حذر جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك "جيه.بي مورغان تشيس"، وأقرب المصرفيين الأميركيين للإدارة الأميركية، في مذكرة داخلية للموظفين اطلعت عليها رويترز من أن الصراع في الشرق الأوسط سيكون له "تأثيرات مضاعفة تمتد إلى ما هو أبعد من المنطقة".
وقال ديمون، الرئيس التنفيذي الوحيد لبنك كبير الذي بقي في منصبه بعد الأزمة المالية العالمية، إن الهجوم يمكن أن يؤدي إلى "زيادة معاداة السامية ورهاب الإسلام في جميع أنحاء العالم"، مضيفا أن البنك يعمل بشكل وثيق مع الوكالات الحكومية الأميركية والدولية لضمان سلامة موظفيه.
وذكرت رويترز في وقت سابق من الأسبوع الجاري أن جيه.بي مورغان طلب من موظفيه الذين يزيد عددهم عن 200 في إسرائيل العمل من المنازل.
وأشارت المذكرة إلى تقديم البنك مساهمة أولية قدرها مليون دولار لجهود الإغاثة، وستكون مع تبرعات الموظفين.
رئيسة منظمة التجارة
ويوم الخميس، قالت رئيسة منظمة التجارة العالمية نجوزي أوكونجو إيويالا إنها تأمل أن ينتهي الصراع بين إسرائيل وحماس سريعاً، محذرة من أنه سيكون له "تأثير كبير حقاً" على تدفقات التجارة العالمية الضعيفة بالفعل إذا اتسع نطاقه في المنطقة.
وأضافت في المغرب، على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين، أن العنف في الشرق الأوسط قد يزيد من العوامل التي تخنق نمو التجارة، بما في ذلك ارتفاع أسعار الفائدة، وسوق العقارات الصينية المتأزمة، والحرب الروسية في أوكرانيا.
وقالت أوكونجو إيويالا في مقابلة: "نأمل أن ينتهي هذا قريبا وأن يتم احتواؤه. خوفنا الأكبر هو اتساع نطاقه، لأن ذلك سيكون له تأثير كبير حقا على التجارة... الجميع قلقون ويأملون الأفضل"
وأشارت إلى أن حالة عدم اليقين عالميا تقلص بالفعل نمو التجارة، لكن ذلك سيتفاقم نتيجة الاندلاع المفاجئ للحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
ومضت تقول: "هناك عدم يقين حول احتمالات امتداد هذا إلى المنطقة بأكملها مما قد يؤثر كثيرا على النمو الاقتصادي العالمي... يحدونا أمل أن ينتهي الأمر لأنه يتسبب في حالة عدم اليقين هذه. إنه سحابة مظلمة أخرى في الأفق".
وخفضت المنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا الأسبوع الماضي توقعاتها لنمو تجارة السلع العالمية هذا العام إلى النصف، مستندة إلى استمرار التضخم وارتفاع أسعار الفائدة وبطء نمو الاقتصاد الصيني والحرب في أوكرانيا.
وقالت منظمة التجارة العالمية إن حجم تجارة البضائع سينمو 0.8% فقط عام 2023، مقارنة مع تقديراتها في إبريل/نيسان التي بلغت 1.7%.
وبالنسبة لعام 2024، قالت إن نمو تجارة السلع قد يسجل 3.3% دون تغيير تقريبا عن تقديراتها في إبريل/نيسان التي بلغت 3.2%.
وزيرة الخزانة الأميركية
أمس الأربعاء، قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إن الأوضاع الأمنية الحالية القائمة في إسرائيل، تربك نمو الاقتصاد الأميركي للعام الجاري.
وجاءت تصريحات يلين في مؤتمر صحافي، نقلت تفاصيله وكالة بلومبيرغ، في وقت صعّدت الولايات المتحدة تحذيراتها من استغلال الوضع في إسرائيل من جانب أي من دول الجوار.
وأكدت يلين أن "الحرب القائمة بين إسرائيل، والهجمات التي تعرضت لها منذ السبت الماضي، تثير مزيداً من المخاوف للاقتصاد الأميركي".
لكن وزيرة الخارجية أكدت أنه "رغم المخاوف التي يضيفها ما يجري في إسرائيل على الاقتصاد الأميركي، إلا أنه لن يصل إلى مرحلة الركود".
صندوق النقد الدولي:
وكان كبير الاقتصاديين ومدير البحث في صندوق النقد الدولي بيير أوليفييه غورينشا قد قال إنه من السابق لأوانه تقدير تداعيات التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط على اقتصادات المنطقة والاقتصاد العالمي.
وأضاف غورينشا، في مؤتمر صحافي، بمناسبة تقديم تقرير آفاق الاقتصاد العالمي، في مدينة مراكش المغربية، في سياق انعقاد الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدولي، أنّ الصندوق يراقب الوضع على اعتبار أنّ ما حدث جاء بعد إنجاز التقرير الحالي.
وأشار إلى أن تأثير الحرب بين إسرائيل وقطاع غزة سيكون واقعاً على اقتصادات المنطقة وخارجها، بسبب ارتفاعات أسعار النفط وغياب الاستقرار السياسي.
وتابع المسؤول في الصندوق: "يمكن أن يؤثر على الاقتصاد بالمنطقة وخارجها سلباً، ويجب أن نكون حذرين حيال التوقعات، خصوصاً أننا أنهينا التوقعات قبل اندلاع الحرب".
غير أنه لاحظ أنّ أسعار النفط ارتفعت بعد "طوفان الأقصى" بنسبة 4%. وسجل أن الأمور قد تتطور في حالة أدى الوضع الحالي إلى اضطراب حركة نقل النفط في المنطقة.
وأضاف أنّ ارتفاع النفط بنسبة 10%، يؤثر سلباً على النمو العالمي ومستوى التضخم بنسبة 1% خلال العام المقبل.
البنك الدولي
وقال رئيس البنك الدولي أجاي بانغا، الثلاثاء، إن الصراع بين إسرائيل وغزة صدمة اقتصادية عالمية لا ضرورة لها، ستجعل من الصعب على البنوك المركزية تحقيق خفض سلس للتضخم في اقتصادات عديدة، إذا انتشر.
وأضاف لرويترز على هامش الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي في المغرب "أنه مأساة إنسانية وصدمة اقتصادية لا نريدها".
وأردف بانغا قائلا إن البنوك المركزية كانت قد "بدأت تشعر ببعض الثقة بوجود فرصة لتحقيق خفض ناعم للتضخم، وهذا (الصراع) سيجعل الأمر أكثر صعوبة".
وقال بانغا إن التأثير الاقتصادي المباشر لهذا الصراع أقل من التأثير الذي أحدثه الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي، لأن الصراع بين إسرائيل وغزة لا يؤثر على صادرات النفط والحبوب والأسمدة. لكنه أضاف أن التأثير ينتقل عبر الأسواق المالية، مع ارتفاع الأصول الدولارية على نحو مفاجئ.
وأضاف بانغا أن الاتحاد الأوروبي "ارتكب خطأ" في البداية بإعلانه قطع جميع المساعدات للأراضي الفلسطينية ردا على هجوم حماس على إسرائيل، وهو ما تم التراجع عنه لاحقا.
وقال: "أنا أعمل في مجال التنمية... في نهاية المطاف ستحتاج هذه المناطق للمساعدة... وسنبذل قصارى جهدنا في سبيل ذلك".
محافظ المركزي الفرنسي
وقال محافظ البنك المركزي الفرنسي فرانسوا فيلروي دو غالو، الثلاثاء، إن البنك المركزي الأوروبي يشعر بالقلق بشكل خاص من تطورات أسعار النفط جراء الوضع في إسرائيل.
وأضاف فيلروي، الذي يشغل أيضا عضوية البنك المركزي الأوروبي، في مقابلة مع "فرانس إنفو" أن التضخم من المتوقع أن يظل عند المستوى الذي يستهدفه المركزي الأوروبي عند نحو 2% بحلول نهاية عام 2025 على الرغم من الحرب التي اندلعت منذ يوم السبت.
ورفع البنك المركزي الأوروبي توقعاته للتضخم هذا العام من 5.4% إلى 5.6%، وللعام المقبل من 3% إلى 3.2%. لكنه قلص توقعاته للتضخم لعام 2025 من 2.2% إلى 2.1%.