روسيا ستحظر بيع النفط للمشاركين في وضع سقف للأسعار

27 نوفمبر 2022
القيود الأوروبية تستهدف تحجيم النفط الروسي في الوصول إلى أسواق رئيسية (Getty)
+ الخط -

تعمل الحكومة الروسية على صياغة مرسوم تحظر بمقتضاه بيع النفط إلى المشاركين في فرض سقف سعري على الخام الروسي، سواء كانوا تجارا أو دولا أو شركات، ما يعمق من أزمة الطاقة ولا سيما في أوروبا التي تعاني من موجات تضخم تعصف بمختلف القطاعات الاقتصادية والمعيشية.

ونقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية عن مصدر وصفته بالمطّلع، أنّ الكرملين يعمل على صياغة المرسوم الذي سيمنع التعامل مع كل من الشركات والدول التي تنضم إلى آلية تحديد سقف الأسعار.

وتأتي التحركات الروسية بحجب النفط عن الدول التي تفرض قيودا على صادراتها في الوقت الذي يبذل الاتحاد الأوروبي جهداً حثيثاً من أجل الاتفاق بشأن صرامة سقف السعر. وما زال الدبلوماسيون الأوروبيون عالقين في المفاوضات بهذا الشأن، بعدما اقترحوا في السابق إطاراً بين 65 دولاراً و70 دولاراً للبرميل.

وترى بولندا ودول البلطيق أنّ هذا المستوى لسقف الأسعار يبالغ في سخائه مع روسيا، بينما قرر الدبلوماسيون، أول من أمس الجمعة، تأجيل المناقشة، حتى يوم غدٍ الإثنين.

وتستهدف القيود الأوروبية تحجيم النفط الروسي في الوصول إلى أسواق رئيسية إذ تستهدف هذه السياسة في الواقع، مستهلكين رئيسيين، مثل الهند التي لن تتمكن من الوصول إلى التأمين الغربي وخدمات الشحن الأخرى إذا دفعت أكثر من السعر المحدد للخام الروسي.

لكنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والعديد من المسؤولين الآخرين قد أكدوا في مناسبات عدة، أن روسيا لن تزود بالطاقة أولئك الذين سينضمون إلى سقف الأسعار. كما قال نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، الأسبوع الماضي، إن بلاده ستعيد توجيه إمداداتها النفطية إلى "شركاء موجهين نحو السوق"، أو تُخفض الإنتاج.

وكانت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، قد اقترحت الحد الأقصى لسعر النفط الروسي مع حلفاء مجموعة السبع الآخرين، كوسيلة للحد من أرباح روسيا مع الحفاظ على تدفق النفط إلى الاقتصاد العالمي. ويهدف المقترح إلى الإضرار بمالية موسكو، مع تجنب ارتفاع حاد في أسعار النفط إذا جرى إخراج النفط الروسي فجأة من السوق العالمية.

ويستخدم الغرب آلية التأمين على النفط من أجل الضغط لإرساء سقف للأسعار، إذ لن تتمكن شركات التأمين والشركات الأخرى اللازمة لشحن النفط من التعامل مع الخام الروسي، إذا جرى تسعير النفط بالسقف الأقصى.

وتقع معظم شركات التأمين في الاتحاد الأوروبي أو المملكة المتحدة، وقد تُطلب منها المشاركة في الحد الأقصى. ومن دون تأمين، قد يحجم أصحاب الناقلات عن التعامل مع النفط الروسي ويواجهون عقبات في تسليمه.

وروسيا، ثاني أكبر منتج للنفط في العالم، حولت بالفعل الكثير من إمداداتها إلى الهند والصين ودول آسيوية أخرى بأسعار مخفضة، بعدما تجنبها العملاء الغربيون حتى قبل حظر الاتحاد الأوروبي.

وتأتي مفاوضات سقف الأسعار قبل اجتماع لتحالف "أوبك+" سيُعقد في أوائل ديسمبر/ كانون الأول المقبل. وقد اجتمع وزيرا الطاقة في السعودية والعراق، يوم الخميس الماضي، وقالا إنّ التحالف قد يتخذ إجراءات أخرى عند الضرورة بهدف تحقيق الاستقرار في سوق النفط.

المساهمون