روسيا تتفوق على الولايات المتحدة في تزويد أوروبا بالغاز الطبيعي في مايو

16 يونيو 2024
احتجاجات أوكرانية في بلجيكا على استيراد الغاز من روسيا - بروكسل 12 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في مايو، تجاوزت واردات أوروبا من الغاز الروسي الإمدادات الأمريكية لأول مرة منذ عامين، على الرغم من جهود الاتحاد الأوروبي لتقليل الاعتماد على روسيا بعد غزو أوكرانيا.
- الغاز الروسي شكل 15% من إمدادات الاتحاد الأوروبي مقابل 14% للغاز الأمريكي، بسبب ظروف استثنائية مثل انقطاع التيار في منشأة أمريكية وزيادة الشحنات الروسية عبر تركيا.
- التوقعات تشير إلى تغير محتمل في مصادر الغاز مع تقليل روسيا شحناتها لأوروبا وزيادة إنتاج الغاز الأمريكي، بينما يعزز الاتحاد الأوروبي جهوده لتنويع مصادر الطاقة والاستعداد لتحديات سوق الغاز.

تجاوزت واردات أوروبا من الغاز الطبيعي من روسيا الإمدادات المقدمة للقارة العجوز من الولايات المتحدة في شهر مايو وللمرة الأولى منذ ما يقرب من عامين، على الرغم من الجهود التي بذلتها المنطقة لإبعاد موسكو عن تزويد أوروبا بالغاز بعد الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، وفقاً لما نقلته صحيفة فاينانشال تايمز اليوم الأحد.

ورغم تسبب عوامل استثنائية في هذا التراجع بعد فترة شهدت قطع أغلب الإمدادات الروسية، إلا أن البيانات الأخيرة تسلط الضوء على صعوبة منع تزويد أوروبا بالغاز القادم من روسيا، كون العديد من دول أوروبا الشرقية مستمرة في الاعتماد على استيراده من الجارة الكبرى.

وقال توم مارزيك مانسر، رئيس قسم تحليلات الغاز في شركة ICIS للاستشارات: "من المثير للدهشة أن نرى الحصة السوقية للغاز الروسي أعلى في تزويد أوروبا بالغاز بعد كل ما مررنا به، وكل الجهود المبذولة لوقف إمدادات الطاقة من روسيا والتخلص من مخاطرها".

تزويد أوروبا بالغاز الروسي

وفي أعقاب الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، خفضت موسكو تزويد أوروبا بالغاز عبر خطوط الأنابيب، وكثفت المنطقة وارداتها من الغاز الطبيعي المسال، الذي يتم شحنه على متن سفن متخصصة، مع دخول الولايات المتحدة مزودا رئيسيا لشحنات الغاز إلى القارة الأوروبية. وتفوقت الولايات المتحدة على روسيا موردا للغاز إلى أوروبا اعتباراً من سبتمبر/أيلول 2022، وأصبحت منذ عام 2023 توفّر نحو خمس إمدادات المنطقة.

ولكن الشهر الماضي، شكلت شحنات الغاز والغاز الطبيعي المسال عبر الأنابيب الروسية 15% من إجمالي الإمدادات إلى الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وسويسرا وصربيا والبوسنة والهرسك ومقدونيا الشمالية، وفقا لبيانات من ICIS. وأظهرت بيانات ICIS أن الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة يشكل 14% من الإمدادات إلى المنطقة، وهو أدنى مستوى له منذ أغسطس/آب 2022.

ويأتي هذا التراجع وسط ارتفاع عام في الواردات الأوروبية من الغاز الطبيعي المسال الروسي على الرغم من ضغط العديد من دول الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات عليها. وتوقفت روسيا في منتصف عام 2022 عن إرسال الغاز عبر خطوط الأنابيب التي تربطها بشمال غرب أوروبا، لكنها تواصل تقديم الإمدادات عبر خطوط الأنابيب المارة بأوكرانيا وتركيا.

وتأثرت التدفقات في مايو/أيار بعوامل استثنائية، تشمل انقطاع التيار الكهربائي في منشأة أميركية رئيسية لتصدير الغاز الطبيعي المسال، في حين أرسلت روسيا المزيد من الغاز عبر تركيا قبل الصيانة المخطط لها في يونيو/حزيران. ولا يزال الطلب على الغاز في أوروبا ضعيفا نسبيا، حيث تقترب مستويات التخزين من مستويات قياسية في هذا الوقت من العام.

وقال مارزيك مانسر، من شركة ICIS، لصحيفة فاينانشال تايمز إن هذا الانعكاس "من غير المرجح أن يستمر"، حيث ستتمكن روسيا في الصيف من شحن الغاز الطبيعي المسال إلى آسيا عبر طريق بحر الشمال. وأضاف أنه من المرجح أن يؤدي ذلك إلى خفض الكمية المرسلة إلى أوروبا، في حين ارتفع إنتاج الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة مرة أخرى.

وأضاف: "تتمتع روسيا بمرونة محدودة للاحتفاظ بهذه الحصة في أوروبا مع ارتفاع الطلب على الغاز في الشتاء المقبل، في حين أن إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة ينمو فقط مع وصول المزيد من القدرات الجديدة إلى السوق العالمية بحلول نهاية العام".

وتنتهي اتفاقية العبور بين أوكرانيا وروسيا هذا العام، مما يعرض التدفقات عبر الطريق المار بأوكرانيا للخطر. وتدعم المفوضية الأوروبية الجهود الرامية إلى وضع خطة استثمارية لتوسيع قدرة خطوط الأنابيب في ممر الغاز الجنوبي بين الاتحاد الأوروبي وأذربيجان.

وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي إن الإمدادات عبر الطريق ليست كافية لاستبدال 14 مليار متر مكعب من الغاز الروسي الذي يتدفق حاليًا عبر أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي كل عام. وقالت مفوضة الطاقة بالاتحاد الأوروبي قدري سيمسون إنها نبهت لمخاوف بشأن تحويل الغاز الطبيعي المسال من أوروبا لتلبية الطلب في آسيا خلال رحلة إلى اليابان هذا الشهر.

وقالت إن طوكيو وبروكسل أنشأتا "نظام إنذار مبكر" لمراقبة نقص الغاز الطبيعي المسال، واتفقتا على ضرورة اتباع كل منهما لإجراءات توفير الطاقة. وأضافت: "الاتحاد الأوروبي مستعد لمواجهة أي أحداث سلبية في العرض أو الطلب في أسواق الغاز العالمية. لا يزال تخزين الغاز لدينا عند مستويات عالية قياسية، واستقر طلبنا على الغاز عند مستويات منخفضة قياسية، بانخفاض 20% مقارنة بعام 2021".

المساهمون