استمع إلى الملخص
- **مزايا الإقامة عن طريق الاستثمار**: تشمل تصريح إقامة مؤقت أو دائم للعائلة، فرص عمل جديدة، حرية السفر، مستوى معيشة أعلى، تعليم أفضل، ورعاية صحية متقدمة.
- **أمثلة على الدول الجاذبة للاستثمار**: مالطا، اليونان، البرتغال، وقبرص تقدم برامج متنوعة للإقامة الدائمة عبر الاستثمار في العقارات أو الاستئجار، مع مزايا متعددة مثل حرية السفر والعمل.
لم تعد فكرة السياحة واختيار أي دولة للعيش فيها مهمة صعبة خاصة للمستثمرين أو لأصحاب الميزانيات الجيدة نسبياً أو الذين يملكون أكثر من 100 ألف دولار. فإن كنت تفكر في الانتقال إلى الخارج أو الاستثمار فيه، فلا داعي للتفكير في خيارات محدودة. ففي عصر أصبح فيه العالم بأسره في متناول يدك، يمكنك بسهولة اختيار أي دولة في العالم للعيش أو الاستثمار فيها، والخبر السار هو أن ليس كل الدول لديها سياسات هجرة صارمة، والعديد منها تحفزك إلى أن تصبح مقيماً من خلال برامج خاصة. فماذا عن خطط التقاعد الغربية؟
الاستثمار بهدف التقاعد والاستقرار
تعتبر الإقامة من خلال الاستثمار، بهدف التقاعد أو غيره، عن طريق شراء عقار واحد من أفضل الطرق الحالية للحصول على فرصة للعيش في مكان ينعم باستقرار سياسي واقتصادي، ويشكل فرصة أو حلماً للكثير من المستثمرين.
في السنوات الماضية، بدأت العديد من البلدان بتقديم برامج "الإقامة من خلال الاستثمار" لتشجيع الاستثمار الأجنبي وتعزيز اقتصاداتها، وهي خطوة لاقت رواجاً كبيراً، بين الطامحين للحصول على فرص للعيش في دول أوروبية، أو أميركية، بمن فيهم المرشحون لحياة التقاعد مع إمكانية الحصول لاحقاً على جواز سفرها.
الإقامة عن طريق الاستثمار
فكرة الاستثمار للحصول على الإقامة ليست جديدة، لا سيما من قبل أصحاب التقاعد الأجانب، ولكن الإقبال عليها يزداد سنوياً، ولأسباب اقتصادية واجتماعية، إضافة إلى سعي الناس للعيش في مناطق سياحية والتعرف على عادات وتقاليد والحصول على الهدوء والراحة، لذا باتت دول سياحية عديدة في أوروبا، تسعى إلى جذب هذه الفئة عبر برامج استثمارية، فمن جهة تؤمن مورداً اقتصادياً، ومن جهة ثانية، تستقطب العديد من الثقافات والتقاليد إلى دولها. وتتميز الإقامة عن الطريق الاستثمار بتوفير عدد جيد من المزايا، ومن ضمنها:
- تصريح إقامة مؤقت أو دائم (قابل للتجديد)، يشمل العائلة أيضاً، وعادة ما يؤدي إلى الحصول على الجنسية.
- إمكانية استكشاف فرص عمل جديدة، والاستفادة من ظروف العمل المواتية، والسياسات المعفاة من الضرائب، والمزايا.
- حرية السفر من دون قيود التأشيرة، والوصول غير المقيد إلى عدد من البلدان.
- خيار العمل والعيش في بلد يتمتع باقتصاد مستقر وبيئة اجتماعية وسياسية (وهو أمر بالغ الأهمية، خاصة في خضم الاضطرابات العالمية الحالية).
- مستوى معيشة أعلى والوصول إلى تعليم أفضل أو مجاني، ورعاية صحية، وبنية أساسية، وما إلى ذلك.
دول جاذبة... مالطا نموذجًا
تمنح مالطا خيار الإقامة الدائمة عن طريق الاستثمار، وتقدم للمقيمين خيارين في ما يتعلق بالسكان في البلاد، الأول عن طريق الاستئجار، فعلى سبيل المثال، يمكن استئجار عقار بقيمة 10 آلاف يورو، في أي منطقة في جنوب مالطا، أو حتى في جزيرة غوزو، في حين يتطلب تسديد 12 ألف يورو سنوياً في شمال البلاد، أو وسطها، بالإضافة إلى رسوم إدارية تصل إلى 40 ألف يورو ورسوم مساهمة وتبرعات بنحو 40 ألف يورو.
أما الخيار الثاني فيقوم على أساس شراء عقار بقيمة تتراوح مابين 300 ألف يورو في مناطق الجنوب و350 ألف في مناطق الشمال. يحصل بموجبها المستثمر على إقامة دائمة مدى الحياة، وعليه تجديد البطاقة الخاصة بالإقامة مرة واحدة كل خمس سنوات، ويمكن للمقيمين الدائمين العمل والعيش والدراسة، وممارسة الأعمال التجارية في البلاد من دون قيود، بالإضافة إلى السفر عبر دول الشينغن من دون تأشيرة.
ماذا عن اليونان والبرتغال؟
تعد اليونان خياراً ناجحاً، نظراً إلى ما تحتويه من معالم سياحية متعددة، وبرامج ثقافية واجتماعية، تحاكي تطلعات الشباب وتوفر نموذجاً رائعاً لكبار السن. وتقدم اليونان الكثير من الطرق المفيدة للحصول على الإقامة، وتسمح للمستثمر عند شراء عقار بقيمة 250 ألف يورو، الحصول على الإقامة الدائمة، ومن ثم جواز السفر.
وبحسب بعض التقارير منها تقرير لموقع immigrantinvest لفت إلى إمكانية ارتفاع قيمة الاستثمار من 200 ألف يورو للعقار إلى نحو 400 ألف يورو للعقارات الجديدة، ونحو 250 ألف يورو للعقارات التي سيتم تجديدها، وهناك أيضاً خيارات أخرى، منها على سبيل المثال، استئجار فندق لمدة 10 سنوات بقيمة 250 ألف يورو، أو شراء أسهم في صناديق الاستثمار المتبادلة بنحو 350 ألف يورو.
وتمتلك البرتغال، بدورها، عدة تأشيرات تسمح لحاملها بالإقامة في البلاد. أما ما يخص الأشخاص المستقلين مالياً، أي أولئك الذين يتجاوز دخلهم الحد الأدنى المعمول به في البرتغال فيمكنهم السفر والإقامة في البلاد، ومن ثم هي فرصة رائعة لأصحاب المهن الحرة، أو العاملين الرقميين، حيث يمكنهم الحصول على الإقامة التي تساعدهم لكسب جواز السفر لاحقاً، بالإضافة إلى ذلك، تقدم البرتغال خيار شراء العقارات مقابل الإقامة الدائمة.
قبرص الخلابة
تعد الجزيرة الواقعة في البحر المتوسط من أكثر الجزر جذباً للسياح، ويزورها سنوياً أكثر من ثلاثة ملايين سائح، وتقدم نموذجاً رائعاً للعيش والاستقرار، خاصة أنها توفر المعيشة التي تتمتع بها دول الاتحاد الأوروبي من جهة، ومن جهة ثانية، تتلاءم مع سكان منطقة البحر المتوسط.
ولذا سعت السلطات القبرصية إلى جذب المستثمرين، خلال السنوات الماضية، وذلك من خلال تقديمها لأكثر من 15 طريقة للحصول على تصريح إقامة، ومن بينها التصاريح للأشخاص المستقلين مالياً، أو العاملين في مجال الأعمال الحرة، أو حتى العمال الرقميين، أي الذين يعملون من المنزل، بالإضافة إلى مطوري الأعمال، أو الذي يطلقون الشركات الناشئة، إذ يمكن لهذه الفئات جميعها الانتقال إلى قبرص والعيش فيها.
والطريقة الأسهل للحصول على مزايا العيش في قبرص، الحصول على تصريح زيارة مستقل، ويتم منحه للمواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي والذين لديهم دخل ثابت لا يقل عن 2000 يورو شهرياً. كما يمكن أيضاً لمطوري الشركات الناشئة والذي يصل دخلهم الشهري إلى 3500 يورو، الحصول أيضاً على إمكانية الإقامة المجانية. أما في ما يخص الاستثمار في العقارات، وهو نوع آخر من الاستثمارات التي تتيح العيش في قبرص، فيتطلب تسديد مبلغ لا يقل عن 300 ألف، أو فتح استثمارات في الدولة بالقيمة المالية ذاتها.