رئيس "تيك توك" يخضع لجلسة استماع قاسية في الكونغرس الأميركي

23 مارس 2023
شو زي تشو الرئيس التنفيذي لتيك توك يدلي بشهادته الخميس أمام الكونغرس الأميركي (Getty)
+ الخط -

أدلى الرئيس التنفيذي لـ"تيك توك" شو زي تشو، اليوم الخميس، بشهادته في أول جلسة استماع له في الكونغرس الأميركي، حيث ركزت أسئلة المشرعين على تفاصيل عمل الشركة والتطبيق الذي يستخدمه 150 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، في حين يراه البعض وسيلة الصين للحصول على بيانات الأميركيين.

وتشو هو مواطن سنغافوري يبلغ من العمر 40 عامًا، تدرب في شركة "فيسبوك" (ميتا حالياً)، صاحبة موقع التواصل الاجتماعي الشهير، قبل أن يصبح رئيساً لأحد أكثر التطبيقات شهرة وإثارة للجدل في الولايات المتحدة.

وخلال فترة صعوده السريع إلى المراتب العليا في عالم المال والأعمال، جمع تشو بين خبرة العمل في الشركات الغربية والشركات الصينية، وهو ما ساعده على تبوؤ المنصب الرفيع في واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، وهو في نفس الوقت ما يتمنى تشو أن يشفع له عند أعضاء الكونغرس، الذين هددوا بحظر التطبيق في بلادهم، واعتبروا أن ملكية الشركة الصينية له تشكل تهديدًا للأمن القومي الأميركي.

وُلد تشو ونشأ في الدولة الجزيرة الواقعة في جنوب شرق آسيا، والتي أصبحت جسرًا بارزًا للأعمال التجارية الدولية بين الصين والغرب، ثم تلقى تعليمه في لندن وفي كلية هارفارد الأميركية للأعمال، وقضى بعضًا من بدايات حياته المهنية في إبرام صفقات مع شركة رأس مال مخاطر في آسيا، قبل أن ينتقل بسرعة إلى منصب المدير المالي لشركة هواتف ذكية صينية عملاقة في سن الـ32. 

وقال تشو في مقابلة العام الماضي: "الشيء الذي يحدث بنشأتك في جزيرة صغيرة هو أنك تحصل على حب التجول في سن مبكرة جدًا".

وخضع جندي الاحتياط في الجيش السنغافوري والمصرفي السابق في بنك غولدمان ساكس لاستجواب عنيف أمام لجنة في مجلس النواب، وقد حاول طمأنة الأميركيين بأن بياناتهم آمنة، وأن بكين لن تتمكن من التأثير على ما يراه المشاهدون على التطبيق.

وقبل ساعات من الشهادة، قالت بكين إنها ستعارض البيع الإجباري للتطبيق من مالكيها الصينيين، وهو أمر طالبت به إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

لكن تشو اعتبر أن جلسة يوم الخميس فرصة لشرح ما تحاول "تيك توك" القيام به، والحصول على تعليقات من أعضاء الكونغرس، لا محاولة أخيرة لإنقاذ أعمالها في أميركا. وقال: "إنني أنظر إليها كفرصة للقيام بذلك، وليس كلحظة افعلْ أو تموت".

وتضغط إدارة بايدن على "تيك توك" لتسحب نفسها من الشركة الأم الصينية بايت دانس ByteDance، أو مواجهة خطر حظرها في الولايات المتحدة.

وتولى تشو منصبه بعد رحيل كيفن ماير، إحدى الشخصيات البارزة في شركة والت ديزني. وحاولت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب الضغط على الشركة لبيعها لمستثمرين أميركيين، إلا أن ذلك لم يحدث.

وولد تشو لأبوين صينيين، حيث عمل والده في الإنشاءات، فيما كانت والدته محاسبه. وفي سن الثانية عشرة، اقتلع من تنشئته المتواضعة، عندما أرسلته علامات مرتفعة في امتحان في بلاده إلى مدرسة ثانوية بريطانية يذهب إليها أبناء النخب من مختلف أنحاء العالم.

وسلك تشو مسار ضباط الاحتياط خلال فترة أدائه الخدمة العسكرية الإلزامية مدة عامين ونصف في بلده سنغافورة، ما أضاف عشر سنوات إلى أهليته للخدمة الاحتياطية، والتي تنتهي عندما يبلغ من العمر 50 عامًا.

وقال إن أصعب تجربة جسدية في حياته كانت دورة بقاء الجيش لمدة خمسة أيام في أدغال بروناي، حيث قام ببناء كوخ وطهي اليام البري، وقطع مسافة 55 ميلاً سيراً على الأقدام. وفي مرحلة ما خلال هذه الدورات، يُعطى المتدربون سمانًا حيًا، يمكنهم قتله بأيديهم قبل سلخه وطهيه. 

وبعد انتهاء الخدمة العسكرية، التحق تشو بالجامعة في العاصمة البريطانية لندن، التي بقي فيها عدة سنوات للعمل مصرفياً في بنك الاستثمار غولدمان ساكس.

وبعد فترة تدريب في "فيسبوك"، عمل تشو في شركة رأس المال الاستثماري DST Global، حيث أهله إتقانه لغة الماندرين ليكون مسؤول الشركة في الصين.

وفي عام 2012، التقى تشو، في شقة صغيرة بمنطقة جامعة بكين، بنحو ثلاثين شخصاً يعملون على تطوير تطبيق يقترح مقالات إخبارية على الأشخاص بناءً على عوامل مثل مقدار الوقت الذي أمضوه في قراءة القصص السابقة. 

وكانت الشركة هي بايت دانس، التي تمكنت لاحقًا من إنشاء تطبيق "تيك توك" باستثمارات من تشو وأصدقائه. 

بعدها، كانت شركة شاومي Xiaomi، عملاق الهواتف الذكية الصينية، هي المحطة التالية للمستثمر الصغير، حيث عمل بداية مديراً مالياً للشركة، ثم مسؤولاً عن أعمال الشركة خارج الصين.

واعتبرته الشركة، بثقافته المزدوجة، مثالياً لتوسيع أعمالها في النصف الغربي من الكرة الأرضية، قبل أن يُرشّح لقيادة "تيك توك".

وبسبب الضغوط المتكررة على الشركة، أنفقت "تيك توك" مليارات الدولارات بهدف عزل التطبيق عن مالكيه الصينيين، وقالت إنها ستستعين بشركة أوراكل للمراقبة بشكل مستقل ضد أي تدخل من قبل بكين.

ورفعت الشركة المعايير الرقابية، في جهد غير مسبوق لطمأنة الأميركيين بأن بياناتهم آمنة، الأمر الذي تسبب في تراجع ربحيتها بصورة كبيرة خلال الفترة الأخيرة.

وفي حين تتعرض الشركة للضغوط من واشنطن، يحظى التطبيق بشعبية كبيرة في جميع أنحاء البلاد، حيث يستخدمه ما يقرب من نصف عدد السكان.

المساهمون