خط أنابيب جديد يزوّد الصين بالغاز الروسي لمدة 30 عاماً

04 فبراير 2022
شحنات الغاز الأولى ستبدأ في التدفق في غضون عامين إلى 3 أعوام (Getty)
+ الخط -

اتفقت روسيا والصين على أن تزوّد شركة "غازبروم" العملاقة، بموجب عقد مدته 30 عاما، "مؤسسة البترول الوطنية الصينية" بالغاز الطبيعي عبر خط أنابيب جديد يربط الشرق الأقصى الروسي بشمال شرقي الصين.

الخبر الحصري نقلته "رويترز" اليوم الجمعة، عن "مسؤول مطلع على الصفقة" طلب عدم نشر اسمه، بسبب سياسة الشركة، موضحا أن شحنات الغاز الأولى ستبدأ في التدفق في غضون عامين إلى 3 أعوام، على أن تصل إلى 10 مليارات متر مكعب سنويا بحلول عام 2026.

كما أوضح المصدر أن الصفقة ستتم تسويتها باليورو، وفقا لـ"رويترز"، التي أوردت أن "غازبروم" لم ترد على طلب تعليق مقدّم منها بهذا الشأن.

ولاحقا، أوردت "رويترز" خبرا مفاده أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كشف عن اتفاق غاز جديد مع الصين في اجتماع مع الرئيس شي جين بينغ في بكين اليوم الجمعة، متعهدا بزيادة صادرات أقصى الشرق الروسي، وذلك في وقت يتصاعد الخلاف بين بوتين والمستوردين الأوروبيين بشأن أوكرانيا.

وتعمل روسيا، وهي ثالث أكبر مورد للغاز لبكين بالفعل، على تعزيز العلاقات مع الصين، أكبر مستهلك للطاقة في العالم، مما يقلل من اعتماد موسكو على عملائها التقليديين في أوروبا.

وقال بوتين، في اجتماع مع شي لمناقشة التعاون الوثيق: "أعد رجال الطاقة لدينا حلولا جديدة جيدة جدا بشأن إمدادات الهيدروكربون إلى جمهورية الصين الشعبية".

وأضاف الرئيس الروسي، الذي وصل إلى بكين لحضور افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية: "لقد تقدمنا خطوة للأمام في صناعة الغاز، أعني إبرام اتفاق جديد لتزويد الصين بعشرة مليارات متر مكعب سنويا من الشرق الأقصى الروسي".

وتعد روسيا أكبر مورد للغاز الطبيعي لأوروبا، وتشعر الدول الغربية بالقلق من أن الإمدادات غير المستقرة بالفعل قد تنقطع في حالة نشوب صراع. ومع ذلك، فإن الصفقة الجديدة مع بكين لن تسمح لموسكو بتحويل مسار الغاز المتجه إلى أوروبا، لأنها تشمل الغاز من جزيرة سخالين في المحيط الهادي، وهي لا تتصل بشبكة خطوط الأنابيب الروسية التي تمد أوروبا.

وتأتي هذه الاتفاقية الاستراتيجية في وقت تشهد سوق الغاز اضطرابا كبيرا على وقع الخلاف الروسي من جهة، والأوروبي الأميركي من جهة أخرى على خلفية الأزمة الأوكرانية وخط أنابيب "نورد ستريم 2".

وفي 28 يناير/كانون الثاني المنصرم، أكدت الولايات المتحدة أن خط الغاز "نورد ستريم 2" المثير للجدل، الرّابط بين روسيا وألمانيا، لن يدخل الخدمة في حال غزت موسكو أوكرانيا، داعية الروس في الوقت نفسه لـ"العودة إلى طاولة المفاوضات"، حسب ما نقلته "فرانس برس" وقتها.

وقالت نائبة مساعد وزير الخارجيّة الأميركي، فيكتوريا نولاند، للصحافيّين آنذاك: "نحن نُواصل نقاشاتنا القويّة جداً والواضحة جداً مع حلفائنا الألمان، وأودّ اليوم أن أكون واضحة معكم: إذا غزت روسيا أوكرانيا، فبطريقة أو بأخرى، لن يَمضي نورد ستريم 2 قدماً".

ورداً على سؤال عن سبب ثقة الولايات المتحدة تلك، قالت نولاند إن خط الأنابيب لم تتم تجربته بعد، ولا حصل على المصادقات اللازمة من الهيئات الناظمة الألمانية، مضيفة: "سنتعاون مع ألمانيا لضمان ألا يمضي خط الأنابيب قدما".

ومن المقرر أن يحضر ملف خط الأنابيب خلال محادثات المستشار الألماني أولاف شولتز في البيت الأبيض الإثنين المقبل.

وكانت وزيرة الخارجيّة الألمانيّة أنالينا بيربوك قالت أمام البرلمان، في وقت سابق الخميس، إنّ حكومتها "تعمل على حزمة عقوبات قويّة" مع حلفاء غربيّين، "من بينها نورد ستريم 2 في حال هاجمت روسيا أوكرانيا".

المساهمون