صحيح أنّ عالم الاقتصاد يهيمن عليه الرجال إلى حد كبير منذ زمن بعيد، لكن ثمة نساء اخترقن مواقع عديدة لها تأثير كبير في رسم السياسات الاقتصادية والمالية والنقدية على مستوى العالم.
من هؤلاء الأميركية جانيت يلين، التي اخترقت حاجزاً تلو الآخر. فبعدما شغلت منصب الرئيس الثاني لمجلس المستشارين الاقتصاديين في الولايات المتحدة، أصبحت أول امرأة تتولى رئاسة مجلس الاحتياطي الفدرالي (المصرف المركزي)، قبل أن تتبوأ اعتباراً من الثلاثاء الماضي، منصب أول وزيرة خزانة في تاريخ هذه الوزارة.
وفي النصف الثاني من العام 2020، أصبحت كريستيا فريلاند أول وزيرة مالية في كندا، كما تولت الفرنسية أوديل رينو باسو مقاليد "البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية".
وفي حين أنّ كريستين لاغارد، التي كانت مديرة "صندوق النقد الدولي" سابقاً، تشغل حالياً سنتها الثانية في رئاسة البنك المركزي الأوروبي، خلفتها كريستالينا جورجيفا في صندوق النقد، كما أن المرشحين النهائيين لقيادة "منظمة التجارة العالمية" هم من النساء.
ووفقاً لنتائج بحث أجرته شركة "ماكينزي"، وأوردته شبكة "بلومبيرغ" الأميركية، تمثل التداعيات الاقتصادية لانتشار جائحة كورونا تحدياً هائلاً لصانعي السياسات في جميع أنحاء العالم، إذ إن للوباء عواقب محددة وشديدة على النساء تحديداً، حيث إن وظائفهن معرضة للخطر بنسبة 19% أكثر من وظائف الرجال.
ومن المرجح أن تعمل النساء في الاقتصادات غير الرسمية الأكثر تضرراً من الفيروس، وفي الخطوط الأمامية، ولا سيما في تقديم الرعاية لأفراد الأسرة. وهذه فرضية صحيحة تحديداً في مجتمعات الأقليات والعاملين الشباب.
وتكافح العديد من النساء اللواتي استطعن الاحتفاظ بوظائفهن لتحقيق التوازن بين مطالب أسرهن وأرباب العمل. ففي الولايات المتحدة، يفكر نحو ثلث النساء اللواتي لديهن أطفال في ترك القوى العاملة أو تقليص حياتهن المهنية بسبب زيادة مسؤوليات رعاية الأطفال نتيجة العزل المنزلي، وفقاً لتقرير آخر صادر عن "ماكينزي" في العام 2020.
الأستاذ المساعد في جامعة "ميموريال" في نيوفاوندلاند بكندا، أليسون بيرن، قال لـ"بلومبيرغ": "لست متفائلاً... تتحمل النساء المسؤولية غالباً عن إدارة المدرسة الافتراضية لأطفالهن أو التعليم عن بعد، وهو ما سيعيق طبعاً فرصهن في مكان العمل. وسنرى آثار ذلك على المدى الطويل".
لكن مع ذلك، فإنّ بعض هذه الآثار طويلة المدى قد تؤدي أيضاً إلى إصلاحات، الحاجة ماسة إليها. فأجندة يلين تتضمن مزيداً من المساعدة للشركات الصغيرة والعاطلين من العمل.
كما قالت كريستيا فريلاند إنّ موازنة كندا للعام 2021 ستبت طموح الحكومة في بناء "رعاية أطفال ميسورة التكلفة وشاملة وعالية الجودة"، وفقاً لما نقلته "سي.بي.سي".
في السياق أيضاً، تفتح سياسات العمل من المنزل الجديدة في قطاع الخدمات التقنية المزدهر في الهند أبواباً جديدة لعمل النساء.