خطوة قد تفاقم التوتر مع بروكسل.. أمن الطاقة يعزز تقارب المجر وروسيا

30 اغسطس 2024
وزير خارجية المجر بيتر سيارتو عائداً من موسكو، 30 أغسطس 2024 (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو يعلن عن محادثات مع رئيس مجموعة غازبروم الروسية بشأن أمن الطاقة، مؤكداً اعتماد المجر الكبير على الغاز الروسي.
- غالبية إمدادات الغاز إلى المجر تأتي من روسيا عبر خطوط أنابيب تورك ستريم وبلكان ستريم، مع تحديات تواجهها المجر بعد إعلان كييف عدم تجديد عقد العبور.
- زيارة رئيس الوزراء المجري لموسكو تثير غضب الاتحاد الأوروبي، حيث تعارض المجر محاولات بروكسل معاقبة روسيا، وأوكرانيا تبحث عن بدائل للغاز الروسي.

في زيارة قد تفاقم التوتر مع بروكسل، أعلن وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو اليوم الجمعة، أنه أجرى في روسيا محادثات بشأن أمن الطاقة مع رئيس مجموعة غازبروم العملاقة للنفط والغاز أليكسي ميلر، علماً أن المجر هي الدولة الوحيدة في الاتحاد التي حافظت على علاقات وثيقة مع الكرملين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022، ولا تزال الدولة الواقعة في وسط أوروبا ولا منافذ لها على البحر، تعتمد حصراً تقريباً على موسكو لتلبية احتياجاتها من الغاز الطبيعي.

وكتب وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو على فيسبوك: "من دون الغاز الروسي، لا يمكن ضمان أمن الطاقة المجرية". وأرفق المنشور بصورة من لقائه الرئيس التنفيذي لغازبروم أليكسي ميلر في سان بطرسبرغ، مضيفاً "أنها ليست مسألة أيديولوجية، بل مسألة فيزياء ورياضيات". وتابع أن "الأمر يتطلب بعض الشجاعة في أوروبا اليوم لقول هذا، لكن المجر راضية عن التعاون الروسي في مجال الطاقة".

وتأتي غالبية إمدادات الغاز إلى المجر من روسيا تحت البحر الأسود في خط أنابيب تورك ستريم، ومنه إلى شبكة بلقان ستريم عبر بلغاريا وصربيا. كما يأتي الباقي في خط أنابيب يعبر أوكرانيا. ومع ذلك، أعلنت كييف مؤخراً نيتها عدم تجديد عقد العبور مع روسيا الذي يستمر حتى 31 ديسمبر/كانون الأول المقبل. كما تمنع أوكرانيا الإمدادات من مجموعة لوك أويل الروسية التي تقول بودابست إنها تؤمن ثلث واردات المجر من النفط عبر خط أنابيب دروغبا، بينما نددت بودابست بالخطوة "غير المقبولة"، لكنها قالت مؤخراً إنها قريبة من إيجاد حل بديل. وعطلت المجر مراراً محاولات بروكسل معاقبة روسيا ومساعدة أوكرانيا في حربها ضد القوات الغازية.

وفي أوائل يوليو/تموز الماضي، أثار رئيس الوزراء فيكتور أوربان غضب جميع شركائه تقريبا في الاتحاد الأوروبي بإجرائه زيارة لموسكو بعد أيام فقط من تولي بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لستة أشهر. وأجرى سيارتو الذي مُنح وسام الصداقة الروسي المرموق في أواخر 2021، عشر زيارات لروسيا منذ بدء الحرب في أوكرانيا.

وتأتي هذه الزيارة بعدما اعتبر الكرملين الأربعاء الماضي، أن قرار كييف عدم تمديد العقد الحالي مع شركة "غازبروم" لتسليم الغاز الروسي إلى الأوروبيين عبر أوكرانيا إلى ما بعد 31 ديسمبر "سيضر بشكل خطير بمصالح المستهلكين الأوروبيين"، وذلك غداة إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إعلاناً قاطعاً الثلاثاء، أن "أحداً لن يمدّد الاتفاق مع روسيا، انتهى الأمر".

وعلى الرغم من النزاع المستمر، سلمت روسيا ما يزيد قليلاً على 14 مليار متر مكعب من الغاز إلى أوروبا عبر الأراضي الأوكرانية في العام 2023، لكن هذه الكمية تقل عن 40 مليار متر مكعب ينص عليها العقد. واستفادت من هذا الغاز خصوصاً النمسا والمجر وسلوفاكيا. وأعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن "مثل هذا القرار من جانب أوكرانيا سيضر بشكل خطير بمصالح المستهلكين الأوروبيين الذين ما زالوا يرغبون في شراء الغاز الروسي".

وقال: "سيتعيّن عليهم ببساطة أن يدفعوا ثمناً أعلى بكثير، ما سيجعل صناعتهم أقل قدرة على المنافسة"، مذكراً بأن موسكو بدأت مناقشات مع تركيا لإنشاء "مركز للغاز" هناك. ووُقعت الشركتان الأوكرانيتان "ناتفوغاز" Natfogaz و"غتسو" GTSOU العقد مع شركة غازبروم في نهاية العام 2019 لمدة خمس سنوات، حتى 31 ديسمبر 2024.

وبداية يوليو/تموز، أشار فولوديمير زيلينسكي إلى أن بلاده تجري مناقشات مع أذربيجان، المنتج الرئيسي للغاز الطبيعي، لاستبدال الغاز الروسي الذي يمر عبر أوكرانيا إلى أوروبا بالغاز الأذربيجاني، لكن ليس لأوكرانيا حدود مشتركة مع أذربيجان، وسيتعين نقل الغاز الأذربيجاني من خلال خط أنابيب عبر روسيا.

وكشف الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف نهاية يوليو، أن الاتحاد الأوروبي وكييف طلبا منه "تسهيل" المناقشات مع موسكو للتوصل إلى اتفاق يناسب جميع الأطراف. ورداً على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه يريد وقف الاعتماد على الغاز الطبيعي الروسي وعدم استيراد أي شحنة بحلول العام 2027. وتداركاً لانخفاض مبيعاتها من الغاز إلى أوروبا بحدّة، توجهت روسيا نحو الصين.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون