دعت روسيا للمزيد من التعاون مع إيران لإكمال ممر "شمال-جنوب" الدولي الذي سيختصر مسافة وتكاليف نقل السلع والبضائع من آسيا إلى شمال أوروبا.
واعتبرت رئيسة مركز الصادرات الروسية فيرونيكا نيكيشينا خلال اللقاء مع السفير الإيراني لدى موسكو كاظم جلالي الجمعة ونشرته وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" اليوم السبت، أن ممر "شمال-جنوب" مهم للازدهار الاقتصادي للبلدين والمنطقة، وقالت إن هنالك حاجة ملحة لهذا الممر الممتد من أوروبا إلى الهند.
كما دعت المسؤولة الروسية، إلى إنشاء الخط السككي "رشت –آستارا" لإكمال الممر، مشيرة إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين يؤكد على تدشين الممرات الدولية خاصة في مسار "شمال-جنوب".
من جانبه، قال السفير الإيراني إن إكمال ممر "شمال-جنوب" يعد إحدى أهم القضايا التي تابعها مع المسؤولين الروس والإيرانيين خلال العام الأخير.
وأضاف أنه تم إرسال شحنة ورق من فنلندا إلى الهند عبر ممر شمال- جنوب الشهر الماضي، وذلك بواسطة شاحنات من آستارا (على بحر قزوين) إلى رشت (شمال غربي إيران)، ثم من رشت إلى جنوب البلاد بالقطار، ثم بحرا إلى الهند.
وأوضح أنه تم الاتفاق على الاستمرار بارسال مثل هذه الشحنات من السلع عن طريق الشاحنات والقطار، على أن تكون شحنتين شهريا وبعد 3 أشهر شحنة أو شحنتين أسبوعيا.
وفي السياق، اقترحت الهند أول من أمس الخميس، تشغيل ميناء جابهار جنوب شرق إيران ضمن مشروع ممر "شمال - جنوب".
وأعلنت وزارة الخارجية الهندية أن اجتماع عمل رباعيا يضم إيران وأوزبكستان والهند وأفغانستان سيعقد على الأرجح نهاية العام الجاري للبحث في مجال الاستثمارات والتعاون المشترك في ميناء جابهار (جنوب شرق ايران).
و"ممر شمال - جنوب" مشروع نقل دولي عملاق، طُرح خلال قمة الاتحاد الأوروبي في هلسنكي سنة 1992 كالممر التاسع من ضمن عشرة ممرات، ثم وقعت الدول الثلاث، إيران والهند وروسيا، عام 2000 على الوثيقة الأولى لإنشائه في سانت بطرسبرغ الروسية.
وعام 2016، التحقت دول أخرى بالمشروع، هي: سلطنة عمان، تركيا، كازاخستان، أرمينيا، قرغيزستان، طاجيكستان، بيلاروسيا، أوكرانيا، سورية، وبلغاريا، إلى جانب الدول المؤسسة الثلاث.
ويتكون "ممر شمال - جنوب" من شبكة خطوط بحرية وبرية وسكك حديدية يبلغ طولها 7200 كيلومتر، ويبدأ من بومباي بالهند ليربط المحيط الهندي ومنطقة الخليج مع بحر قزوين مروراً بإيران، ثم يتوجه إلى سان بطرسبرغ الروسية، ومنها إلى شمال أوروبا وصولا إلى العاصمة الفنلندية هلسنكي.
ويعتبر هذا المشروع أحد أرخص الطرق الرابطة بين قارتي آسيا وأوروبا، وبذلك ينافس قناة السويس، حيث تتقلص تكاليف النقل عبره بمقدار 2500 دولار مقابل كل 15 طنًا، هذا فضلا عن أن ذلك يستغرق 14 يومًا فقط، في مقابل 40 يومًا عبر طريق قناة السويس، حسب البيانات الإيرانية.