يشكو أهالي منطقة أعزاز، في ريف حلب في سورية، من مخاوف فقدانهم رغيف خبزهم، الذي تحول في ظل ازدياد مستوى الفقر إلى المادة الرئيسية في وجباتهم اليومية. وقرر المجلس المحلي أخيراً خفض زنة ربطة الخبز من 800 غرام إلى 500 غرام، في حين تم الإبقاء على سعرها البالغ ليرة تركية واحدة، الأمر الذي زاد من الأعباء المعيشية اليومية.
ويعيش في أعزاز نحو 200 ألف شخص، منهم حوالى 145 ألف نازح من مناطق سورية مختلفة، يعاني معظمهم من أوضاع إنسانية غاية في الصعوبة، جراء ضعف الأجور وقلة فرص العمل وارتفاع الأسعار.
وقد تضاعفت الكلفة المادية التي كان يرصدها حسام جابر (57 عاما)، للحصول على خبز يومه، كما قال في حديثه مع "العربي الجديد"، مضيفا "نحن نعتمد على الخبز بشكل شبه دائم، فهو من أرخص المواد الغذائية التي يمكن لها أن تسد رمقنا، أما اليوم حتى هذه المادة تتعرض للتلاعب بالوزن والسعر".
وأضاف "نحن في الأسرة 6 أشخاص بالغون، على الوجبة يريد الواحد منا رغيف خبز على الأقل، لذلك كنت أشتري ربطتي خبز، اليوم بعد تخفيض وزن الربطة أصبحت بحاجة إلى أربع ربطات خبز، أي أربع ليرات يوميا، في حين يوميتي 20 ليرة تركية، فكيف سأستطيع تأمين بقية احتياجاتي اليومية إذا كان جزء كبير من أجري يذهب ثمناً للخبز، وهو الأقل كلفة بالنسبة للاحتياجات الأخرى؟".
من جانبه، قال المواطن نادر مرعنازي، في حديث مع "العربي الجديد": "قد تكون ميزة أعزاز منذ عام 2012، أن الخبز متوفر كمادة ضمن الأفران والأسواق، إلا أن انخفاض القيمة الشرائية لليرة التركية اليوم، وهي العملة المتداولة في المنطقة، وانخفاض قيمة صرفها أمام الدولار أثر على مسألة الدعم المقدم للطحين، وبالتالي توقف الدعم لإعادة تقييمه".
وأضاف "بالمقابل الأهالي، وخاصة النازحين، يعيشون في ظل أوضاع إنسانية مأساوية"، مبينا أن "غالبية الأهالي يتسلمون أجورهم بالليرة التركية التي بدأت تفقد قيمتها الشرائية، وبالتالي أصبحت الأسعار ترتفع، في حين أن العجز عن تأمين الطعام اليومي لغالبية الأسر في المنطقة يزداد".
بدوره، قال عضو المكتب الإعلامي في المجلس المحلي لمدينة أعزاز، في حديث مع "العربي الجديد": "كان مجلس أعزاز يقدم عبر فرنين للخبز، خبزا مدعوما، هو عبارة عن 11 رغيفا بوزن 800 غرام بسعر ليرة تركية واحدة، وكان الدعم المقدم عبر منظمة تركية تدعم الخبز والطحين، لكن بعدما توقف الدعم أخيرا، ووسط عدم قدرة المجلس على تحمل تقديم الدعم لأكثر من 15 يوما جراء الكلفة الكبيرة، قرر المجلس تخفيض وزن الربطة إلى 500 غرام، على أمل أن يكون توقف الدعم أمرا مؤقتا وأن يعود بأقرب وقت ممكن".
وبين أن "الخبز سلعة أساسية في النظام الغذائي لأهالي أعزاز وللبلد ككل، وفي ظل الوضع الإنساني الصعب، بكل تأكيد ارتفاع كلفة مادة الخبز سيؤثر على الوضع المعيشي للأهالي"، مبينا أن "الكلفة تضاعفت عقب رفع الدعم، بسبب ارتفاع أسعار الطحين". وحول أسباب توقف الدعم، أعرب عن اعتقاده بأن تكون الأسباب "إما بسبب الجردة السنوية أو ما شابه ذلك، أو تحديد مخصصات ودعم جديد للمنطقة، كما أن هناك وعودا بأن يعود الدعم خلال فترة قصيرة".