ومجموعة هواجين للصناعات الكيماوية، وهي وحدة تابعة لنورينكو، ومجموعة بانجين سينسين الصناعية.
ويضم المشروع، المتوقع أن يبدأ تشغيله في 2024، مصفاة تبلغ طاقتها 300 ألف برميل في اليوم ومصنع إيثيلين بطاقة 1.5 مليون طن سنوياً، ومن المقرر أن توفر أرامكو ما يصل إلى 210 آلاف برميل يومياً من النفط الخام.
والاستثمار المشابه الآخر الوحيد لـ"أرامكو" في الصين هو حصة 25 بالمائة في شركة التكرير والبتروكيماويات المحدودة في مقاطعة فوجيان التي تسيطر عليها شركة التكرير الحكومية العملاقة سينوبك، والتي بدأت في 2008 بتشغيل مصفاة تبلغ طاقتها الإنتاجية 280 ألف برميل يومياً، ومجمع إيثيلين بطاقة 1.1 مليون طن سنوياً.
ووقعت "أرامكو" في أكتوبر/تشرين الأول 2018 مذكرة تفاهم مع حكومة تشجيانغ لاستثمار تسعة في المائة في تشجيانغ للبتروكيماويات التي تدير أكبر مصفاة منفردة في الصين بطاقة 800 ألف برميل يومياً. ولم يتم الإعلان عن أي تقدم آخر منذ ذلك الحين.
وبالمثل، تمتلك "سينوبك" 37.5% في ينبع "أرامكو سينوبك" للتكرير (ياسرف)، وهي مشروع مشترك مع "أرامكو" يشغل مصفاة بطاقة 400 ألف برميل في اليوم في ينبع على ساحل البحر الأحمر.
-
العلاقات المالية
صندوق طريق الحرير المملوك للدولة في الصين هو جزء من كونسورتيوم تقوده شركة إي آي جي غلوبال إنرجي بارتنرز ومقرها الولايات المتحدة، التي أبرمت منتصف 2021 صفقة لشراء 49 بالمائة من أعمال خطوط أنابيب نفط أرامكو مقابل 12.4 مليار دولار.
وطريق الحرير هو أيضاً جزء من كونسورتيوم تقوده شركة بلاك روك ريل أسيتس وشركة حصانة الاستثمارية، التي أعلنت في فبراير/شباط استكمال الاستحواذ على حصة 49 بالمائة من شركة أرامكو لإمداد الغاز مقابل 15.5 مليار دولار.
-
الكهرباء
أعلنت شركة تطوير المرافق السعودية أكوا باور، التي يملك جزءا منها صندوق الاستثمارات العامة، وهو صندوق الثروة السيادي بالسعودية، في سبتمبر/أيلول أنها اتفقت مع صندوق طريق الحرير على الاستثمار المشترك في محطة طاقة تعمل بالغاز بقدرة 1.5 جيجاوات في أوزبكستان مقابل مليار دولار، وهي جزء من مبادرة بكين (حزام واحد طريق واحد).
وتبني شركة الصين لهندسة الطاقة التي تديرها الدولة محطة طاقة شمسية بقدرة 2.6 غيغاوات في الشعيبة بالسعودية، المملوكة أيضا لأكوا باور.
العلاقات العسكرية والأمنية
أوردت صحيفتا عرب نيوز وسعودي جازيت السعوديتان في مارس/آذار أنّ الشركة السعودية لأنظمة الاتصالات والإلكترونيات المتقدمة وقّعت اتفاقا مع مجموعة تكنولوجيا الإلكترونيات الصينية لتصنيع أنظمة حمولات الطائرات المسيرة في المملكة.
وأعلنت الإمارات في فبراير/شباط أنها تخطط لطلب 12 طائرة هجومية خفيفة من طراز إل-15 من الصين، مع خيار شراء 36 طائرة أخرى.
(رويترز، العربي الجديد)