روسيا تتخلف عن سداد الديون الخارجية.. والكرملين ينفي

27 يونيو 2022
مجموعة السبع ستلتزم بمجموعة جديدة من الإجراءات لزيادة الضغط على روسيا (فرانس برس)
+ الخط -

تخلفت روسيا لأول مرة منذ قرن تقريبا عن سداد ديونها بالعملات الأجنبية، في الوقت الذي نفى فيه الكرملين أن يكون التخلف لأسباب اقتصادية، عازيا ذلك للعقوبات الغربية المفروضة.

وفي نهاية يوم أمس الأحد، انتهت فترة السماح على حوالي 100 مليون دولار من مدفوعات الفائدة المستحقة في 27 مايو/ أيار، وهو موعد نهائي يعتبر حدثًا للتخلف عن السداد إذا فاته.

وخلال الأزمة المالية الروسية وانهيار الروبل في عام 1998، تخلفت حكومة الرئيس بوريس يلتسين عن سداد 40 مليار دولار من ديونها المحلية، بينما أعلنت تجميدًا للديون الخارجية، في حين كانت آخر مرة سقطت فيها روسيا في حالة تخلف عن السداد أمام دائنيها الأجانب منذ أكثر من قرن مضى، عندما تنكر البلاشفة في عهد فلاديمير لينين في عام 1918 لعبء الديون المذهل في حقبة القيصر.

وقال حسن مالك، كبير المحللين السياديين في "لوميس سايلز آند كومباني إل بي"، لوكالة بلومبيرغ اليوم الاثنين، إنه "أمر نادر للغاية، حيث يتم إجبار حكومة لديها الأموال من قبل حكومة خارجية للتخلف عن السداد"، مضيفا أنها "ستكون واحدة من أكبر حالات التخلف عن السداد في التاريخ". بينما أكد تاكاهيد كيوشي، الاقتصادي في معهد نومورا للأبحاث في طوكيو، أن "معظم حاملي السندات سيحافظون على نهج الانتظار والترقب".

الكرملين ينفي

من جانبه، أكد الكرملين الاثنين أنه "لا أساس" للقول إن روسيا تخلّفت عن سداد ديونها السيادية بالعملات الأجنبية، في وقت يفرض الغرب عقوبات على روسيا على خلفية غزوها لأوكرانيا.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين، وفقا لوكالة "رويترز"، إنه "لا أساس لوصف هذا الوضع بأنه تخلّف عن السداد".

وأعلنت روسيا الأسبوع الماضي أنها ستتحول إلى خدمة ديونها السيادية المستحقة البالغة 40 مليار دولار بالروبل، منتقدة حالة "القوة القاهرة" التي قالت إن الغرب صنعها بشكل مصطنع.

حسن مالك: أمر نادر للغاية، حيث يتم إجبار حكومة لديها الأموال من قبل حكومة خارجية للتخلف عن السداد (..) ستكون واحدة من أكبر حالات التخلف عن السداد في التاريخ

وقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوائح جديدة تنص على الوفاء بالتزامات روسيا بشأن سندات العملات الأجنبية بمجرد تحويل المبلغ المناسب بالروبل إلى وكيل الدفع المحلي.

وسددت وزارة المالية مدفوعات الفوائد الأخيرة، بما يعادل نحو 400 مليون دولار، بموجب تلك القواعد يومي الخميس والجمعة.

ومع ذلك، لا تحتوي أي من السندات الأساسية على شروط تسمح بالتسوية بالعملة المحلية، وحتى الآن ليس من الواضح ما إذا كان المستثمرون سيستخدمون الأداة الجديدة، وما إذا كانت العقوبات الحالية ستسمح لهم حتى بإعادة الأموال.

ورفض وزير المالية أنطون سيلوانوف وصف الوضع بأنه تخلف عن السداد، مؤكدا يوم الخميس أنه "مهزلة"، وكرر أن البلاد لديها الوسائل والإرادة للدفع.

وقال سيلوانوف: "يمكن لأي شخص أن يعلن ما يحلو له (..) لكن أي شخص يفهم ما يجري يعرف أن هذا ليس تقصيرًا بأي حال من الأحوال".

بينما رد مالك على التصريحات الروسية، بأن العقوبات هي سبب عدم سداد المدفوعات، قائلا إن "القضية الأوسع هي أن العقوبات كانت بحد ذاتها رد فعل على عمل من جانب الكيان ذي السيادة"، في إشارة إلى غزو أوكرانيا، و"أعتقد أن التاريخ سيحكم على هذا".

مجموعة السبع تشدد العقوبات

وقال مسؤول أميركي كبير، اليوم الإثنين في تصريحات للصحافيين، إن مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى ستلتزم، غدا الثلاثاء، بمجموعة جديدة من الإجراءات المنسقة التي تهدف إلى زيادة الضغط على روسيا، بسبب حربها في أوكرانيا، في حين تضع المجموعة اللمسات الأخيرة على اتفاق لوضع حد أقصى لسعر النفط الروسي.

وقال البيت الأبيض، في بيان، إن زعماء مجموعة السبع سيتعهدون بـ"التزام أمني طويل الأمد غير مسبوق لتقديم الدعم المالي والإنساني والعسكري والدبلوماسي لأوكرانيا بقدر ما تتطلب الحاجة"، بما في ذلك تقديم الأسلحة الحديثة في الوقت المناسب.

وشدد المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، على أن مجموعة السبع ستنسق في ما بينها "لاستخدام الضرائب الجمركية على المنتجات الروسية، بغية مساعدة أوكرانيا".

وأعلنت دول مجموعة السبع (فرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان) في اليوم الأول من قمتها أمس الأحد، عزمها حظر واردات الذهب الروسي، المستبعد من أسواق لندن، المركز المالي المهم لتجارة المواد الأولية.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن "هذه الإجراءات ستضرب بشكل مباشر أثرياء السلطة الروس، وتستهدف قلب آلة بوتين الحربية".

المساهمون