روسيا تهدد شرياناً اقتصادياً سورياً: معبر "باب الهوى" في وجه العاصفة

24 يونيو 2021
شاحنات عند معبر باب الهوى (Getty)
+ الخط -

قفز معبر "باب الهوى" الحدودي مع الجانب التركي إلى واجهة الحدث السوري مع اقتراب موعد اجتماعات مجلس الأمن الدولي، والمتوقع أن تجرى في 10 يوليو/تموز المقبل، من أجل تمديد العمل بآليات دولية لإدخال مساعدات إلى الشمال الغربي من سورية، والتي تنتهي قريباً.

وحتى اللحظة، ترفض روسيا التمديد لهذه الآلية المعمول بها منذ عام 2014، لأنها تعد "انتهاكاً لسيادة النظام"، وفق التصور الروسي، ما يعني قطع الشريان الاقتصادي الأهم للشمال الغربي من سورية والخاضع لسيطرة فصائل المعارضة السورية، وهو ما تحذّر جهات إغاثية من نتائجه الكارثية.

ويقع هذا المعبر إلى الشمال الشرقي من مدينة إدلب بنحو 33 كيلومتراً، ويتبع إداريا لهذه المحافظة، وهو البوابة السورية الأكبر مع الجانب التركي، حيث يقابله معبر "جلفاغوزو" التابع لولاية هاتاي التركية.

ووفق مصدر في المعبر، تدير "باب الهوى" إدارة مدنية مستقلة معنية بحركة العبور والمواد التجارية والإغاثية من تركيا وإليها، مشيرا إلى أن المعبر يضم العديد من الإدارات، منها: قسم الهجرة والجوازات، أمانة الجمارك، قسم الحراسات والمرور، وقسم الإشراف الفني.

وكان هذا المعبر قبل عام 2011 شريان النقل البري بين أوروبا وسورية والأردن والخليج العربي. واعتمدت الأمم المتحدة معبر باب الهوى لإدخال المساعدات الدولية لملايين السوريين، وجلهم نازحون، في الشمال الغربي من سورية الذي يضم محافظة إدلب ومحيطها.

واعتبر فريق "منسقو استجابة سورية"، معبر باب الهوى، "الشريان الوحيد للشمال السوري"، مشيراً، في بيان، إلى أنه "في حال عدم تجديد آلية التفويض بدخول المساعدات الإنسانية، ستشهد المنطقة انهياراً كاملاً في النواحي الإنسانية والاقتصادية".

وبحسب الفريق، فإن عدم التجديد يؤدي إلى "ارتفاع معدلات البطالة خلال المرحلة الأولى بنسبة 40 في المائة، والمرحلة الثانية بنسبة 20 في المائة"، و"ارتفاع أسعار المواد والسلع الأساسية بنسب متفاوتة، أبرزها المواد الغذائية بنسبة 300 في المائة، والمواد غير الغذائية بنسبة 200 في المائة. أما مادة الخبز فستسجل ارتفاعاً بنسبة 400 في المائة".

وأوضح، في بيان، أن لعدم التجديد آثاراً أخرى، منها "انخفاض ملحوظ في الموارد المتاحة ضمن الشمال السوري، وعدم قدرة الموارد الحالية على تلبية احتياجات المنطقة، حيث لن تستطيع الحركة التجارية تأمين النقص الحاصل، خاصةً مع عدم قدرة عشرات الآلاف من المدنيين على تأمين احتياجاتهم اليومية".

وكانت الدول المانحة جمعت، خلال اجتماعات النسخة الخامسة من "مؤتمر بروكسل من أجل سورية" التي عقدت أواخر مارس/آذار الماضي، نحو 6.6 مليارات دولار أميركي لعامي 2021 و2022، لمساعدة اللاجئين والنازحين السوريين في قطاعات مختلفة، في مقدمتها الصحة والتعليم والإغاثة الإنسانية.

وسيكون جزء كبير من هذه المخصصات، ضمن المساعدات الإنسانية الأممية عبر الحدود، والمهددة بتعطيل آلية التجديد لها من خلال روسيا في مجلس الأمن. وبيّن مناف قومان، وهو باحث اقتصادي في "مركز عمران للدراسات"، في حديث مع "العربي الجديد"، أن معبر "باب الهوى" الحدودي مع تركيا "منفذ تجاري وإنساني، بات خلال السنوات الماضية أحد الأحجار الأساسية في اقتصاد المنطقة، فهو شريان رئيس تمر عبره المساعدات الإغاثية الآتية إلى الشمال السوري".

وأوضح أن "التجارة البينية بين الشمال وتركيا بلغت نحو مليار ونصف المليار دولار، خلال العام الفائت، بين استيراد وتصدير"، مضيفا أن جزءاً كبيراً من هذه التجارة يأتي من خلال معبر باب الهوى، الذي بات بمثابة بوابة بين مناطق المعارضة السورية في الشمال إلى تركيا ومنها إلى العالم الخارجي، وشريانا حيويا يمد المنطقة بالمساعدات الإغاثية الدولية.

كما بيّن قومان أنه "بين 2014 و2020 عبرت حوالي 37.7 ألف شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سورية، نحو 85 في المائة من تلك الشاحنات دخلت عبر باب الهوى". وتابع بالقول: "في 2020 وحدها دخلت 12 ألف شاحنة محملة مواد غذائية وسلعاً مرسلة من برنامج الغذاء العالمي، إلى المنطقة".

وأضاف أن مصير ملايين السكان يعتمد على الشاحنات المحمّلة بالمياه وسلل الغذاء والنظافة والسلع وغيرها. وأشار إلى أن عدم تجديد آلية إدخال المساعدات الدولية في حال استخدام الجانب الروسي حق النقض (الفيتو) الشهر القادم في مجلس الأمن الدولي "قد يعرّض نحو 3 ملايين نسمة يعتمدون على تلك المساعدات إلى أزمات إنسانية متعددة الأشكال".

المساهمون