القوات الروسية تنتزع السيطرة على حقل غاز في البادية السورية من المليشيات الإيرانية

13 مارس 2021
السيطرة في إطار تقاسم النفوذ والمصالح بين الجانبين في سورية(فرانس برس)
+ الخط -

سيطرت قوات روسية على حقل غاز رئيسي في البادية السورية بعد إبعاد المليشيات الإيرانية عنه، وذلك في إطار تقاسم النفوذ والمصالح بين الجانبين الروسي والإيراني في سورية.
وذكر موقع "عين الفرات" المحلي أن رتلا عسكريا روسيا مكونا من 7 عربات عسكرية إلى جانب 3 ناقلات جنود على متنها عناصر من الفيلق الخامس المدعوم من روسيا دخل شركة حقل "توينان" للغاز صباح أمس الجمعة في البادية الشرقية الواقعة عند الحدود الإدارية بين محافظتي حمص والرقة.
وحسب المصدر، فإن المليشيات الإيرانية كانت تسيطر على الشركة، وعملت على إخلائها لصالح القوات الروسية، دون توضيح الأسباب.
ويشرف على حقل توينان الغازي الواقع على بعد 80 كلم جنوب غرب الطبقة بريف الرقة، عند الحدود الشمالية الشرقية لبادية حمص شركة "هيسكو" لصاحبها رجل الأعمال السوري جورج حسواني الذي يحمل أيضا الجنسية الروسية.
وينتج معمل الغاز في حقل توينان نحو 3 ملايين متر مكعب من الغاز النظيف يومياً و60 طناً من الغاز المنزلي، وألفي برميل من المكثفات، بحسب التقارير الاقتصادية.
جدير بالذكر أن حقل يتوينان الغازي كان افتتح في بداية العام 2008. ويتألف من أربع محطاتٍ تقوم بمعالجة الغاز وتحسين مواصفاته، وتفصل الغاز المنزلي عن الغاز النظيف الذي يستخدم كوقود تشغيل لمحطات توليد الطاقة الكهربائية. 
وتتبع للمشروع تسعة حقول. ويتجاوز عدد الموظفين في موقع المشروع 450 موظفاً، خمسون منهم يمثلون الشركة السورية للغاز، فيما يتبع الأربعمائة الباقون لشركة هيسكو لصاحبها جورج حسواني المتحدر من مدينة يبرود والذي يرتبط بصداقةٍ وطيدة مع رئيس النظام بشار الأسد وآخرين من عائلته، مما أتاح له قدراً كبيراً من النفوذ استعمله للفوز بعقود كبيرة في مشاريع النفط والغاز، مثل غاز توينان ومشروع إنشاء خط الغاز العربي، وغيرها.

ويتمتع حسواني أيضاً بصلات وثيقة مع الأوساط الاقتصادية والسياسية العليا في روسيا، جعلت منه رجل روسيا النفطي المفضل في سورية، حيث دخل في شراكات عمل مع شركة "ستوري ترانس غاز" الروسية في كل من العراق والجزائر والإمارات والسودان.  
وبفضل صداقته مع الأسد، تمكن حسواني من الحصول على تعويضات كبيرة من وزارة النفط السورية عن التجهيزات والآليات التي تعرضت للنهب والتخريب، دفعتها الوزارة بموجب بند التأمينات في العقد الموقع بين الطرفين، بعد خروج موقع المشروع عن سيطرة النظام مطلع 2013 لصالح فصائل المعارضة السورية، قبل أن يقع بيد تنظيم "داعش" عام 2014، الى أن تمكنت قوات النظام من استعادته عام 2017.
وخلال سيطرة الفصائل و"داعش" على الحقل، تواصل العمل فيه من جانب موظفي النظام السوري وشركة "هيسكو" مقابل تقاسم الإنتاج بين الجهة المسيطرة والنظام.
وتعمل القوات الروسية والمليشيات الإيرانية على تقاسم مناطق النفوذ وإعادة رسم خارطة السيطرة بمناطق البادية التابعة لريفي الرقة وحمص، حيث أخلت القوات الروسية مطار "التيفور" لصالح المليشيات الإيرانية، بينما أخلت الأخيرة مطار تدمر العسكري لصالح القوات الروسية.
وكانت روسيا سيطرت على حقلي "التيم" و"الورد" النفطيين بدير الزور، منذ الصيف الماضي، في حين استولت المليشيات الإيرانية على حقلي "الحسيان" و"الحمار" بريف البوكمال منذ العام 2017. وتكتسب حقول دير الزور الأهمية الكبرى بإنتاج كان يصل إلى حوالي 400 ألف برميل يوميا.
أما النظام السوري، فهو يسيطر على حقول غاز في المنطقة الوسطى بحمص وحماه والبادية السورية.

المساهمون