روسيا تتراجع: سداد مبيعات الغاز بالروبل لن يبدأ غداً.. والقائمة ستتسع

تراجعت روسيا عن قرارها القاضي بأن تكون عملة سداد مبيعات صفقات الغاز للدول غير الصديقة هي الروبل بدلا من الدولار أو اليورو وذلك بدءا من الغد 31 مارس. 

وقال الكرملين يوم الأربعاء إن روسيا لن تطالب على الفور المشترين بدفع ثمن صادراتها من الغاز بالروبل، ووعد بتحول تدريجي، وقال إن على روسيا العمل على فكرة توسيع قائمة صادراتها التي تتطلب دفع الروبل.

وكان فياتشيسلاف فولودين، رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) قد اقترح اليوم الأربعاء أن تبيع روسيا النفط والحبوب والمعادن والأسمدة والفحم والأخشاب بالعملة المحلية الروبل في الأسواق العالمية، حيث إن ذلك سيكون مربحاً لروسيا.

وأصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمراً بتحصيل ثمن الغاز الطبيعي الذي يمثل 40٪ من الاحتياجات الأوروبية، بالروبل بدلاً من الدولار أو اليورو.

ومن المقرر أن تقدم الحكومة والبنك المركزي وغازبروم مقترحات لتبديل عملات عقود الغاز يوم الخميس. ورداً على سؤال عمّا إذا كان ينبغي أن تكون المدفوعات بالروبل ابتداءً من يوم الخميس، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "لا على الإطلاق".

وشرح قائلاً: "كما ناقشنا من قبل، المدفوعات والتسليم عملية تستغرق وقتاً طويلاً... هذا لا يعني أنه يجب دفع رسوم التوصيل في الغد بالروبل. من وجهة نظر تكنولوجية، هذه عملية طويلة الأمد".

وستصبح الدول مضطرة إلى شراء الروبل لتدفع ثمن الشحنات، وإلا فستتعطل الإمدادات، إذ إن الدول الغربية ترفض حتى الآن السماح بتغيير عملة السداد.

وكانت المدفوعات باليورو تشكل 58% من صادرات غازبروم الروسية قبل قرار الدفع بالروبل، بينما تشكل المدفوعات بالدولار 39%، فيما تمثل المدفوعات بالجنيه الإسترليني نحو 3%.

وفي وقت سابق صرح مسؤول فرنسي بأن الرئيس إيمانويل ماكرون أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعدم إمكانية استخدام الشركات الغربية للروبل لمدفوعات الغاز الروسي. 

وبحسب ما ذكرته وكالة "رويترز"، أكد المسؤول الرئاسي الفرنسي للصحافيين أن باريس تعارض بشدة طلب روسيا بشأن الدفع بالروبل، وذلك بعد أن طالبت موسكو بتبديل مدفوعات عقود الغاز إلى الروبل، ما أثار المخاوف حول نقص إمدادات الطاقة العالمية. 

وأكد وزير الاقتصاد وحماية المناخ الألماني "روبرت هابيك" يوم الإثنين أن وزراء الطاقة من مجموعة الدول الصناعية السبع يرفضون مطالب بوتين بأن تدفع الدول غير الصديقة مقابل الغاز الروسي بالروبل.

 

وبموازاة ذلك، قال وزير الاقتصاد الألماني اليوم الأربعاء إنه أطلق مستوى "إنذار مبكر" في ما يتعلق بإمدادات الغاز، وسط استمرار مطالبة روسيا بالدفع بالروبل.

وقال روبرت هابيك للصحافيين إن هذا المستوى هو الأول من بين ثلاثة مستويات تحذيرية، وسيترتب عليه تشكيل فريق أزمة في وزارته لتشديد مراقبة وضع إمدادات الغاز.

واضاف هابيك أنه اتخذ هذا الإجراء بعد أن أشارت موسكو إلى أنها ستقر مشروع قانون يطالب بدفع ثمن الإمدادات بالروبل على الرغم من رفض مجموعة الدول الصناعية السبع لهذه المطالب يوم الاثنين. وقال إن مخازن الغاز في ألمانيا مملوءة حالياً بنحو 25 بالمائة من طاقتها.

بدوره، قال رئيس وزراء بولندا، ماتيوش مورافيتسكي، إن بلاده ستتخذ خطوات لإنهاء واردات النفط الروسية بحلول نهاية عام 2022. أضاف مورافيتسكي اليوم الأربعاء أن بولندا قد خفضت بالفعل اعتمادها إلى حد كبير على النفط الروسي.

وصرّح في مؤتمر صحافي بأن بولندا تطلق أكثر خطة راديكالية بين الدول الأوروبية للتخلص من مصادر الطاقة الروسية.

وأكدت بولندا الثلاثاء أنها ستحظر واردات الفحم الروسي. وقال مورافيتسكي إنه يتوقع خفض واردات الغاز في مايو/أيار، ودعا الدول الأوروبية الأخرى إلى أن تحذو حذوها. وتقول بولندا إن أموال صادرات النفط والغاز تغذي آلة الحرب الروسية، وإن ذلك يجب أن يتوقف.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)