رئيس الأرجنتين الجديد يتراجع عن تعهدات إغلاق البنك المركزي وإلغاء البيزو واعتماد الدولار
تراجع الرئيس الأرجنتيني المنتخب بأغلبية، خافيير ميلي، عن وعوده اليمينية المتطرفة الخاصة باعتماد الدولار كعملة للبلاد وإلغاء البيزو، وإغلاق البنك المركزي وسط ضغوط النقابات العمالية، وفقاً لتحليل بصحيفة "وول ستريت جورنال" اليوم الأربعاء.
وكان ميلي الذي فاز في الانتخابات التي جرت في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، والمعروف بالـ"المجنون"، قد وعد بخفض الإنفاق الحكومي في بلاده بنحو 40% للمساعدة في تقليص معدل التضخم الذي تجاوز 100%.
وقال ميلي، إن الأرجنتين التي يبلغ عدد سكانها 46 مليون نسمة، ظلت لسنوات تقدم إعانات سخية ومعاشات تقاعدية وعقود أشغال عامة، حتى لو اضطرت إلى طباعة النقود للقيام بذلك. كما وصف الضرائب بأنها مجرد سطو مسلح من قبل الحكومة. وقال في هذا الصدد، "من أنت لتضع يديك في جيبي؟".
ولكن، وحسب تحليل "وول ستريت جورنال"، تخلى ميلي عن بعض كبار المستشارين الاقتصاديين الذين تم تجنيدهم لمساعدته في إغلاق البنك المركزي واعتماد الدولار كعملة وطنية، واختار بدلاً من ذلك مسؤولين من حكومة يمين الوسط السابقة التي سخر منها سابقًا.
ووفق الصحيفة الأميركية، قال ميلي يوم الأحد: "لم يقل أحد إن القضاء على البنك المركزي سيكون فورياً".
وبعد أن وعد بقطع العلاقات مع الصين، وأشار إلى النظام الشيوعي على أنه مجموعة من القتلة، عاد لتبادل الكلمات الودية مع بكين. وتذكر أن الصين هي أكبر مشتر لفول الصويا في الأرجنتين، كما أن الأرجنتين هي ثالث أكبر متلق لقروض البنوك الحكومية الصينية في أميركا الجنوبية وأميركا اللاتينية.
ويرصد تحليل "وول ستريت جورنال"، تخليه عن برنامجه الانتخابي، وأنه حتى لهجته تحولت من شخصية البرامج الحوارية إلى صوت العقل . واعترف بأن الانتقال من ما يقرب من عقدين من الحكومات البيرونية اليسارية إلى رؤيته للرأسمالية غير المقيدة قد يستغرق وقتًا أطول من المتوقع.
وتقول "وول ستريت جورنال"، يأتي اعتدال ميلي وسط ضغط النقابات العمالية والحركات الاجتماعية القوية ضده، خاصة وأن الاحتجاجات العنيفة في الشوارع أدت إلى إسقاط رئاسات الأرجنتين في الماضي.
ويقول العديد من الأرجنتينيين، الذين اعتادوا على "الدولة المربية"، إنهم يأملون الآن أن تكون وعوده الانتخابية مجرد كلام، خاصة وأنهم يشعرون بالقلق من أن علاجاته الاقتصادية ستضرب لقمة عيشهم.
وعلى الرغم من أن الأرجنتين قوة زراعية تمتلك احتياطيات وثروات هائلة من الليثيوم والطاقة، فإنها تمر بأسوأ أزمة اقتصادية منذ عقدين، وإن اثنين من كل خمسة أشخاص يعيشون في فقر.
وخسر البيزو 90% من قيمته مقابل الدولار. وفي نوفمبر/تشرين الثاني، ارتفع التضخم بنسبة 147% عن العام السابق، حسب البيانات الحكومية الرسمية.