حذر رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي اليوم الثلاثاء، من أن بلاده من أكثر الدول المعرضة للآثار السلبية بسبب التغيرات المناخية، قائلاً إن "الجميع يتحدث عن ارتفاع منسوب البحر، واحتمال غرق بعض المناطق. والدولة المصرية معرضة لخطر غرق بعض مدنها".
وأضاف مدبولي في كلمته بمنتدى شباب العالم، المنعقد حالياً في منتجع شرم الشيخ ، أن " الدولة تبذل جهوداً عديدة في مواجهة هذه التحديات، منها تشكيل المجلس الوطني للتغيرات المناخية، وإنشاء أول خريطة تفاعلية للتنبؤ بالتغيرات المناخية قبل تنفيذ المدن الجديدة، بالإضافة إلى مشروعات تحويل المخلفات إلى طاقة".
وأضاف أن "مصر من أقل الدولة مساهمة في الآثار السلبية للتغيرات المناخية، إذ لا تتجاوز انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لدينا أكثر من 0.6% من المساهمات العالمية"، مردفاً "تغيرات المناخ تسببت في وقوع خسائر بشرية هائلة في العالم، ونحن لدينا الطموح للبدء في إنتاج أول سيارة مصرية كهربائية العام المقبل، وسنقدم حوافز كبيرة في هذا الصدد، جنباً إلى جنب مع تحديث منظومة النقل الجماعي، وتشغيل القطار فائق السرعة، بغرض تقليل الانبعاثات الضارة".
وقال مدبولي: "نحن من أكثر البلدان فقراً في الموارد المائية، وقضية المياه تتطلب التعامل مع ندرتها وتلوثها. ولدينا خطة قومية لإنشاء محطات تحلية مياه البحر ومعالجة مياه الصرف حتى عام 2037 بتكلفة 50 مليار دولار. بالإضافة إلى مواصلة جهود حماية الشواطئ والمناطق المهددة في شرق الدلتا، وتطوير البحيرات المائية المهملة منذ مئات السنين".
بدوره، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن "الإنسان هو المخلوق الوحيد على الأرض القادر على التدمير والهدم، وفي نفس الوقت يمتلك القدرة على الإصلاح"، متابعاً "ربنا سبحانه وتعالى منح الإنسان القدرة على أي شكل من الأشكال السلبية، وكذلك على الإعمار والتنمية، وآليات العمل الإنساني يمكنها معالجة هذه الأمور"، على حسب تعبيره.
وأضاف السيسي، في جلسة نقاشية بالمنتدى اليوم، أن "موضوع المناخ مهم جداً في حياة العالم أجمع، ومصر تحركت بسرعة كبيرة لمجابهة التغيرات المناخية"، مستطرداً "اعتباراً من عام 2023 سيتم إنتاج أول سيارة كهربائية مصرية، مع العلم أن تكلفة هذا النوع من السيارات مرتفع للغاية، ويحتاج إلى بنية أساسية ضخمة حتى تعمل هذه السيارة بشكل أو بآخر".
وواصل زاعماً: "مصر تحركت بسرعة في مجال السيارات الكهربائية، وبدأت خطتها بتدشين مبادرة إحلال السيارات"، مضيفاً: "تخيلوا وصول حجم السيارات العاملة بالكهرباء أو بالغاز الطبيعي إلى 20% أو 30% خلال السنوات المقبلة. هذا الأمر يعني إحلال عدد ضخم جداً من السيارات العاملة بالطاقة مثل السولار والبنزين".
واستكمل: "نعمل على مشاركة القطاع الخاص في إجراءات مجابهة التغيرات المناخية، ولدينا مشروعات مهمة مثل تطهير البحيرات من التلوث، وتأهيل وتبطين الترع لمسافة 40 ألف كيلومتر تقريباً بتكلفة 80 مليار جنيه (5.1 مليارات دولار تقريبا). فضلاً عن المشروع الأضخم من حيث الإنفاق، وهو حياة كريمة، والذي يستهدف تحسين حياة المواطنين المصريين في الريف".
وزاد السيسي: "المؤتمرات التي تنظمها الدولة للشباب، وحجم التناول الإعلامي لها، مع وسائل الاتصال الحالية، الهدف منها هو التحذير من بعض الأخطار، وتوليد ثقافة معنية بشأن مجابهتها، والمساهمة أيضاً في تحرك الجميع"، مدعياً أن "الدولة المصرية ستمضي قدماً في تنفيذ العديد من مشروعات الإصلاح، رغم أنها تتكلف الكثير من الأموال".
وختم بالقول: "مشروعات الطرق الجديدة في مصر تتضمن 6 و7 و8 حارات للطريق، حتى نقلل أي شكل من أشكال توقف السيارات، وبالتالي تقليل الانبعاثات. ومشكلة الانبعاثات تكاد تكون لا تذكر في مصر، ورغم ذلك نعمل عليها. وصدقوني الإنسان هايفضل يبني ويعمر حتى يعتقد أنه سيد الوجود، وحينها خلاص، سينتهى هذا الوجود"، وفق قوله.
(الدولار=15.7 جنيها تقريبا)