روسيا: ذعر في الأسواق وتخزين للسلع وتوقعات بمغادرة المهاجرين مع تدهور الأجور

22 مارس 2022
متسوق في محل سوبرماركت بموسكو (getty)
+ الخط -

بينما يطول أمد الحرب الروسية في أوكرانيا خلافاً لما كان يعتقد الرئيس فلاديمير بوتين، تسوء الحالة المعيشية في روسيا وترتفع أسعار السلع والأغذية إلى أعلى مستوياتها ويواصل سعر صرف الروبل التدهور مقابل الدولار وحتى العملات في دول آسيا الوسطى.

ورغم أن روسيا دولة نووية وتملك ترسانة أسلحة ضخمة إلا أن الاقتصاد الروسي ليس اقتصاداً صناعياً يعتمد على القيمة المضافة مثل الاقتصادات الأوروبية، ويقدر البنك الدولي حجم الاقتصاد الروسي بنحو 1.71 تريليون دولار، لكنه  يعاني من الهشاشة ولا يزال يعتمد على صادرات السلع الأولية مثل صادرات النفط  والغاز والمعادن والمنتجات الزراعية التي يغلق الحظر الغربي أمامها الأسواق العالمية.

 ويصف  تقرير في صحيفة "موسكو تايمز" التي تصدر بالإنكليزية في العاصمة موسكو، الوضع الاقتصادي والمعيشي في موسكو بأنه مأساوي، وفي حال استمرار الحرب يقول اقتصاديون إن المهاجرين الأجانب في روسيا ومعظمهم من آسيا الوسطى سيهاجرون بالجملة، حيث باتوا يعانون بسبب انهيار سعر صرف الروبل. 

في هذا الصدد قال أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة بليخانوف، فادين كوفريجين، لـ" موسكو تايمز"، إن " الأجانب ربما يبدأون هجرة جماعية من البلاد إذا لم تنته الحرب بسرعة واستمرت إلى أكثر من ثلاثة أشهر". وأضاف، "إذا استمر سعر صرف العملة الروسية  لدى مستواه الحالي بين 130 و140روبل مقابل الدولار فإن معظم المهاجرين الذين يعملون في روسيا سوف يهاجرون إلى بلدانهم". وأشار إلى أن سعر صرف الروبل "بات الآن أقل من سعر صرف عملة طاجيكستان وأوزبكستان وأن هؤلاء العمال المهاجرين لا يشعرون بسرعة بالتدني الذي أصاب أجورهم ولكنهم حالما يشعرون بذلك فإنهم سيغادرون البلاد فوراً".

ومعظم المهاجرين في روسيا بقصد العمل يأتون من دول آسيا الوسطى التي تقع تحت مظلة الحماية الأمنية الروسية. وقال مهاجر من دولة أوزبكستان لصحيفة موسكو تايمز، " إن أسعار التذاكر ليست رخيصة لمدينة طشقند، وفي حال تواصل انهيار الروبل فإنني أخشى أن أعود للبلاد بدون نقود". 

وعلى صعيد الأسواق الاستهلاكية، قالت الصحيفة إن أسعار المواد الاستهلاكية ارتفعت بمعدلات خيالية وإن الذعر يسود المستهلكين في موسكو من نفاد بعض المواد الغذائية الرئيسية مثل السكر والدقيق. وتسعى الحكومة الروسية لطمأنة المواطنين حول مستقبل توفر السلع الرئيسية ولكن القلق يتواصل ويشترى المستهلكون كميات كبيرة لتخزينها خشية من المستقبل غير المضمون. ونسبت الصحيفة إلى المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف قوله للمواطنين " لا حاجة لشراء كميات كبيرة من السلع من محلات السوبر ماركت". وحسب بيانات وكالة "روستات" للإحصاء في موسكو، فإن أسعار الأغذية بروسيا ارتفعت إلى أعلى مستوياتها منذ عقدين بسبب الحرب في أوكرانيا. وكان الكرملين قد أعلن الأسبوع الماضي حظر صادرات السكر وبعض المنتجات الزراعية في إطار توفير السلع بالمحلات التجارية.  

المساهمون