انخفضت أسعار النفط، اليوم الثلاثاء، مع ترقب السوق لمعرفة ما إذا كانت الصادرات العراقية عبر ميناء جيهان التركي ستُستأنف، وهو ما قد يخفف من شح المعروض الناجم عن تخفيضات تحالف أوبك+، في حين لا يزال الاقتصاد الصيني المتعثر يلقي بظلاله على توقعات الطلب العالمي.
وتراجع خام برنت ثمانية سنتات إلى 84.38 دولارا للبرميل، ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي سبعة سنتات إلى 80.65 دولارا للبرميل.
وأبلغ مصدر بمكتب وزير النفط العراقي حيان عبد الغني "رويترز"، أمس الاثنين، بأن الوزير وصل إلى العاصمة التركية أنقرة لبحث عدة قضايا، منها استئناف صادرات النفط عبر ميناء جيهان.
وأوقفت تركيا صادرات العراق البالغة 450 ألف برميل يوميا عبر خط أنابيب يمتد من شمال العراق إلى تركيا في 25 مارس/ آذار بعد حكم في قضية تحكيم صادر عن غرفة التجارة الدولية.
وقد يساعد دخول المزيد من النفط الخام العراقي إلى السوق في التخفيف من أزمة المعروض من الخام عالي الكبريت الناجمة عن إطالة تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، أمد تخفيضات الإنتاج وزيادة حجمها.
تشاؤم من الصين
في غضون ذلك، أدى التشاؤم حيال آفاق الاقتصاد في الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، إلى الضغط على الأسعار وزيادة المخاوف بشأن الطلب على الوقود.
وقالت أوراسيا غروب في مذكرة: "الضعف الاقتصادي الصيني يلقي بثقله على أسعار النفط وسيضع سقفا لها هذا العام، وخاصة أن بكين تبدو ملتزمة بتجنب التحفيز المالي واسع النطاق".
وأظهر استطلاع أولي لرويترز أنه من المتوقع أن تكون مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة قد انخفضت الأسبوع الماضي، وهو ما كبح تراجع أسعار النفط.
ومن المقرر أن ينشر معهد البترول الأميركي بيانات المخزونات في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء. وبدورها ستصدر إدارة معلومات الطاقة، الذراع الإحصائية لوزارة الطاقة الأميركية، بياناتها يوم الأربعاء.
كما جاء في مذكرة من إيه.إن.زد للأبحاث أن السوق تركز أيضا على البيانات الأولية لمؤشر مديري المشتريات في الولايات المتحدة لشهر أغسطس/آب والندوة الاقتصادية السنوية لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) في جاكسون هول المقرر عقدها في وقت لاحق من الأسبوع.
ودعمت البيانات الاقتصادية الأميركية خلال الأسابيع القليلة الماضية توقعات أن يبقي البنك المركزي أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، وهو ما يضعف آفاق الطلب على النفط ومجموعة واسعة من السلع الاستهلاكية.
واردات الهند
وفي السياق، أظهرت بيانات شحن من مصادر تجارية وصناعية أن واردات الهند من النفط الخام من روسيا تراجعت في يوليو/تموز للمرة الأولى في تسعة أشهر، كما تراجعت الشحنات الواردة من السعودية إلى أدنى مستوى في عامين ونصف العام بعد تخفيضات الإنتاج من أوبك+.
وخفضت كل من الصين والهند، أكبر وثالث أكبر مستوردي النفط في العالم، الواردات من روسيا والسعودية في يوليو/ تموز بعد ارتفاع الأسعار وخفض البلدين إنتاج وشحنات النفط الخام.
وأعلنت السعودية خفضا طوعيا للإنتاج بمقدار مليون برميل يوميا أخرى من يوليو/ تموز إلى سبتمبر/ أيلول، كما أعلنت روسيا خفض الصادرات في أغسطس/آب بمقدار 500 ألف برميل يوميا، في إطار اتفاق بين أعضاء تحالف أوبك+ الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها للحد من الإمدادات ودعم الأسعار.
وأظهرت البيانات أن إجمالي واردات الهند انخفض أيضاً 5.2 بالمائة مقارنة بشهر يونيو/حزيران إلى 4.4 ملايين برميل يوميا في يوليو/تموز، إذ تم إغلاق العديد من محطات التكرير للصيانة خلال موسم الرياح الموسمية.
كما أظهرت البيانات أن واردات النفط من روسيا تراجعت 5.7 بالمائة إلى 1.85 مليون برميل يوميا وانخفضت الشحنات من السعودية 26 بالمئة إلى 470 ألف برميل يومياً. وتستورد الهند أكثر من 80 بالمئة من إجمالي احتياجاتها النفطية.
وبدأت المصافي الهندية التي تعمل على تنويع مصادر وارداتها النفطية لخفض التكاليف والتهافت على النفط الروسي مخفض السعر مع توقف بعض الشركات الغربية عن الشراء من موسكو بعد غزوها لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
وأظهرت البيانات أنه على الرغم من تراجع الواردات من السعودية، زادت واردات الهند من نفط دول أوبك في يوليو/ تموز إلى أعلى مستوى منذ مارس/ آذار مع زيادة الاستيراد من العراق والإمارات ونيجيريا.
(رويترز، العربي الجديد)