كشفت وزارة الموارد المائية في العراق عن وضع خطط لمواجهة أزمة المياه المتفاقمة في البلاد، مؤكدة أنها بصدد إنشاء سدود صغيرة للاستفادة من الأمطار والسيول الناتجة عنها، فضلا عن مشاريع لتحلية مياه البحر، ومعالجة وتدوير مياه المبازل والمياه الثقيلة لتخفيف الضغط على المياه السطحية.
واليوم الجمعة، حذرت الأرصاد الجوية العراقية من موجة سيول ستجتاح عدداً من المحافظات إثر توقعات بأمطار غزيرة في الساعات المقبلة، وقال الراصد الجوي علي الجابر الزيادي: "بعض المناطق في المدن المختلفة، وسط وجنوبي البلاد، متوقع أن تتساقط فيها أمطار غزيرة الشدة وتسبب بغرق الأماكن المنخفضة والطرق، وقد تكون العاصمة بغداد والمدن القريبة منها ضمن فرص الأمطار الغزيرة".
وأشار إلى أن "السيول "ستتشكل في جنوب مدن محافظات ديالى وشرق واسط وشمال شرقي ميسان".
وتعمل وزارة الموارد المائية العراقية على الاستفادة من مياه الأمطار لمواجهة شح المياه، وقال المتحدث باسم الوزارة علي راضي إن "شح المياه أصبح واقعاً لا بد من التعامل معه، فقلة الإيرادات تؤثر على العراق بشكل كبير جداً، سواء كانت لأسباب طبيعية تتعلق بالتغيرات المناخية أو أسباب فنية"، مؤكدا في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، اليوم الجمعة، أن "الوزارة لديها خطة واسعة لإنشاء سدود صغيرة للاستفادة من إيرادات العراق المتحققة من خلال الأمطار والسيول الواردة من الوديان والمنخفضات، فضلاً عن جانب التركيز على استخدام التقنيات الحديثة في الري".
وأضاف أن "الوزارة تعمل على إدارة مثلى للمياه من حيث إطلاقات المياه، لتلبية متطلبات الزراعة في الموسم الزراعي الشتوي وتلبية متطلبات المياه الخام بمحطات الإسالة في مياه الشرب"، مشيرا الى أن "هناك تعزيزاً وتحسناً في كمية الإيرادات الواردة لمناطق الأهوار، خصوصا بعد معاناتها من شح كبير من المياه في الفترة السابقة، ونحن نستهدف بعض المناطق التي عانت من شح المياه من أجل تحسين الواقع الاروائي وتأمين الحصص المائية، من خلال حملة كبيرة برفع ومنع التجاوزات التي تحدث خصوصاً على الحصص المائية".
وتابع أن "هناك مشاريع كبيرة قد تم الأخذ بها بنظر الاعتبار ضمن البرنامج الحكومي بتقليل الاعتماد على المياه السطحية عبر خيارات تتمثل بتحلية مياه البحر، ومعالجة وتدوير مياه المبازل والمياه الثقيلة، وهذه تساعد على تخفيف الضغط على المياه السطحية، ما يؤثر بشكل إيجابي على تحسن المياه وكذلك يوثر على المرونة بتوزيع المياه"، مضيفا: "كما أن هناك خطة بالاعتماد على خيار يتمثل بالمياه الجوفية واستخدام التقنيات الحديثة في المناطق التي يمكن تأمين المياه الخام فيها ويصعب تأمين المياه السطحية لها".
وأشار الى أن "هذه المشاريع ستشكل نقطة مهمة لمواجهة الشح أو تخفيف آثاره على المواطنين"، مؤكداً أن "الوزارة باشرت بهذه الخطط، وسيكون التوسع الكبير لهذه المشاريع في الموازنة القادمة للعام المقبل".
ولفت الى أن "هناك تركيزاً واضحاً ودعماً كبيراً من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لملف المياه والتفاوض مع دول الجوار، وكان لنا لقاء مع السفير الإيراني ببغداد، واتصال مع المبعوث الخاص للرئيس التركي للمياه، وجرى الاتفاق معهما على عودة الزيارات المشتركة واستمرارها وعودة اللقاءات الفنية للتباحث في موضوع المياه وضمان حصول العراق على حصة عادلة من المياه".
وكان العراق قد قلّص مساحة الأراضي المشمولة بالخطة الزراعية الموسمية الى النصف، فيما تم استبعاد محافظات معينة من الخطة بشكل كامل، بسبب موجة جفاف غير مسبوقة تعانيها البلاد منذ عدة سنوات نتيجة قطع إيران روافد نهر دجلة، وتقليل تركيا حصة المياه العراقية، فيما لوحت الحكومات العراقية السابقة مرات عدّة باللجوء الى المؤسسات الدولية للحصول على المياه من إيران، وفقا لاتفاقيات تقاسم المياه، إلا أنها "الحكومة" لم تخطُ أي خطوة نحو تدويل الملف، على الرغم من رفض إيران أي حلول يطرحها العراق.